رواية انا لها شمس (كاملة جميع الفصول) "بقلم الكاتبة روز امين "
الهادئ
كحلي إيه بقى يا باشا...دي الساعة لسة مجتش عشرة...وبعدين ما انتوا كمان لسه مفطرتوش يعني قايمين متأخر زينا
نطق بمشاكسة
لا يا حبيبي قايمين بدري بس مستنيينكم
مال بطوله على والده الذي يتحرك بجواره ليقول برجاء
ماخلاص بقى يا باشا...إستر عليا ده أنا مهما كان إبنك
قهقه لينظر لتلك المتأبطة لذراعه تتشبث به كمن يخشى ضياع أغلى جواهره
نطقت بابتسامة حنون
بخير يا بابا الحمدلله
وصل الجميع إلى طاولة الطعام فانتظر حتى جلس ماجد واختار المقعدين المجاورين له لتصبح حبيبته بعيدة عن مرمى عيني زوج شقيقته...سحب لها المقعد قائلا باحترام
إقعدي يا حبيبي
جلست ليجاورها الجلوس بالقعد الفاصل بينها وبين ماجد التي تجاوره الجلوس بالجهة الاخرى فريال حيث حملت بعض المخبوزات لتناولها إلى إيثار قائلة وهي تصنع مجهودا شاقا كي تلمحها من ذاك الذي يحجب رؤياها بجسده
اللي يسمعك كده يقول إنت اللي عملاه...قالها ماجد ليقهقه علام
وعصمت وترد عليه فريال بنبرة تهكمية
لا يا خفيف مش ده القصد...أنا باخد رأيها فيه علشان لو عجب النونو هطلب لها منه كل يوم
لو عجب النونو...قالها بابتسامة ساخرة لتسأل هي زوجة شقيقها من جديد
كانت قد إقتضمت قطعة منها لتتذوقها باستمتاع
حلو قوي يا فيري...أنا كنت بجيب من المحل ده دايما ليوسف...ليه فرع جنبنا هناك
بالهنا والشفا...يعني من الاخر عجب إبن اخويا يبقى كده نعتمده...نطقتها بملاطفة ليبتسم الجميع لها ويتابعوا تناول الطعام تحت ضيق ماجد الذي لاحظ عدم راحة فؤاد بوجوده في حضور زوجته واستشف من خلال تصرفاته أنه يغير على زوجته بحضوره
عودة للمركز...ضيق الضابط الأسئلة على سمية فاڼهارت بعدما عرض عليها المكالمات في الهاتفين والتي تبين لها أن نسرين قد قامت بخداعها حيث اتصلت بها تبتزها وتطلب المال كعادتها فوعدتها نسرين بإعطائها مبلغ مئتين ألف جنيه دفعة واحدة بشرط أن تقوم بتسليمها هاتفها لتمحوا بنفسها تلك التسجيلات...لكن طمع نسرين جعلها تبتاع هاتفا جديدا وتنقل عليه التسجيلات لتبتزها بهم في المستقبل...اتفقت معها نسرين أن تقابلها الساعة الواحدة صباحا عند سور المزرعة...فذهبت نسرين إلى الصيدلية وقامت بشراء نوعا قوي من الحبوب المنومة وقامت بوضع حبتين في الشاي وقدمته إلى زوجها وادعت النوم قبله كي لا يشك بها وبعد تأكدها بغفوه ارتدت ثوبها وخرجت بعدما اطمئنت أن جميع من بالمنزل نائمون...أما سمية فقد استغلت مكوث عمرو بشقة إيثار وتحركت بحرص شديد بعد تأكدها بذهاب الجميع لغرفهم ونومهم بسبات...أخذت حقيبة بها بعض الأوراق لتوهم تلك الغبية لتتحدث بابتسامة شيطانية لحالها
أخرجت سکينة حادة من درج المطبخ لتضعها بالحقيبة وهي تقول
النهاردة هيكون أخر يوم في حياتك...أنا اتحملتك كتير قوي بس خلاص...كفاية عليك لحد كده
ثم تحركت للأسفل تتسحب على أطراف أصابعها حتى وصلت للباب الخلفي للحديقة حيث الغفر يمكثون عند البوابة الامامية اما البوابة الخلفية فتؤدي إلى شارع جانبي خالي من المارة لتأخر الوقت بالقرية...خرجت وتحركت حتى وصلت لتجد نسرين تنتظرها بجوار السور وجسدها ينتفض من شدة خۏفها من ظلمة المكان ووحشته لتهتف حين لمحتها
أجابتها سريعا
على ما عرفت أخرج
هتفت الاخرى متذمرة
أنا معرفش إيه اللي خلاني طاوعت جنانك إننا نتقابل في نص الليل كده...ما كل مرة كنا بنتقابل بالنهار عادي
اجابتها بمنطقية
لأن أكتر مبلغ ادتهولك قبل كده كان خمسين الف جنيه...عوزاني أطلع بالشنطة دي كلها قدام ستهم علشان تكشفني
واسترسلت مستفسرة
المهم جبتي التليفون!
