رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1950 إلى الفصل 1952 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

وترددت بصوت ضعيف حسنا أمي أنا في طريقي. ثم نظرت إلى إحسان وقالت إحسان يجب أن أعود إلى المنزل جدي مريض.
أجاب بإصرار سأذهب معك.
ولكنك
لن أتركك لا أشعر بالراحة أن تواجهي هذا بمفردك. أصر إحسان بلطف.
وأمام هذا الإصرار وافقت جوري. حسنا ولكن تذكر أن تخبر والديك. سأغادر في الظهيرة.
كان القلق واضحا في عينيها ففهم إحسان تماما.
أسرع إحسان في الاتصال بأمه ليخبرها بمرافقته لجوري في هذا الوقت العصيب. وأيدت هايدي قراره مشيرة إلى أن هذه اللحظة قد تكون بحاجة ماسة إلى وجوده بجانبها.
في تلك الليلة صعدوا إلى طائرتهم الخاصة واتجهوا إلى زورافيا. وصلوا في الصباح الباكر حيث ركبوا سيارة يعقوب وتوجهوا مباشرة إلى المستشفى.
عندما وصلوا إلى المستشفى كان هاني في العناية المركزة تحت جهاز التنفس الصناعي. حين رأت جوري عيون والدتها المحمرة فهمت فورا مدى خطۏرة حالة جدها. أمي جدي...
حاولت هايدي أن تكبح دموعها وأكدت لها بصوت هادئ الأطباء لا يزالون يحاولون لذلك لا يمكننا الاستسلام بعد. ومع تلك الكلمات شعرت جوري وكأن الأرض تتحرك من تحت قدميها مما دفع إحسان إلى احتضانها بقوة. فقالت لها هايدي بحنان إحسان اعتن بها جيدا.
سأفعل السيدة يعقوب. أومأ إحسان برأسه مؤكدا التزامه.
بينما كان الجميع ينتظرون خرج نادر من عيادة الطبيب وجهه عابس. اقتربت منه هايدي بسرعة وقالت بصوت محمل بالقلق ماذا قال الطبيب هل هناك أي خطة أخرى
أجاب نادر بصوت متوتر والدي في سن كبيرة والطبيب لا ينصح بإجراء عملية جراحية لأنها قد تزيد من المخاطر. ثم سألته هايدي بتردد وكم من الوقت سيبقى أبي إذا استفاق دمعت عينيها وملأ الحزن قلبها.
أسبوع واحد على الأكثر. كانت عيناه مليئة بالدموع وهو يقول ذلك. في اليوم التالي جاء العديد من أقارب عائلة يعقوب لزيارة هاني ولكن لسوء الحظ ټوفي أثناء نومه.
كانت جوري جالسة في الصالة عندما جاءت والدتها فجأة تبحث عنها. وعندما وصلت إلى الجناح ورأت الأطباء يغطون جدها بقطعة قماش بيضاء شعرت بضعف في ساقيها. أمسكها إحسان بسرعة واندفعت بين ذراعيه وهي تبكي بحړقة.
تمت مراسم الچنازة بعد أسبوع من ذلك. حضر العديد من الأفراد وأقيمت المراسم وسط حزن شديد من آل يعقوب. وفي غمضة عين عاد الاثنان إلى زورافيا لمدة أسبوعين. وخلال تلك الفترة كان إحسان يهمل جسده المتعافي ليكون بجانب جوري يعتني بها ويقدم لها كل الدعم. ربما كانت هذه هي قوة الحب!
بعد شهرين بدأ آل يعقوب يتقبلون ۏفاة هاني تدريجيا لكن جوري بقيت حزينة. كان إحسان إلى جانبها طوال الوقت يواسيها ويعتني بها بعناية بينما كانت تمضي العديد من الليالي الباكية بين ذراعيه.
عندما استيقظت في أحد الأيام شعرت بتوتر عندما رأته يحزم أمتعته. إحسان هل ستغادر سألته بصوت خاڤت.
أجاب وهو يبتسم برقة لا لن
تم نسخ الرابط