رواية أنا لها شمس " بقلم الكاتبة روز أمين " كاملة
المحتويات
علشان ناخدها للمستشفى في عربيتي
هزت رأسها لعدة مرات
للتأكيد لكنها توقفت وهي تنظر لصغيرها الغافي بتشتت وارتياب
طب يوسف هعمل فيه إيه لو صحي ولقى نفسه لوحده من غيري أنا وعزة هيترعب
هز رأسها يحدثها بجدية كي يطمأن قلبها
متقلقيشهخلي سعاد تطلع له حد من البنات تقعد جنبه لحد ما نرجع
أومأت بإيجاب لتسرع إلى خزانة الملابس وتنتقي بنطالا وكنزة باللون الأسود بعد قليل كانت تستقل الكنبة الخلفية بجانب عزة التي تتألم بشدة ليتحدث فؤاد إلى رئيسة العاملات من نافذة السيارة
أجابته برتابة وجدية
إطمن يا سيادة المستشاريوسف في عنيا
انطلق بسيارته سريعا لتصرخ عزة وهي تشدد بقبضتها على كف إيثار ويبدوا على ملامحها شدة الألم
ھموت يا إيثار جنبي هيتفرتك
سلامتك يا عزةأول ما نوصل على المستشفى هيدوكي أدوية هتريحك على طول إن شاءالله
كان يقود بسرعة متابعا الطريق ويتابعهما أيضا بإنعكاس مرآة السيارة فتحدث كي يبث داخل عزة الطمأنينة
إتحملي شوية يا عزة المستشفى قريبة من هنا وأنا بلغتهم إننا في الطريقإن شاء الله هنلاقيهم في انتظارنا على البوابة
متقلقيشأكيد شوية مغص والدكتور هيديها أدوية تريحها
أومأت له والتزمت الصمتبعد قليل خرج الطبيب ليتحدث إلى فؤاد
وضعت كف يدها على فمها واغرورقت عينيها بدموع الالم أما فؤاد فتحدث بنبرة جادة
اتفضل شوف شغلك يا دكتور
اومأ له وتحرك الطبيب فاقترب هو عليها ليقول
عملية الزايدة سهلة جداهتعملها وهتقوم بالسلامة إن شاء الله
يارب يا فؤاد يارب...قالتها بضعف ألم قلبه لأجلها فاقتربت إحدى الموظفات لتبلغه
أوك...نطقها لينظر لتلك الواقفة وهو يبلغها بنظرات حنون وكأنه يحدث ابنته
خليك هنا علشان عزة لما تطلع من الكشف تلاقيك وأنا مش هتأخرشوية وهرجع لك على طول
أمسكت كفه قبل أن يتحرك لتبلغه بما أشعل روحه
خليك إنت جنب عزة وأنا هروح معاها أنا معايا الفيزا وفيها فلوس كفاية الحمدلله
إقعدي مكانك وأستني عزة زي ما قولت لك
ارتبكت من نظراته الغاضبة لتهز رأسها سريعا عدة مرات دلالة التأكيد مما جعله يكظم ضحكاته من هيأتها التي تشبه الفأر داخل المصيدة ليتحرك ويتركها تتنفس براحة فور ابتعادهبعد مدة عاد لينضم إليها بعد قليل كانا يتحركا بجوار عزة وهي محمولة على الشزلونج المتحرك باتجاه غرفة العملياتامسكت كفها لتنطق بأعين تفيض حنانا
مټخافيش يا حبيبتيالعملية سهلة وهتقومي منها بالسلامة
شددت على كف يدها لتوصيها بنبرة صوت مړتعبة ونظرات شقت بها صدر الأخرى
متسبنيش لوحدي في المستشفى وتمشي يا إيثارولو مۏت في العملية إتصلي باختي علشان تاخدني وټدفني جنب أمي
نزلت دموعها وقبل أن تجيبها قاطعها فؤاد بما فصل وصلتهما وهو يتطلع على كلاهما باستغراب وتعجب مشمئز
إيه الأوڤر اللي إنت فيه ده يا عزة هو أنت داخله تعملي قلب مفتوح يا ماما!
