رواية ليلة تغير فيها القدر الفصل المائتان والثاني والستون وحتى الفصل المائتان والرابع والستون
وعائلته إلا أن لامين نفسه كان يواجه مشاكله الخاصة محاولا النجاة من تهم تتعلق باختفاء بعض النساء.
لولا رؤية أميرة لأحد رجاله الذين يراقبونها بالصدفة لما كانت أميرة قد انتقلت إلى منزله بهذه السهولة.
بينما كانت تستغرق في التفكير والنظر إلى المناظر الخارجية أدركت فجأة الوضع الذي وجدت نفسها فيه ونظرت إلى أصلان لتجده يفعل الشيء ذاته. وجهه الجانبي الوسيم كان مشهدا رائعا بحد ذاته بعد أن أحمر وجهها من الدهشة أعادت نظرها بسرعة.
المنزل الذي صممه مهندس مشهور يحتل مساحة كبيرة من التل.
رغم أن أميرة زارت المكان مسبقا إلا أنها لم تستغرق طويلا أنذاك في تفقده. هذه المرة استمتعت بالمنظر أثناء صعودهم إلى القمة. في نهاية الخريف بدا المنزل كبناية عملاقة رمادية تتألق تحت ضوء الشمس.
كان ذلك صوت جاسر بابتسامة دافئة تتبعت مصدر الصوت إلى الحديقة
حيث وجدته يمرح بكرة القدم مع أصدقاء جدد بسعادة غامرة كما لو كان يلعب
في فناء منزلهم.
جاسر نادته بصوت مرتفع.
أمي! أخيرا أنت هنا تفاجأ جاسر برؤيتها مهرولا نحوها بابتسامة مشرقة.
حقا أليس كذلك
أمي السيد البشير قال إننا سنقيم هنا لبعض الوقت. هل هذا صحيح سأل جاسر بعينين تلمعان بالفضول والبراءة.
أميرة متحفظة عن
كشف الحقيقة الكاملة خشية أن تثقل كاهله بالقلق أومات
برأسها نعم نحن بحاجة لإجراء بعض التصليحات في المنزل لذا سنبقى هنا مؤقتا مع السيد البشير.
أميرة.
مع ذلك كانت تكابد مشاعر متضاربة. كانت ترفض دائما فكرة الاعتماد على الآخرين أو تحمل ديون لهم لكن الظروف اضطرتها لتقبل مساعدتهم باستمرار. تساءلت في سرها إن كانت والدتها في الجنة ستشعر بخيبة أمل تجاهها.
على الرغم من ذلك لم يكن لديها خيار آخر سوى القبول بالوضع الراهن.
فجأة ظهر أصلان مبتسقا مؤكدا أنه أعد غرفتين واحدة لها وأخرى لجاسر.
لن يكون هناك أي مشكلة إذا شارك جاسر غرفتي عارضت أميرة على الفور.
لماذا القلق هل تخشين مني قال أصلان بنبرة طيبة.
بقلب مضطرب ردت أميرة بتحفظ لا أنا واثقة بأخلاقك السيد البشير. أعلم أنك لن تستغل وضعنا.