امرأة العقاپ(كاملة للفصل الاخير)بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز

أمام وجهها تماما في نبرة مثلجة 
مفرقش حاجة بس أنا غيرت رأى ومش هطلق
تلألأت العبارات في عيناها بحړقة وألم من بطش وقسۏة ذلك الظالم لوهلة احست بضعفها أمامه وأن لا يسعها شيء سوى استخدام قواها الضعيفة مقارنة بقوته الانية الضخمة فغارت عليه تلكمه في ه بشراسة صائحة به في صوت مبحوح وعينان تلمع بالعبارات 
إنت واحد حقېر ومتستهلش إيه حاجة في يوم عملتها عشانك عايز كل حاجة تكون ليك وحدك متملك ومغرور ومش بتتقبل أخطائك إنت أناني ياعدنان بتحب فريدة وفي نفس الوقت عايز جلنار تكون معاك مفكرتش في مرة إيه احساس فريدة أو احساسي أنا عارف ليه عشان إنت مبتفكرش غير في نفسك مش معنى إنها وافقت على إنك تتجوز عليها وإنت فهمتها قد إيه بتحبها يبقى خلاص هي تقبلت الفكرة ب رحب لا يمكن يكون في ست تتقبل فكرة إن جوزها يتجوز عليها وأنا رغم إني مش بحبك بس فكرة إني على الرف بتني صدقني احساس الست إنها في خانة الاحتياط
بيوجع أووووي وأنا استحملت الاحساس ده كتير ومش هقدر استحمل اكتر من كدا
استهدفت بكلماتها الهدف لم تخطأ في حرف واحد لكن أخطأت في الوصف بقدر جفاء وحدة الكلمات بقدر ما وصلت لأعمق نقطة من قلبه خرجت هذه الخناجر من فمها بالوقت الخطأ في وقتا كان يحاول هو لملمة شتات نفسه المبعثرة بعد الوساوس التي تنهش عقله نهشا منذ مساء الأمس وهو يفكر بأفعال زوجته المريبة
محاولا إسكات الصوت الوحيد الذي يتردد في ذهنه منذ إيام خېانة خېانة خېانة !! ويرفض حتى مجرد التفكير في فكرة لعينة كهذه جاءت زهرته وواجهته بحقيقته التي يحاول التغافل عنها وزادت من سوء الوضع لكن حتما أن أنانيته تضمر خلفها أحد الأسباب الحقيقية الذي يرغب باحتفاظه بها لنفسه 
تنهد الصعداء بعبث وغمغم أخيرا بنظرة تائهة يؤكد لها تصورها عنه 
عندك حق ولو تمسكي ببنتي ومراتي بالنسبة ليكي أنانية فأنا معنديش مشكلة في كدا
تطلعت إليه بدهشة من اعترافه الصريح بتمسكه بها وأحست أن لسانها قيد فلم تتمكن من الرد عليه فقط تابعته وهو يبتعد عنها ويتجه إلى الحمام 
يمسك بيده كأس من الڤودكا ويرفعه لفمه فيبتلعه دفعة واحدة ويعود ويملأ الكأس من جديد على الجهة المقابلة له يجلس أحد أصدقائه أمامه يتابعه بعيناه في سكون حتى خرج صوته أخيرا بحنق 
ما كفاية يانادر شرب بقى 
قهقه الآخر بصوت مرتفع وتمتم 
أنا النهاردة في أسعد أيام حياتي الصفقة اللي ليه سنين ابن الشافعي شغال عليها كل يومين وتكون ليا أنا ووقتها هقف اتفرج عليه وهو مقهور على الملايين اللي خسرها 
وإنت واثق في فريدة أوي للدرجة اللي تخليك مطمن إنها متقولش لعدنان حاجة عنك 
ضحك نادرا ساخرا وأجابت بثقة تامة 
مين فريدة !! إنت عبيط يالا تقوله إيه هتقوله إن أنا اللي سړقت الملفات ولا إن هي اللي ساعدتني وادتني مفتاح المكتب ولا بقى هتقوله إنها بټخونه معايا ! متقلقش من فريدة 
هتف صديقه بابتسامة ساخرة 
والله شكلها هي اللي هتجيب اجلك 
تجاهل نادر جملته وهتف بجدية 
قولي عملت إيه مع الرجالة واللي اتفقنا عليه 
رد في هدوء مبتسما بشړ 
يومين بالظبط وتسمع الأخبار 
لاحت ابتسامة جانبية شيطانية على ثغره وهو يلتقط كأس آخر من الڤودكا ويرد بمكر 
وأنا مستني
في بصباح اليوم التالي 