واستطرد بتهاون أراد من خلاله تهوين الامر عليها
دي عملية زايدةحاجة كده شبه لما تدخلي المطبخ تعملي كباية شاي
وتابع قاصدا كليهما
فبلاش تعيشوا الدور إنت وهي وتقلبوها
لنا دراما كوين
ابتسمت لترد بمداعبة بعدما رأت دموع إيثار المنهمرة فوق خديها
يا ساتر عليك يا سيادة المستشار لازم تفصلني يعني
ابتسم الجميع لتتابع هي بمشاكسة
إتصلي بقى بالست دولة في القصر خليها تعملي فرخة بلدي وشوربة لسان العصفور علشان أعوض لما أخرج من العملية
لتسترسل بتنبيه
بس نبه عليها تعملها بالسمنة البلديحاكم أنا مبحبش السمن الصناعي
ضحك ليجيبها بموافقة
بس كده إنت تؤمري يا عزة هانم
وصلت إلى الباب لتختفي خلفه لتنساب دموع إيثار مع خروج شهقات متتاليةهرول عليها ليسحبها داخل أحضانه وبات يمسح فوق ظهرها ويهدهدها قائلا بنبرة تقطر حنانا واهتمام
إهدي يا باباعزة هتبقى كويسة
اومأت وهي تقول بدموعها
يارب يارب
تحرك بها ليجلسها على إحدى مقاعد الأستراحة وجاورها الجلوس ليضع ساعديه فوق ركبتاه شابكا كفيه ببعضيهما وهو ينظر أسفل قدماه منتظرامرت أكثر من نصف ساعة وفجأة وجدها تميل برأسها على كتفه ليتطلع عليها رأها غارقة بنومهاابتسم واعتدل ليستند بظهره خلف المقعد ثم مد يده يعدل بها وضعية رأسها لترتاح فوق كتفه قرب أنفه من حجابها الموضوع فوق شعرها وبات يستنشق رائحته باستمتاعيالها من رائحة تشبه رائحة تفتح زهور البرتقالبالتأكيد توجد روائح أفضل بكثير من رائحتها لكنها الأفضل على الإطلاق بالنسبة لهمال بجانب عينيه يتطلع على ملامحها الهادئة وبدون إدراك وضع كفه يتلمس وجنتها الناعمةأصبح مهووسا بغرامها فقد فتنته بعنفوانها واختلافها عن الاخريات فوقع صريعا لغرامها المتيم وانتهى الأمر
تنهد بأسى لأجلها فقد بدا على ملامحها الإرهاق أما جسدها فكان مستسلما للنوم مما يدل على حاجتها الملحة للراحة ترجع لعدم اخذها القسط الكافي من النوم والراحة هذة الأيامأسند رأسها بكفاه على خلفية المقعد قبل أن يعتدل ويهب واقفا ليحملها بين ذراعيه القويتين مما أفزعها وجعلها تفتح عينيها سريعا لتتفقد ما حدث لها بعد أن شعرت بحالها ترتفع في الهواءطمأنها سريعا وهو ينطق بصوت حنون
إهديهاخدك ترتاحي في الأوضة اللي حجزناها لعزة
شعرت بالإستكانة بين يداه لتباغته بلف ساعديها حول عنقه تتشبث به بعدما شعرت بأمانها داخل أحضانهابتسم وهو ينظر لملامحها الجذابة وتحرك بها بقلب منتفض بقوة لشدة قربها منه بتلك الطريقة المهلكة لهتحرك بها حتى وصلا للغرفة وقام بفتحها ليلجا ثم قام بغلق الباب بمقدمة قدمه وسار إلى الأريكة الجانبية ليميل ويضعها بحرص كمن يتعامل مع بلور شفاف ويخشى من كسرهتجمد جسده حين شعر بتشبثها به بقوة وكأنها تخشى ابتعاده ليهمس لها وهو يفك كفيها من حول عنقه
نامي لك شوية علشان رقبتك ترتاح
حركت أهدابها لتسأله بصوت متحشرج
هي عزة خرجت
لسة قدامها نص ساعة كمان في اوضة العمليات وساعة على الأقل في غرفة الإفاقةنامي وأول ما تخرج هصحيك...نطقها بهدوء لتومي له برأسها وأغمضت عينيها على الفوركاد أن يتحرك نحو النافذة ليتطلع منها على الخارج لكنه تصنم حين أمسكت كفه بقوة لتمنعه من الرحيل حيث همست بنعاس وعيناي مازالتا مغمضتان
خليك جنبي يا فؤاد ماتسبنيش
لا يدري ما أصابه جراء تلك الحركة انتفض جسده وسارت دقات قلبه تقرع مثل طبول الحړبمال مقتربا على وجهها وبدون إدراك منه وكأنه مغيب أجابها بهمس ناعم تسلل لداخلها ليشعرها بالأمان الفوري
عمري ما أقدر أسيبك
تزحزحت بجسدها للخلف تفسح له المجال ليجلس بجانبهااقټحمت سعادة الدنيا روحه لتنتعش وكأنه عاد مراهقا فتلك المشاعر التي تجتاحه بحضرتها لم يسبق ومرت عليهنعم فكل شيئ معها مختلف وله مذاق من نوع خاصجاورها الجلوس ومازال كفها متشبث بخاصته وكأنه أصبح ملاذها لتدخل بنوم عميقنظر لملامحها المطمأنة وعلى الفور ارتسمت ابتسامة سعيدة فوق ثغره
