رواية هواها محرم (كاملة إلى الفصل الاخير) بقلم اية العربي
المحتويات
فوجده على الطاولة .
اتجه ينتشله وقام بتشغيله وعلى الفور طلب رقم صقر الذي أجاب بعد وقت فنطق خالد بدون مقدمات
لقد رآنا ريستو وري عند الشاطئ رأى خديجة ماركو يحثني على العودة وقټله أوقفني قبل أن أفعلها .
تبدلت ملامح صقر على الفور من الضيق إلى التحفز وتحدث وهو ينظر أمامه بثبات
اهدأ ولا تتصرف بتهور اجمع أغراضكما وغادرا المكان حالا وأترك لي التصرف معه هيا الآن .
كيف ستتصرف معه لأقتله قبل أن يخبر أحدا بعودتي .
زفر صقر يبحث عن حل سريع ووجده في حديثه حين قال
بهاء سيحلها لا تعيدنا لنقطة الصفر مجددا لا تخاطر بأحبابنا الآن غادر مكانك واذهب إلى أي مكان بعيد ثم عد إلى مصر ولا تأتي عبر المطار العام سأرسل لك طائرة خاصة هيا خالد فكر في خديجة .
صعدت إليه خديجة تطالعه بتشوش وتحدثت متسائلة بقلق من حالته
خالد ممكن تفهمني حصل إيه الشخص ده يعرفك صح طيب فيه خطړ علينا طمني
لم ينظر لها بل لم يسمعها وظل فقط يجمع الأغراض
حتى امتلأت الحقيبة فأغلقها ووقف يطالع خۏفها الذي يسكن عيناها .
لن أسمح لهم بعودتي سأظل جانبك سنظل بخير .
رفعت كفيها تتمسك بيديه وقالت بقلب منتفض والخۏف ينهشه
ماذا تعني بعودتك أنت تخيفني
أسرع يسحبها ويضمها بقوة بل بقسۏة تلك المرة حتى أنها تألمت وهو يردف بنبرة جنون وتملك وخوف
لن يحدث خديجة لا تخافي وأنت معي إياك والخۏف وأنت داخلي .
سريعا ثم ارتدى بنطالا وقميصا في أقل من دقيقة وتحرك يقبض على كفها قائلا وهو يسحبها إلى الخارج ويحمل الحقيبة في يده الأخرى
يجب أن نغادر في الحال .
تحركت معه تحاول إيقافه ولكنه كان كصاروخ انطلق وبالفعل خرجا من الفيلا واستقلا السيارة التي استأجرها وانطلق يغادر المكان ويبتعد بقدر الإمكان .
جاءت من خلفه ڼارة بعدما أخذت حمامها وعانقته من ظهره تضع رأسها عليه
ينفع ماتروحش الشركة النهاردة .
كان حقا يتمنى خاصة وهي التي أعطته قبل قليل مشاعرا لا مثيل لها ولكن أتى اتصال ماركو ليبعثر الأمور مجددا لذا تحدث معتذرا بهدوء
أومأت تبتسم متفهمة ثم تحدثت بهدوء
تمام طيب ممكن توصلني في طريقك لعند ماما
قالتها نسبة لشعور الملل الذي يحيطها بدونه هنا ولكنه هز رأسه رافضا يقول
للأسف لاء اليومين دول مش هينفع تطلعي من الفيلا وماتسألنيش ليه دلوقتي .
تعجبت وعيناها تحمل تساؤلات ولكنها نطقت لتريحه
تمام .
دنىبلطف ثم ابتعد يقول
في أقرب وقت هنقعد وهنتكلم بس حاليا لازم أنزل .
أومأت له فتحرك يتركها ويغادر ووقفت تطالعه وتساؤلاتها تزداد لمعرفة ما به ولم رفض ذهابها إلى والدتها هل هناك أمرا ېهدد أمنهما
كالعادة يجلس في غرفته وعلى حاسوبه يتابع عمله ونشر أفكاره لمتابعيه غير مبال بكل من حوله .
فقط كل ما يريده هو جمع الأموال ليرحل من هذه البلد إلى بلاد الغرب المتفتحة وليحصل على حريته وراحته هناك .
طرقات على الباب جعلته يزفر بضيق ثم قال بتجهم
ادخل .
كان يظنها والدته كالعادة ولكنه تفاجأ من دخول عمه حسن الذي طالعه يقول بابتسامة هادئة
سلام عليكم يا طه عامل إيه
ضيق عيناها متعجبا ثم نهض يغلق حاسوبه وتحدث بهدوء برغم ضيقه وتوتره
أهلا يا عمي اتفضل .
