رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 2100 إلى الفصل 2101 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

المستشفى وخرج معتز على كرسي متحرك مستندا إلى الطبيب الذي كان يرافقه. هرع مسعفان عسكريان للمساعدة فحمل أحدهما زجاجة الدواء من يد الطبيب ورفع الآخر معتز إلى المروحية.
شاهد سمير المروحية وهي تقلع قبل أن يتجه إلى سيارته ليغادر. كانت مهمته قد انتهت وكان عليه العودة إلى فريقه. شعر بأن المهمة قد أنجزت بنجاح. ومع ذلك كان يعلم أن عائلة البشير لن تظل في حالة من السكون وأن الشخص المسؤول عن معاناتهم لن ينجو. بعد عودته إلى منزله الآمن جمع أمتعته وغادر من أفيرنا بهدوء تاركا خلفه كل شيء.
في المستشفى جلس جاسر بجانب إيلا وهو ينظر إلى وجهها الشاحب بقلق بالغ. كانت الأوقات التي مروا بها معا تؤرقه وكان يعرف أن التحدث إليها عن كل شيء سيسبب لها ألما شديدا.
في وقت لاحق من المساء أجرى جاسر مكالمة هاتفية مع نايا خارج الجناح ليطمئنها. كانت نايا ترغب في زيارته لكنه أقنعها بالبقاء في المنزل لرعاية ابنهما مؤكدا لها أنه سيكون بخير. بعد أن أغلق الهاتف عاد إلى الجناح ليجد إيلا قد بدأت تتحرك.
جلس بجانبها ومد يده برفق إلى كتفها وناداها بهدوء
"إيلا... إيلا"
في أعماق عقلها الباطن كانت إيلا تحاول الاستيقاظ. وبمجرد أن سمعت صوت جاسر المطمئن شعرت بشيء يشدها نحو الواقع ففتحت عينيها ببطء.
الفصل 2101 مۏت معتز
بعد لحظات من استعادة وعيها أمسكت إيلا بيد جاسر بسرعة وسألته "أين معتز خذني إليه."
كان شقيقها قد أصدر أوامر صارمة لحراس الأمن المشاركين في عملية الإنقاذ وأصر على إبقاء الأمر سريا. لذا لم يستطع إلا أن يجيبها بنظرة مليئة بالندم غير قادر على إيجاد الكلمات ليخبرها بالخبر.
لكن تلك النظرة كانت كافية لتحطيم قلبها قبل أن تنطق بأي كلمة. "لا لا يمكن أن يكون هذا صحيحا. لن يتركني خلفه" قالت وهي تبكي ويدها تغطي وجهها. كان الألم الذي شعرت به مختلفا عن أي شيء سبق أن مرت به ولم تستطع أن تستوعب مۏت معتز.
مد جاسر يده ليواسيها. "إيلا لقد ضحى بنفسه من أجلك. يجب أن تجدي القوة لتستمري."
رفعت إيلا رأسها بعينين حمراوين من البكاء وقالت "ما الفائدة من العيش بدون معتز أفضل أن أكون مكانه."
استمرت الدموع في التسلل على وجنتيها مما جعل الملاءات تبتل. شحوب وجهها كان يوحي بأنها قد تفقد وعيها في أي لحظة. كانت ذكريات حبهما تملأ عقلها غمرتها صورته صوته وقبلته كما لو كانت تعانقها. كانت فكرة الحياة بدونه لا تحتمل. لم تستطع أن تتخيل المضي قدما. قالت بصوت هادئ وهي تحاول مقاومة الضعف الذي بدأ يتسلل إليها "أين هو أحتاج إلى رؤيته." كانت تخشى أن تفوت فرصة وداعه الأخير.
"إيلا لقد أعادته القوات الخاصة. لن تتمكنين من رؤيته" قال لها جاسر.
"لا يجب أن تجد طريقة
تم نسخ الرابط