ترجلا من سيارة أجرة أمام مقر المعرض ونزلت سهيلة أولا ثم تبعتها مهرة التي بعد محاولات مرهقة وكثيرة من كل من صديقتها وجدتها وافقت على أن ترتدي بنطال ضيق من اللون الأسود يعلوه كنزة بيضاء قصيرة وفوقها بالطو من اللون الجملي طويل ورفعت شعرها لأعلى ذيل حصان وارتدت حذاءها الرياضي المعتاد 
نظرت لصديقتها أولا قبل أن تتطلع للمعرض وقالت بخنق 
يارب تكوني مبسوطة وأنا مش طايقة اللبس الملزق اللي عليا ده
كانت سهيلة ترتدي رداء طويل من اللون الوردي وتترك الحرية لشعرها وعيناها معلقة على بوابة المعرض من الخارج تتأمل منظره الفخم وقالت تجيب على مهرة بقرف 
ده جزاتنا
أننا عايزين نخليكي بنت إنتي مش شايفة العربيات والأشكال النضيفة اللي داخلة وخارجة دي لازم ناجي متشيكين يابت
مهرة بتأفف 
معلش احنا اللي
أشكال ژبالة اخلصي بقى خلينا نخلص من أم الطلعة المنيلة دي
تحركا باتجاه الباب لكن الحارس اوقفهم يمنع دخولهم قبل رؤية التذاكر الخاصة فأخرجت سهيلة من حقيبتها الكلاسيكية التذاكر ومدتها إلى الحارس الذي التقطها وحدق بالتذاكر ثم بهم لثواني يتحفص هيئتهم التي تختلف عن جميع زوار المعرض اللذين من الطبقة المخملية لكنه أفسح لهم الطريق للعبور وبمجرد عبورهم قبضت مهرة على ذراع سهيلة وقالت بغيظ من نظرات الرجل لهم 
إنتي جبتي التذاكر دي منين يابت مشوفتيش الحارس بيبصلنا إزاي 
سهيلة بعدم مبالاة 
ما يبص براحته خليكي فريش يامهرة احنا جايين نتفرج بعدين عيب تسأليني سؤال زي دي صحبتك مش سهلة برضوا
لم تتجادل معها كثيرا فهي ليست في مزاج للنقاش سترافقها فقط وتستمتع كما قالت ثم تعود لمنزلها 
بمجرد دخولهم إلى ساحة المعرض دارت سهيلة بنظرها في جميع الزوايا الممتلئة باللوحات الفخمة والحوائط المطلية بطلاء بني فاتح لامع والأضواء تحيط بكل جزء في المكان وبجانب كل لوحة مصباح داخل الحائط يعكس الضوء على اللوحة فيظهر جمالها وتفاصيلها أكثر 
بينما مهرة فكانت نظراتها معلقة على الزوار أناس من عالم آخر تماما كالذي يشاهدونهم بالأفلام والسلات الرجال يرتدون حلل سوداء ويتجولون في أرجاء المكان يتفحصون اللوحات نساء مرتدية ملابس تكشف أكثر ما تستر وأحذية الكعب التي في قدم كل امرأة ت أصوات مزعجة 
خرج صوتها ساخرا متمتمة 
هو ده افتتاح معرض ولا مصيف !
على الجانب الآخر كان آدم يتجول بين كل الزبائن ويتحدث مع هذا دقيقة ومع ذاك أثنين في وجه بشوش بينما عدنان فكان يقف مع
أحد رجال الأعمال المهمين أمام إحدى اللوحات التي نالت إعجابه وعزم على شرائها ويتحدث معه بقليل من الرسمية حول أمور متنوعة تخص العمل والمعرض واللوحات 
بإعجاب ملحوظ 
أما صغيرتها فكانت ترتدي فستان يشبه امها قليلا لكن الة الطفولية اضفت عليه شكلا مختلفا أكثر رقة ظلت واقفة بجوار أمها تبحث بنظرها عن عمها وأبيها فلمحها آدم أولا اتسعت ابتسامته لنهاية ها واتجه إليها مسرعا لتقبل هي عليه ركضا 
آدم محدثا أياها في مشاكسة 
اتأخرتي يا هنون عليا وكدا المفاجأة قيمتها هتقل
زمت الصغيرة ها بع وقالت وهي تشير إلى أمها بحنق 
دي ماما مش أنا اللي اتأخرت 
قهقهت جلنار عالية بينما هو فنظر لزوجة أخيه وقال بعذوبة 
عاملة إيه ياجلنار 
جلنار بمداعبة ونظرة سعيدة 
عايز الحقيقة فرحنالك بشكل لا يوصف مبروووك وعقبال نجاح كتير أوي جاي أن شاء الله يافنان 
ضحك آدم والټفت برأسه حوله في شيء من الخۏف المزيف وهتف مشاكسا 
مجهزلك مفاجأة بمناسبة الافتتاح بس من غير ما يحس عدنان تاخديها وعلى البيت عدل عشان ده مچنون وممكن يتخانق معايا أنا 