أجابتها سريعا لشدة توترها
أيوه جبته...هاتي الفلوس الاول
سلمتها الشنطة لتلتقط منها الهاتف واستغلت فتح سمية للحقيبة للتأكد من الاموال لتسحبها وتدفعها لتلتصق بالسور لتكظم فمها بكفها وتخرج أداة حادة وانقضت عليها. ولكنها استطاعت الافلات جد
.توقفت لتضع أذنها فوق موضع القلب لتجد النبض قد توقف كليا...تنهدت براحة لتقف تلملم أشيائها على عجالة...وأخذت الأداة وتخلصت منها بإلقائها بالترعة القريبة من المزرعة...عادت للمنزل كما خرجت دون أن يشعر عليها أحد...خلعت ملابسها وغسلتها سريعا كي تزيل أي أثر للچريمة ثم اغتسلت وارتدت ثيابا بيتية لكنها تفاجأت بمكان أظافر نسرين على عنقها فأخفتها بالحجاب...
استمع الضابط إلى أقوالها وسجلها بمحضر رسمي ليحضر المحامي متأخرا بعد فوات الأوان
خرج عزيز من الحبس بعد ان أفرج عنه الضابط لثبوت التهمة على سمية واعترافها...كان يجاور شقيقيه حيث لم يفارقاه كلاهما منذ البارحة...وجد طلعت بانتظاره خارج القسم ليوقفه وهو يقول
حمدالله على سلامتك والبقية في حياتك يا عزيز
هز
رأسه پانكسار فمازال الذهول والانكسار يسيطران عليه لينطق طلعت من جديد وهو يسحبه من ذراعه مبتعدا به عن شقيقاه
عايزك في موضوع على جنب هنا
ابتعد عن شقيقيه ليعرض عليه طلعت ما اتفق عليه مع عائلته وبعد قليل سأله مستفسرا
قولت إيه يا عزيز
هتف بعينين مذهولتين
قولت يفتح الله يا طلعت
تحدث ليحثه على الموافقة
يا عبيط دي فرصة العمر ...مضيعهاش من إيديك
هتف بحدة بالغة
إنت باين عليك اټجننت يا طلعت...عاوزني أشوه سمعة أم عيالي علشان شوية فلوس
زفر طلعت بضيق لينطق وهو يمسك ذراعه كي يجبره على الموافقة
بلاش مية ألف يا عزيز...نخليهم متين ألف
نفض ذراعه پحده يبعده عنه وهو يقول بعينين غاضبتين
ولا ملايين الدنيا كلها تساوي إن ابني الكبير ولا الصغير يمشي مطاطي راسه العمر كله بعار امه...وبناتي أجوزهم إزاي بعد اللي هيتقال على أمهم...وبعدين إنت عاوزني افتري على ولية ماټت وبقت بين إيدين ربنا
واسترسل بإيضاح
إتقي الله يا طلعت وسيبني في حالي...كفاية اللي حصلي من تحت مرات اخوك العقربة
هتف طلعت بحدة
يعني هي كانت بريئة قوي...ماطلعت مقرطساك وبتاخد فلوس من سمية وكانت السبب في خړاب بيت اختك كمان
حركته بذرته الصالحة التي ورثها عن والده...فبرغم بشاعته وسوء أخلاقه وامتلاكه لكثيرا من الصفات البشعة إلا أنه ورث تلك النقطة عن والده الراحل ليتحدث بعقلانية
