رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 9 إلى الفصل 10 ) بقلم مجهول
المحتويات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 9 سحبت إلى هامر
في ظهر اليوم التالي خيم صمت ثقيل على قاعة المؤتمرات. كان الجميع في حالة من الترقب والقلق تتقاذفهم التساؤلات دون إجابات واضحة.
جلس ضابط الشرطة جون ويليامز محاولا جمع الأوراق المبعثرة أمامه على الطاولة. بنبرة مقتضبة قال "إذا لم يكن هناك ما يضاف فإن الاجتماع انتهى." ثم أضاف وهو ينظر إلى الجميع بعينين مرهقتين "الليلة سنراجع قائمة الفتيات المختفيات. يجب أن نحدد هوية الضحايا بدقة."
"لدي سؤال."
توجهت الأنظار نحو مصدر الصوت. وقفت ناتالي بثبات تضع يدها في جيب معطفها الأبيض وكأنها تحمل في طياتها سرا كبيرا. كان الهدوء الذي يحيط بها أشبه بدرع من الثقة مما أثار دهشة الجميع.
تبادل الزملاء النظرات المشحونة بالدهشة والهمس.
"وجه جديد من هذه طبيبة شرعية جديدة"
لكن ناتالي لم تعر تلك الهمسات أدنى اهتمام. تقدمت نحو جون وانحنت بهدوء لتلتقط ورقة ممزقة من الأرض عليها بصمة قدم.
قالت بنبرة هادئة لكن حازمة "هذا ليس مجرد ورق مهمل. يحتوي على بصمة ودليل هام كما يتضمن معلومات كتبتها بخط اليد."
كان صوتها منخفضا لكنه يحمل وژنا أثقل من أي ضجيج في القاعة. نظراتها الثاقبة كأنها تخترق قلوب الحاضرين تزرع فيهم شعورا بالمسؤولية والخطړ.
لكن ناتالي لم تتراجع. قالت بحدة "بالنظر إلى الطريقة التي تعاملت بها مع هذه الورقة سابقا لدي شك بأنك ستفعل الأمر نفسه مجددا."
واصلت تنظيف الورقة من الغبار قبل أن تضيف "تقرير التشريح لا يتضمن فقط وقت الۏفاة أو معلومات الحمض النووي. الضحيتان رغم تشويه وجهيهما تحملان علامات واضحة تدل على أنهما كانتا تعيشان حياة مترفة وتتلقيان علاجات تجميلية منتظمة."
"بناء على ذلك لدينا ثلاث مرشحات فقط في قائمة المفقودين. وعند تضييق النطاق حسب العمر يبقى اسمين فقط ليزا مور وجين جراي. نحتاج الآن إلى استدعاء عائلاتهما لإجراء اختبارات الحمض النووي."
توقفت لبرهة ثم تابعت بنبرة أكثر جدية "يجب أن نسرع في العثور على الضحېة الثالثة. القاټل ليس فقط متسلسلا بل يعاني من اضطراب نفسي حاد. إذا لم نتحرك بسرعة سنجد أنفسنا أمام چريمة جديدة قريبا."
"أنا ناتالي نيكولز المحققة الشرعية الجديدة في وحدة الچرائم الكبرى. أتطلع للعمل معكم جميعا."
عمت القاعة ضجة متزايدة بين دهشة وإعجاب.
"لم أكن أتوقع أن تكون المحققة بهذا الصغر."
"هل يعني ذلك أننا لن نحتاج لمراجعة كل الأسماء"
لكن ناتالي لم تعر تلك التعليقات اهتماما.
غادرت القاعة بهدوء تاركة الحاضرين في حالة من الذهول. لم يكن أحد يتوقع أن تكون بهذه الكفاءة رغم صغر سنها.
في غرفة تبديل الملابس خلعت معطفها الأبيض حين رن هاتفها.
"هل أنت مشغولة لدرجة أنك نسيتيني يا أمي"
جاء صوت زافيان مليئا بالدفء والحنان. رغم نبرة العتاب كان واضحا أنه يفتقدها بصدق.
"لقد صنعت لك حساء الفطر. لا تنسي تناوله."
ابتسمت ناتالي وأرسلت قبلة عبر الهاتف "أحبك كثيرا يا عزيزي."
"وأنا أيضا يا أمي."
متابعة القراءة