توجه حسن إلى مقعد مقابل لمكتبه وجلس عليه يطالعه بتمعن ثم تحدث متسائلا
مش بترد عليا ليه يا طه كلمتك كتير أوي وفي الآخر تليفونك اتقفل .
زفر بقوة ثم عاد يجلس ويتحدث دون النظر إلى وجهه
ماكنتش سامع الموبايل .
أومأ حسن مرات متتالية وهو يعلم أنه ېكذب ولكنه تجاهل هذا وتساءل مترقبا
تمام إنت عامل إيه وشغال فيه إيه دلوقتي
استشعر استجوابا وبات شبه متأكدا من سبب وجود عمه هنا لذا تحدث مراوغا وهو يعيد فتح حاسوبه ويدعي انشغاله به
بشتغل في الدعاية والإعلان عن طريق كذا موقع يعني شغلى كله هنا على اللابتوب مش محتاج أطلع برا .
أومأ حسن وتحدث وهو يشير بيده
حلو يابني بس على الأقل تطلع تتمشى وتشم شوية هوا تيجي تزورنا ونتكلم مع بعض إنت عارف في الحركة بركة ولا إيه
فلتت منه ابتسامة سخرية ثم قال مستفهما دون مراوغة
عمي هو إنت جاي ليه مش معقول تكون جاي مثلا تشوفني كدة فجأة .
تنهد حسن يشعر بلوم في نبرته لذا قال موضحا بهدوء يغلفه حزن
معاك حق للأسف مش إحنا العيلة المترابطة واللي بتقدر صلة الرحم بس مهما كان إنت ابن أخويا وتهمني ومصلحتك تهمني .
مال طه برأسه يحثه على إكمال حديثه قائلا
اللي هي
زفر حسن وتحدث باستفاضة ووضوح
أمك قالت إنها شافت عندك كتاب عن الإلحاد وأنا جيت علشان أعرف منك الحقيقة .
تعجب طه من هدوء عمه في الحديث لقد كان يظن أنه سيجد ردا أعنف حينما ينكشف أمره ولكنه زفر وتحدث مراوغا
كتاب عن الإلحاد أيوة فين المشكلة هو معنى إن عندي نوع الكتب دي يبقى أنا ملحد مثلا
تعمق حسن في عينيه يحاول استكشاف أمره ثم قال بهدوء حتى يحصل على أي معلومات منه
لا أكيد مش معناه كدة بس لازم والدتك تخاف عليك ولو شافت حاجة زي دي عندك أكيد مش هتسكت إنت واختك أكتر اتنين تهموها في الدنيا .
وأبويا
نطقها ساخرا بنوع من القهر والڠضب فزفر حسن وتحدث بترو وهدوء
ماله أبوك يا طه مهما كان سمير قاسې عمره ما هيتمنى ابنه يمشي في سكة الإلحاد والعياذ بالله علشان كدة أنا جاي اتكلم معاك بصراحة وتفهمني إيه صحة الموضوع ده يابني .
ظل ساكنا لثوان يطالع عمه ويفكر قليلا ثم ابتسم وتحدث بهدوء وهو يشعر بأنه
صاحب العقل المستنير هنا ولن يفهمه أي أحد
ماتقلقش يا عمي الكلام ده مش حقيقي أنا بس بحب أقرأ عن مواضيع كتير وأجمع معلومات إنت عارف إن كل ما
الواحد يقرأ أكتر هيستفيد أكتر .
المهم يقرأ الحاجة الصح اللي تفيده ومايدخلش على عقله معلومات مضللة .
هكذا قالها حسن موضحا فأومأ طه مؤيدا بخبث
طبعا لازم الواحد يدور على كتب تفيده مش خرافات تأثر عليه طول حياته .
طالعه حسن بنظرة متشككة لثوان ثم أومأ يزفر وقال بتأن
أهم حاجة واللي أهم من القراءة إنك تتدبر اللي هتقرأه أنا أيام الجامعة قابلت دكتور هو اللي أخد بإيدي بعد ما كنت قربت أخلع من توب عيلتي بسبب قسوتهم وظلمهم وخصوصا جدك الله يرحمه لولا رحمة ربنا والدكتور ده أنا كنت ضعت ومشيت في سكة اللي يروح ما يرجعش وده كله لإن اليأس لما بيتملك من الإنسان بيفتح جواه طرق يدخل منها الشيطان ولو دخل جوة قلوبنا وعقولنا واتملك منها يبقى عليه العوض هيضللك ويوديك في طرق الكبر والتعالي وتشوف نفسك إنك صح وإن كل اللي حواليك غلط .