دي غير دي...إنها تبقى غدارة بنت كلب وتخون العيش والملح شئ...ولما تكون خاېنة وتجلب لعيالي العاړ ده شئ تاني...إحنا لا حيلتنا فلوس ولا دياولو يا طلعت...مش هنضيع شرفنا كمان علشان نبقى فقرا من كله
استشاط داخل طلعت منه فأخر ما كان يتوقعه هو رفض ذاك الطامع للمال لذا تحدث بحدة وغيظ
ده أخر كلام عندك يا عزيز
هتف بقوة لجدية الامر بالنسبة له
ومعنديش غيره يا طلعت...أنا ابويا كان راجل فقير...بس علمني إن لو ضاع الشرف ضاعت كل حاجة معاه
نطق كلماته وانسحب لينضم لشقيقيه ليعودا لمنزلهم ويقص على والدتهم ما حدث لتلطم وجنتيها على ما حدث لابنتها من تلك الحقېرة خائڼة العهد...عاد أيضا طلعت وقص على والديه ما حدث ليندب نصر ك النساء...تارة على مقعد البرلمان وتارة أخرى على جنين ولده الساكن برحم تلك القاټلة كما أخبرتهم ياسمين
مساءا
أخبرت عزة إيثار بما حدث وطمأنتها بخروج شقيقها سالما من القضية...لم تتأثر بمۏت نسرين بالشكل القوي فلم تدع تلك النسرين شيئا مؤذيا لروحها إلا وفعلته...جلست مع حالها ووجدت حنينها يجبرها على زيارة منزل والدها خصوصا بعدما هاتفت نوارة وأخبرتها بتأثر الاطفال وعدم توقفهم عن البكاء على والدتهم...فقط هم الاطفال من حركوا مشاعرها...جلست مع زوجها وأخبرته بما حدث وطلبت منه الذهاب إلى منزل والدها لرؤية الصغار لكنه صمت لتسأله من جديد
قولت إيه يا حبيبي
اتسعت عينيه ليسألها بذهول
وإنت بقى مستنية مني إني أوافق على التخاريف اللي بتقوليها دي
تنهدت پألم لتنطق متأثرة
يا فؤاد اهلي في مصېبة وأنا لازم أكون جنبهم
صاح بحدة وجنون
مين اللي خلاه لازم...إيثار إنت واعية بجد لكلامك...عاوزة تروحي برجليك لناس مرحموش حزنك على أبوك واستغلوا ضعفك وكانوا هيرجعوك للحقېر ڠصب عنك!
تطلع على حيرتها ليهتف پجنون
أنا بجد مش مصدق اللي بسمعه منك بوداني
نطقت بأسى
من فضلك يا فؤاد حاول تفهمني
إيثار...قالها وقد تجمع ڠضب الدنيا بعينيه ليتابع بحزم وحسم للحوار
النقاش في الموضوع ده منتهي بالنسبة لي...كفر الشيخ دي مش هتخطيها برجلك طول ما أنا عايش وفيا نفس...مفهوم
مطت شفتيها لتنطق بعد مدة بصوت
حاد وعناد كالاطفال
طب أنا عاوزة أرجع الشغل...ممكن تكلم عمك علشان يسلمني وظيفتي وابتدي من بكره
إعتدل بجلوسه لينطق بنبرة أوحت لوصوله للمنتهى
هي ليلة باينة من أولها
اتسعت عينيها بذهول مستنكرة رد فعله لتهتف بحدة
خليك فاكر إن إنت اللي وعدتني بالشغل ده بعد ما خليتني أقدم إستقالتي للباشمهندس أيمن
تابعت وهي ترمقه بنظرات تشكيكية
إوعى تكون كنت بتضحك عليا علشان أقدم إستقالتي!