غمزت له ضاحكة وتمتمت بمرح وحماس 
متقلقش اطلع إنت بس بالمفاجأة وملكش دعوة بالباقي
كانت نظرات أسمهان وفريدة معلقة على جلنار ونظراتهم الحاړقة لو كان بإمكانها إخراج الڼار لحړقت جلنار بأرضها تتابع أسمهان ضحكاتها وتبادلها أطراف الحديث مع ابنها بعفوية وتلقائية وهي تشتعل غيظا بينما الآخرى فكانت تحدجها بأعين كلها وعيد ونقم 
أبعد عدنان نظره بتلقائية عن الرجل الذي يبادله أطراف الحديث ليقع نظره عليها التقطت عيناه فستانها الضيق
والمكشوف من الأعلى شعرها المنسدل بانسايبة جزء منه على ظهرها والجزء الآخر على كتفها عيون الجميع متعلقة عليها يأكلونها بنظراتهم أكلا 
أظلمت عيناه بشكل مخيف ونيران الغيرة تأججت في ه كان سيندفع إليها كالثور الهائج لكنه تمالك أعه لعدم ملائمة المكان والوقت لما يود فعله بها الآن نظر إلى الرجل وقال بصوت محتدم 
استأذنك لحظة ياسامي بيه
هز رأسه الآخر بالموافقة وقال باحترام متبادل 
اتفضل أكيد
سار نحوها وعيناه لا ترى شيء سوى هدفه لدرجة أن من سيتطلع إليه ويرى وجهه سي بالصدمة من مظهره المريب في تلك اللحظة انتهي آدم من حديثه معها وابتعد بهنا عنها قليلا 
التفتت هي برأسها في عفوية على الجانب فوجدته مندفع نحوها ووجهه يشع بشرارة الڠضب وقفت بثبات تام حتى وصل إليها وانحنى عليها يهمس في أذنها بصوت متحشرج محاولا تمالك أنفعالاته 
إيه اللي لبساه ده !
قد عزمت على ارتداء هذه الفستان عمدا حتى تشعله بالنيران كنوع من الكيد ردت عليه ببرود 
فستان ! 
عض على شفاه السفلى ونقل نظره في حركة سريعة بين الزوار
ثم هتف بغيظ مكتوم 
مش عايز استعباط إنتي لبستي ده بالعند فيا يعني رغم إني الصبح منبه عليكي إنك متطلعيش بلبس مكشوف
جلنار بابتسامة سمجة ومستفزة 
وأنا اعند معاك ليه ياروحي كل ما في الحكاية إني بحب الفستان ده وشكله حلو عليا عشان كدا لبسته ودي مش أي مناسبة فكان لازم البس اجمل حاجة 
كور قبضة يده يجاهد في التحكم بنفسه ثم رد عليها بوعيد حقيقي كله سخط 
ماشي ياجلنار حسابك معايا في البيت أنا هربيكي كويس
نظرت إلى الرجل الذي كان يقف معه ولاحظت أنه بين آن والآخر ينظر بتجاههم فقالت ببرود متعمد وهي مبتسمة پشماتة 
روح ياحبيبي عيب تسيب الراجل مستنيك كدا
نظرة مطولة بينهم كانت ڼارية منه وثلجية منها تنضج بالوعيد منه وغير مبالية منها حتى قطعت النظرة هي عندما تركته وابتعدت متجهة إلى اللوحات حتى تشاهدهم 
ظلت مهرة واقفة أمام إحدى اللوحات لدقائق طويلة تحاول فهم المعنى الفني من وراء لوحة عبارة عن تداخل الون وتزاحمها بشكل غير مفهوم فتظهر في النهاية في شكل لوحة فنية ! أين الفن في مزج الون مختلفة بشكل عشوائي لو كان هذا يسمى الفن فما اسهله 
تتطلع إلى اللوحة تارة من جهة اليسار وتارة من اليمين هاتفة لنفسها بتفكير 
أيوة فين المغزي برضوا ماهو أنا عايزة الاقي سبب مقنع يخليني ادفع فلوس في لوحة الشوارع دي 
لوحة إيه !!! 
انتفضت بأرضها على أثر الصوت الذي أتاها من ظهرها والتفتت فورا بكامل ها فقابلت نفس الشاب الوسيم أو التركي كما وصفته ! والغريب أن للمرة الثالثة تقابله بم الصدفة ! 
تصنعت الثبات وقالت بشموخ 
افندم 
آدم بنظرة قوية 
إنتي كنتي بتقولي إيه دلوقتي على اللوحة ! 
التفتت برأسها إلى اللوحة ورجعت برأسها إليه لتقول بثقة معبرة عن رأيها 
بقول إنها لوحة شوراع 
أشار إلى
لوحته بدهشة وهتف يعيد جملتها بنبرة مستاءة من
تم نسخ الرابط