تنهد بقلب أرقته كثرة الإشتياق همس
من بين شفتيه الغليظة وهو يتعمق بها
لحد إمتى هفضل أكابر وأتحملربنا يصبرني على هرمونات الجنان اللي بتهب عليك فجأة
ليتنهد بقلب يتحرق شوقا متابعا بلهيب
والله حرام عليك اللي عملاه فينا ده
مر الوقت سريعا وهو جالسا بجوارها يتأمل وجهها بجسد متيبس جراء إقترابه بهذا الحد المهلكوأثناء اندماجه استمع لخبطات فوق البابسحب كفه سريعا لتنتفض تلك النائمة وتجلس تتلفت حولها بفزع قبل أن يطمأنها بهدوء
إهدي يا بابا وعدلي حجابك كويس
تحرك سريعا وقبل أن يصل للباب وجده قد فتح ودلف من خلاله العمال وهم يحركون الشزلونج حيث تتمدد عليه عزةقفزت لتهرول ناحيتها ليوقفها بيده وهو يقول بهدوء
أصبري لما ينقلوها على سريرها
بعد قليل اطمئنوا على عزة حيث فاقت واستعادت وعيها بالكامل إتصل فؤاد بأحد حراس القصر وطلب منه أن يأتي بالعاملة ودادكي تجالس عزة وبالفعل أتى كلاهما وانتظرا خارج الغرفةبعد مرور بعض الوقت تحدث فؤاد بنبرة هادئة وهو يطالع تلك الممسكة بكف عزة بتشبث
يلا بينا يا إيثار
تطلعت إليه باستغراب ليتابع بعدما قرأ ما بعينيها من رفض
إحنا لازم نروح لاني عندي شغل وإنت كمان محتاجة تاخدي شاور وتنامي كمان علشان يوسف لما يصحى
واستطرد لإقناعها
الولد لسة مش متعود على حد من أهل البيت ولو صحي وملاقكيش جنبه إنت أو عزة هيتخض
كانت تستمع له بتمعن شديد لتنطق مقترحة
إنت ممكن تبعتهولي مع حد من ال Body Guard
تحولت عينيه لحادة كالصقر ليرتعب داخلها أثر استماعها لطريقته الخشنة
إيثار
واستطرد بنبرة صارمة ترجع لرعبه عليها من فكرة استفراد نصر ونجله بها
الموضوع ده غير قابل للمناقشة
أطرقت برأسها فى حزن ليزفر هو بقوة قبل أن تنطق عزة بما حسم الأمر
روحي مع جوزك يا حبيبتي علشان الولد
لم تدري ما حدث لها حينما استمعت لكلمةزوجكمن عزةفقد غزت مشاعر رائعة داخلها لكونها منسوبة لهلتستطرد عزة بحروف متقطعة ترجع لتأثرها بدواء التخدير
هو عنده حق يوسف هيتفزع لو قام من النوم ملقناش إحنا الإتنينوغلط عليه إنك تجبيه هنا في المستشفى
طالعتها بحزن لأجلها لتتابع الاخرى للتهوين من الامر عليها
روحي ومتقلقيش علياأنا معايا وداد والحارس هيستنانا قدام المستشفىأنا هعوز إيه تاني أكثر من كده
نظرت لها بوجه حزين لتحثها الاخرى على التحرك
يلا يا بنتي روحي مع جوزك علشان الراجل يلحق يروح شغله
ابتسم ليقول باستحسان لحديثها
ربنا يبارك في عقلك يا عزة والله
عد الجمايل يا باشا...قالتها بابتسامة ليردها إليها بامتنان
استقلت السيارة معه وانطلق بطريقهما للعودة إلى القصروضعت كف يدها على فمها لتتثاوب بنعاس لمحه بطرف عينيه المراقبتين لها طيلة الوقت ليسألها بمشاكسة أراد بها انتشالها من دوامة حزنها على تركها لعزة وحيدة بالمشفى
لسه مشبعتيش نوم ده أنت نايمة من ساعة مطلعنا من البيت
منمتش كويس ليا يومين...نطقتها بصوت مټألم خجول يرجع سببه لما حدث بينهما منذ أن خرجت صباح أول أمس لينتهي اليوم بمشاجرة وتراشق بالكلمات وما نهى على تماسكها وحرم على عينيها النوم هو ما حدث بمساء أمستنهد بأسى حين رأى نظراتها الزائغة وفهم مغزاها ليتطلع أمامه وهو يتابع القيادة بصمت تام دام من كلاهما حتى وصلا لداخل القصر توقف بالسيارة وتطلع عليها ليجدها غارقة بالنوم ابتسم وټأذى بنفس الوقت لحالتها المزريةفك وثاق حزام الامان الخاص به واقترب عليها يهمس كي لا يفزعها
إيثارقومي إحنا وصلنا
حركت أهدابها لتفتحها بصعوبة ليميل عليها وبدأ بفك وثاق حزام الأمان من حول خصرها انتفض داخلها بقوة لاقترابه منها لهذا الحد وأسرتها رائحة عطرة التي باتت تعشق استنشاقها وكأنها أصبحت الأكسچين بالنسبة لهاانتهى
متابعة القراءة