تحول هدوءه إلى تجهم وأقتمت نظرته من حديث حسن الذي صفع أفكاره وتوترت جلسته بينما تابع حسن بنبرة صارمة وهو ينظر في عينيه
مافيش حاجة حوالينا صدفة ومافيش حاجة بتحصل في الدنيا غير بسبب وحكمة أوعى تصدق إنك حر نفسك أوعى تخلي شيطانك يتملك منك ويجملك أفكارك لازم تبقى عارف كويس إنت مين وجاي الدنيا ليه ورايح فين .
إنت بتقول لي الكلام ده ليه دلوقتي
نطقها بحدة دلت على غضبه فتحدث حسن بهدوء وهو يوضح حسن نيته
أنا بحكيلك عن كلام الدكتور ليا وفي النهاية إنت كبير وواعي وتقدر تميز بين الصح والغلط .
بات يريد خروجه بأي شكل وكأن شيطانه قد حضر ليهاجمه بعدما استمع لكلماته التي يخشاها ويخشى تأثيرها على مطيعه لذا نهض من مكانه يردف بضيق واضح واستفاضة
أنا عارف كويس إيه الصح وإيه الغلط ومش محتاج لدكتور ولا محتاج مساعدة من حد وياريت يا عمي زي ما إنت من سنين بتهتم بعيلتك وأولادك بس تخليك مكمل في سكتك وتسيبك من دور الأب معايا لإنك مش أبويا أنا أبويا واحد اختار كل حاجة في الدنيا يتمتع بيها إلا ابنه أنا الوحيد اللي رفض يختارني أنا الوحيد اللي شايف إني ماليش لازمة في الحياة ومن الآخر كدة كلامك مش هيفيدني ولا هينفع معايا إحنا سككنا مختلفة .
نهض حسن من مقعده ينظر لابن أخيه الضائع بحزن بالغ وقلبه يؤلمه على حاله وما آل إليه أمره لذا تنهد وقال قبل أن يغادر
محدش بيختار أهله يابني بس كل إنسان حر في اختيار مصيره وكل واحد بيشوف الحياة من منظور مختلف فيه اللي جواه أمل وثقة في رحمة ربنا وفي اللي بييأس منها ياريت يابني يكون لسة جواك أمل .
تحرك بعدها يغادر بحزن تجلى على ملامحه وتركه يقف يطالعه وجنود عقله تحتضر ف كلما حاولت النهوض تأثرا بتلك الكلمات أتت مدرعات اليأس تسحقها وترفع أعلام الخيبة والدمار داخله .
وصلا إلى مطار خاص كما أخبره صقر وجلسا أمام مدخله في السيارة ينتظران الطائرة التي في طريقها إليهما .
كانت مشتتة والتزمت الصمت بعدما سألته ولكنه لم يجبها بل كان شاردا يفكر بانزعاج تام .
فقط حديثا مختصرا بينه وبين صقر يعرف منه التفاصيل والتي ما زادته إلا قلقا .
رن هاتفه مجددا فأجاب على الفور قائلا بتهجم
أسمعك .
تحدث صقر بهدوء
الطائرة شارفت على الوصول ستعودان إلى مصر ولكن ليس إلى الفيلا اذهبا إلى ذلك البيت الذي كنتما تمكثان فيه في جزيرة جوبال إلى أن أتأكد من تأمينكما احذر أن تترك أثرا .
أغلق معه وترجل يردف وهو يتجه للخلف ليجلب الحقيبة
هيا خديجة الطائرة على وصول .
أومأت بملامح باهتة وحزينة وترجلت معه فتمسك بكفها يسيران نحو الداخل حيث كان في استقبالهما رجلا على علم مسبق بم سيفعله .
دقائق ووصلت الطائرة وصعدا على متنها وما إن جلسا حتى وجدته يرفع رأسه عاليا ويغلق عينيه بينما أسنانه تصطك غيظا لذا تساءلت مجددا بتوتر
ممكن بقى تفهمني إيه اللي بيحصل
كأنها ليست موجودة وكأنه لا يسمعها حيث ظل على حاله حتى بعدما أقلعت الطائرة لذا كادت أن تثور ولكنها تمالكت نفسها بصعوبة إلى أن يصلا ربما الآن هو في قمم غضبه وهذا بالفعل ما يحدث داخله .
يفكر ماذا
متابعة القراءة