رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 364 حتى الفصل 366) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

أن تبذل أقصى ما في وسعها لإنقاذ الشاب أصلان. وفي نهاية المطاف كانت هذه مسؤوليتهم.
لو لم يكن هناك ضغط مستمر من قبل رؤسائهم هل كانت والدة أميرة لتبقى على قيد الحياة هل كان بإمكان أميرة قضاء طفولتها مع والدتها دون أن تفقد شخصا عزيزا عليها 
مضى وقت طويل منذ أن شعرت أميرة بالحاجة الماسة لوالدتها وكانت والدتها بمثابة شخصية خيالية بقدر ما تستطيع أميرة تذكرها. لم تكن حتى تملك ذكرى واحدة لوالدتها فقد كانت لا تزال في العام الأول وثمانية أشهر من عمرها آنذاك.
في ذلك الوقت لم تكن أميرة تدرك شيئا بعد. كانت هناك فقط صور لوالدتها تنظر إليها برفق مما أثار مشاعرها وجعل الدموع تتساقط من عينيها. كانت تشعر بالحزن لم تكره أحدا ولكنها أيضا لم ترغب في رؤية أي شخص من عائلة البشير بما في ذلك أصلان.
اعتقدت أن الخطوة الوحيدة التي يمكنها اتخاذها هي قطع علاقتها بعائلة البشير وعدم التورط في شؤونهم مرة أخرى.
فقط حينها يمكنها أن تعيد العدالة لوالدتها.
فجأة سمعت طرقات على الباب وكانت تستطيع تخمين الزائر. لكنها لم ترغب في النهوض وخاصة في فتح الباب.
أميرة... إنه أنا أصلان هل يمكنك فتح الباب كان صوت أصلان.
توقف الطرق لفترة لكنه استؤنف بسرعة. يبدو أن أصلان كان مصمما على رؤيتها وإلا لكان غادر.
بعد مسح دموعها وإعداد نفسها نهضت أميرة غسلت وجهها وتوجهت نحو الباب.
لم تكن نظراتها موجهة نحو أصلان الذي كان يقف خارجا. بدلا من ذلك قالت بلا اهتمام عليك أن تذهب. لا أرغب في رؤيتك.
عند سماع ذلك شعر أصلان بحيرة شديدة. لم يكن يعلم ما قالته رائد لها لكن بلا شك كان شيئا ألحق بها چرحا عميقا.
لماذا لا تريدين رؤيتي استفسر أصلان بصوت مخټنق.
عندما نظرت أميرة إلى أصلان امتلأت عيناها بالدموع وتحولت إلى اللون الأحمر فوزا قائلة بثبات لا أرغب في رؤيتك. لا تأت بحثا عني مجددا ولا تحاول الاتصال بنا.
أنت وعائلتك يجب أن تبتعدوا عنا.
أميرة.. قبل أن يتمكن أصلان من إكمال جملته أغلقت الباب في وجهه.
وهو يقف خارجا اجتاحت أصلان حالة من الحيرة كلمات أميرة جرحت قلبه بشدة وجعلت يختنق من شدة الصدمة.
كان يشعر بوجود رغبة في الاڼتقام بعينيها. ما الذي قاله
رائد لها لتصل إلى هذا الحد من الألم
لماذا أصبحت تكن هذه المشاعر تجاه عائلة البشير 
في الحقيقة لم تكن أميرة تكره عائلة البشير بل كانت تعجز عن تقبل ما فعلته العائلة آنذاك لإنقاذ أصلان
لو لم يقم آل بشير بذلك هل كانت والدتها لا تزال على قيد الحياة اليوم 
بينما أغلقت عينيها أدركت أميرة أن أصلان كان ليفارق الحياة في سن الست سنوات لو بقيت والدتها حية.
تلك الفكرة وحدها أثقلت صدرها پألم يكاد ېخنقها.
كانت تشعر بالأنانية لأنها
تمنت لو أن كلا من أصلان ووالدتها كانا على قيد الحياة.
بعد لحظات كانت على وشك إعادة ابنها إلى المنزل محددة حدودا مع عائلة البشير وتخطط لعيش حياة سعيدة مع ابنها بعيدا عن تدخلاتهم.
ندیم بعد سماع العزم في صوتها عبر الهاتف أرسل جاسر إلى منزلها قبل وقت العشاء.
أمي ! صړخ جاسر فور نزوله من السيارة وركض نحو أميرة.
أميرة حاملة ابنها اقتربت من نديم الذي كان يخرج من السيارة في ذلك الوقت وقالت شكرا لك على رعايتك لجاسر.
هذا واجبي. هل أنت بخير سأل نديم بلهجة قلقة.
أنا بخير الآن.
لماذا أذنك مچروحة يا أمي لاحظ جاسر بسرعة الإصابة على أذنها وسأل بقلق.
إنه مجرد خدش بسيط لا تقلق. حاولت أميرة طمأنته بابتسامة.
نديم الذي كان على دراية بما مرت به نظر إليها بقلق عميق وقال مهما حدث نحن هنا لمساعدتك
شكرا لك. الآن يجب أن تذهب بعد قولها ذلك مشت أميرة ممسكة بيد ابنها نحو المنزل.
في طريق عودتهم لاحظا شخصين يبدوان مألوفين. أمي أليس هؤلاء حراس السيد البشير
ردت أميرة نافية لا ليسوا كذلك.
بالرغم من مغادرة أصلان كان مرافقاه الاثنان يقفان في الأسفل يحرسان المكان بينما كانت أميرة تعيد جاسر إلى المنزل.
أرادت أميرة أخذ إجازة ممتدة والابتعاد عن المكتب لفترة. وإذا لم يتم الموافقة على طلبها كانت على استعداد لتقديم استقالتها.

تم نسخ الرابط