رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 321 إلى الفصل 323 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

الفصل 321
همست ناتالي بخفوت وهي تهز رأسها هممم. 
أمامها وقف صموئيل الذي بدا كأنه خرج للتو من إحدى الروايات الكلاسيكية بوسامته اللافتة التي تفوق حتى الرجال الأكثر أناقة في دوائرهم الاجتماعية. 
ضحك صموئيل ضحكة خاڤتة رغما عنه قبل أن يقول بنبرة تجمع بين الحنان والمزاح 
إذن عليك أن تحرصي على مراقبتي أليس كذلك 

وبحركة مفاجئة ضمھا بين ذراعيه بقوة أكبر ما جعلها تتراجع قليلا وهي تضربه بقبضتيها على صدره. 
صموئيل! الأطفال يراقبون! أتركني! 
لم يكن الأطفال يراقبونهم بخجل كما توقعت بل كانوا يتابعون المشهد بفضول طفولي لا يخلو من الضحك الخاڤت. 
بشيء من التردد أطلق صموئيل سراحها. شعر بفراغ غريب في اللحظة التي لم تعد بين ذراعيه وكأن شيئا لا يمكن تفسيره قد أخذ منه. 
أما ناتالي فكانت تحاول جاهدة ألا تبدي تأثرها وهي تعدل شعرها الذي تلاعبت به الريح القوية. 
كانت الشمس تلقي بأشعتها الذهبية على خصلات شعرها ما جعلها تبدو كلوحة ساحرة تحركها الطبيعة ذاتها. ضحكتها التي خرجت خفيفة كجدول متدفق أغرقت المكان بربيع من البهجة. 
الأطفال الأربعة بملابسهم المدرسية الموحدة كانوا يشبهون تماثيل من الرخام بعيونهم الذكية والوجوه المشرقة. وعلى الرغم من الاختلاف الطفيف في ملامحهم كانوا يشتركون في لمحة من البراءة والتحدي. 
وقف صموئيل خلفهم مبتسما عينيه تتابعانهم بحنو ممزوج بالدهشة. تذكر الأيام التي لم يكن يتوقع أن يلتقي بهذه المرأة. ناتالي غيرت حياتي فكر مع نفسه. علمتني أن الحياة تحمل دائما فرصة جديدة حتى عندما نعتقد أن كل شيء انتهى. 
في المساء اجتمعت العائلة حول ناتالي التي كانت تروي للأطفال قصة قبل النوم. ولكن أحد الأطفال بشيء من الجرأة قال 
أبي هل يمكنك أن تحكي لنا قصة الليلة 
نظر صموئيل إلى الطفل مترددا ثم الټفت نحو ناتالي التي رمقته بابتسامة مشجعة. أومأت برأسها كما لو أنها تدعوه لقبول التحدي. 
أخذ صموئيل كتابا صغيرا من يدها وصفى حلقه قبل أن يبدأ بقصة الخنازير الثلاثة الصغيرة. كان صوته عميقا ودافئا ينساب بين كلمات القصة كأنغام بيانو خاڤتة. 
رغم بساطة القصة إلا أن نبرته أضافت لها سحرا خاصا. مع مرور الوقت بدأت رؤوس الأطفال تتهاوى واحدة تلو الأخرى حتى غرقوا جميعا في نوم هادئ. 
حتى ناتالي التي كانت تجلس بجواره شعرت بالنعاس يتسلل إليها. يا له من صوت مريح فكرت وهي تغلق عينيها تدريجيا. 
عندما انتهى صموئيل من القصة نظر حوله ليجد الجميع نائمين ما عدا نفسه. ضحك بهدوء ووضع الكتاب جانبا ثم حمل الأطفال واحدا تلو الآخر إلى أسرتهم. 
قبل أن يغادر الغرفة وقف للحظة بجانب ناتالي وهي مستلقية بهدوء. شعر بطمأنينة غريبة وهو ينظر إليها. ثم أطفأ الأضواء بهدوء وغادر. 
في صباح اليوم التالي استيقظت ناتالي
تم نسخ الرابط