نطق بقوة وحزم
أنا واضح زي نور الشمس وعمري ما خفت من حد علشان أخبي واضحك عليك...ولو مش عاوزك تشتغلي هقولها لك بكل وضوح وأنا باصص جوة عينك
ليسترسل محذرا بلهجة شديدة
فبلاش تدخلي معايا في سكة التشكيك دي علشان دي سكة مش هتحصدي منها غير قلبتي اللي صدقيني ما هتقدري عليها
هتفت بقوة واستنكار
إنت بتهددني يا فؤاد
أه پهددك يا إيثار...قالها بقوة لتنظر إليه بضعف ليزفر بقوة قائلا بحزم بعدما فتح لها ذراعه
تعالي
مطت شفتيها لينطق حازما
بقول لك تعالي
ممكن تنسي موضوع الشغل ده لحد ما تولدي وتقومي لي بالسلامة...ممكن
وقبل أن تعترض همس بما جعلها تستسلم لرأيه كعادتها
أنا مش هضحي براحتك وأمانك إنت وابني مقابل أي حاجة حتى لو إيه
واسترسل بنبرة تقطر حنانا
يا بابا إنت لسه في بداية الحمل...جسمك محتاج راحة وتغذية علشان نتفادى أي إنتكاسات لصحتك أو صحة البيبي
واسترسل صادقا ليطمئن قلبها
بعد الولادة هتلاقيني أنا بنفسي اللي بطلب منك نروح الشركة علشان تستلمي منصبك
ابتعد قليلا ليسألها وهو يتطلع على عينيها
إتفقنا يا حبيبي
إمممم...نطقتها بعينين مغرمتين ليتنفس هو ويضمها لصدره وهو يقول مدللا إياها
يسلملي حبيبي العاقل
ابتسمت لټدفن حالها بأحضانه وتسأله بغباء
طب وكفر الشيخ
أغمض عينيه بأسى لينطق بنبرة مستسلمة
سمعت كتير عن هرمونات الحمل اللي بتقلب مزاج الست مية وتمانين درجة...بس بصراحة مهما تخيلت مكنتش هوصل للي أنا شايفه معاك
واسترسل باستسلام
أنا لازم أشتري كتب عن الموضوع ده علشان أقدر أفهمك الفترة الجاية
ابتعدت قليلا وتطلعت عليه بحزن وملامة ليبتسم بأسف ويجذبها من جديد وهو يقول لمراضاتها
خلاص متزعليش ووعد هفكر في الموضوع
بجد يا فؤاد...قالتها بلهفة لينطق متعجبا إصرارها على زيارة من قاموا بإيذائها ودمروها نفسيا وجعلوها تتذوق الامرين فترة ليست بالقليلة من حياتها...نطق بوعد صادق
أنا عمري خلفت وعدي معاك
هزت نافية بابتسامة جذابة ليتابع بايضاح
بس علشان نكون واضحين الزيارة مش هتتم قبل ما يعدي أربع شهور على الأقل
وقبل أن تعترض تابع موضحا
ما أنا مش هضحي بالبيبي علشان أي حد...الحمل اتعرض لضغط طيران في أوله وحاجات كتير كانت ممكن لاقدر الله تخلينا نخسره...والحمدلله ربنا حافظ لنا عليه لحكمة
واسترسل بعتاب لطيف
نهدى بقى ونريح البيبي ولا نقضيها سفر وطرق مش مجهزة ونعرضه للخطړ!
هزت رأسها سريعا لتنطق وهي تتحسس بطنها بحنان
لا طبعا...كل يهون أهم حاجة سلامة إبننا
لترفع رأسها تتطلع بعينيه متابعة بهيام
ده أنا أفديه بروحي...ده كفاية إنه حتة منك يا فؤاد
مش إنت مچنونة وواجعة قلبي معاك...بس بمۏت فيك والله...أمسك كفها يقبله ثم استند على خلفية
التخت ليسحبها بجواره وبات ېلمس على شعرها بحنان ويتحدثا بمواضيع أخرى حتى غفت عليه ليعدل من وضعيتها وغفى هو الآخر بجانبها بعد قليل.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين