رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1977 إلى الفصل 1979 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

الآن. 
حاولت إيلا الاعتراض قائلة بتوسل 
لكن... أبي! 
نظر أصلان إليها بثبات ثم تابع 
أعلم أنك قلقة لكن هذا الشاب قوي بما يكفي ليعتني بنفسه. ثقي بذلك. 
رغم كلمات والدها المطمئنة شعرت إيلا بالحزن وهي تراقب سيارة معتز وهي تبتعد بينما تساؤلات كثيرة تدور في عقلها وأهمها هل سيكون هذا هو اللقاء الأخير بيننا
الفصل 1979 ليس المرشح الثالي
من المدهش أن معتز انطلق بسيارته دون أي تردد ولم يتوقف ولو للحظة. سرعان ما اختفت السيارة خلف الزاوية تاركة وراءها ايلا التي بدت الدموع والتردد واضحين في عينيها. تنهد أصلان متسائلا كيف يسمح لابنته الثمينة بالوقوع في حب رجل من القوات الخاصة بوظيفة محفوفة بالمخاطر.
رغم ذلك وجد أصلان نفسه معجبا بتصرف معتز الذي قطع الطريق تماما أمام أي أمل لدى ايلا. وفي تلك اللحظة انحرفت سيارة معتز الترفيهية فجأة إلى زقاق ضيق حيث توقفت هناك.
في المرآة الخلفية انعكس وجه رجل وسيم يحمل نظرة عميقة وغامضة تخفي الكثير من أفكاره. بينما كان يراقب الطريق الرئيسي مرت ست سيارات دفع رباعي سوداء بسرعة عبر التقاطع. تأمل قليلا قبل أن يرن هاتفه. نظر إليه سريعا ثم أجاب 
مرحبا. 
لقد سلمتها إلى رجال البشيرز أليس كذلك كان المتصل عمه ورئيسه في الوقت ذاته. 
نعم. 
هل أصيبت الآنسة البشير بأذى 
لا كانت بخير تماما. 
جيد. اسمعني جيدا. في المرة القادمة التي تراها تجنبها تماما ولا تجذب انتباهها. هل تفهمني 
لماذا 
ألا تدرك مدى قوة عائلتها وسلطانها على أي حال عندما تراها مستقبلا ابتعد عنها. 
تنهد معتز وأجاب فهمت. 
عد الآن. لقد أفسدت المهمة وسيتعين عليك تعويض ذلك في المستقبل. 
أغلق معتز المكالمة ثم أعاد تشغيل السيارة. في الوقت ذاته كانت فرقة سيارات البشيرز في طريقها إلى المطار يرافقها ثلاث طائرات هليكوبتر تقوم بمسح المنطقة لضمان الأمان. 
وسط كل هذا كانت ايلا تجلس في السيارة لكن ملامحها لم تكن تعكس أي سعادة. كانت معتادة على أن تشارك والدها كل تفاصيل مغامراتها المليئة بالأحداث. لكن هذه المرة اكتفت بالتحديق عبر النافذة غارقة في أفكارها. 
كسر أصلان الصمت قائلا بقلق هل شعرت بالخۏف يا ايلا كان قد سمع أن مخبأ معتز تعرض لهجوم وتساءل إن كانت ايلا قد شهدت الډماء والمشهد المروع مما أثر عليها. 
هزت رأسها نافية ثم استدارت نحوه ومدت يدها قائلة أبي هل يمكنك أن تخبرني ما هي وظيفة معتز 
أجاب دون تردد إنه عميل لمنظمة دولية. 
عندما أدركت أن تخمينها كان قريبا من الواقع علقت متذمرة لماذا اختار مثل هذا العمل الخطېر 
يبدو أنك تهتمين به كثيرا. قال أصلان وهو يربت على طرف أنفها بنبرة ودودة ثم أضاف سأقوم بتعيين المزيد من الحراس الشخصيين لك في
المستقبل. لن أسمح بحدوث مثل هذا الأمر مرة أخرى. 
أومأت ايلا موافقة وقالت حسنا. ولكن كان من الواضح أنها ما زالت غارقة في أفكارها غير قادرة على التركيز تماما. 
تنهد أصلان بهدوء مستغرقا في تفكيره. بعد أن قابل معتز شخصيا أدرك كم هو مميز. كان يمتلك مظهرا جذابا قواما رياضيا ومواهب استثنائية. ومع ذلك كان معتز في نظره خطېرا. 
ايلا كانت تبلغ من العمر 23 عاما فقط ومن الطبيعي أن تفتن بشخصية مثل معتز برزت فيها صفات البطولة والقوة. لكن بالنسبة لأصلان هذا النوع من الرجال لم يكن يناسب أحلامه لزوج ابنته. العمل الذي يقوم به معتز محفوف بالمخاطر ومليء بالغموض الذي يمكن أن ېهدد حياة من حوله. 
قرر في أعماقه أنه لن يسمح لابنته بالدخول في علاقة مع شخص مثل معتز. أراد لها أن تنضج أكثر وأن تختار يوما ما شريك حياة أكثر استقرارا وأمانا يلائم حياتها ومكانتها. 
لنعد إلى المنزل. والدتك تنتظرك قال بلطف وهو يربت على يدها لطمأنتها. 
استندت ايلا بتعب على نافذة السيارة محاولة الهروب من أفكارها. أغمضت عينيها لكن المفاجأة كانت أن دموعها انهمرت بصمت. كل شيء بدا وكأنه حلم بعيد. 
بالنسبة لها أصبح معتز الآن مثل ظل عابر يظهر فقط في أحلامها. اختفى تماما من واقعها. لو كان معتز ابنا لعائلة مرموقة أو حتى موظفا عاديا يعيش حياة هادئة ومستقرة لربما سنحت لها فرصة أخرى لرؤيته. 
لكن معتز كان جزءا من قوة مهام دولية رجلا دائم التنقل بين البلدان والمهمات. اليوم في البلاد وغدا قد يكون في مكان بعيد مجهول. 
لم يكن لقاء عابرا آخر بينهما ممكنا على الإطلاق. فكرة مقابلته مجددا في هذه الحياة بدت لها مستحيلة تقريبا.

هذا لينك صفحتي التي يوجد عليها الرواية كاملة الى اخر فصل تم نشره 
https://pub2206.xtraaa.com/category/7242
اضغط على اللينك لتظهر لك كل فصول الرواية. ارجو متابعة صفحتي pub2206 لقراءة الفصول الجديدة. للوصول إلى أي فصل تريده أذهب إلى قسم الروايات ثم المزيد واذهب إلى نهاية الصفحة ستجد أرقام، تنقل فيها للوصول إلى الفصل الذي تريده.

تم نسخ الرابط