رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 955 إلى 957 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

إلى الحمام. سارت بسرعة كبيرة وتركت الغرفة الخاصة وكأنها تهرب منها. لم تكن لديها أي نية للذهاب إلى الحمام كانت تريد فقط الخروج لاستنشاق بعض الهواء النقي.
في تلك اللحظة انجذبت إلى صوت البيانو في القاعة. فجاءت دون قصد إلى القاعة من الغرفة الخاصة فقط لترى شخصا يعزف مقطوعة بيانو في المشهد. وبعد الوقوف هناك لبعض الوقت لاحظت أن الشابة على المسرح بدت وكأنها تغادر وهنا خطرت في ذهنها فكرة. ليس لدي ما أفعله على أي حال. ذهبت وسألت المدير عما إذا كان بإمكانها العزف على البيانو.
أومأ المدير برأسه بسرعة وأجاب بابتسامة نعم بالطبع. لا تترددي في اللعب سيدتي.
توجهت سارة نحو البيانو وجلست. بأصابعها النحيلة بدت وكأنها ولدت لتعزف على البيانو. انطلقت سلسلة من النوتات الموسيقية المتحركة في المطعم مما تسبب في تحول أنظار العديد من رواد المطعم نحو البيانو في دهشة. وعندما رأوا سيدة أخرى تجلس على البيانو انجذبوا إلى مظهرها الجميل. كانت ترتدي ملابس بيضاء وشعرها منسدلا. ما أسرهم أكثر هو ملامحها الرقيقة. بدت رشيقة ومنعشة مثل أشعة الشمس الدافئة في هذا الشتاء القارس.
انجرفت في الحديث للحظة ثم أغمضت عينيها قليلا. ومع ذلك راحت أصابعها ترقص بسلاسة على لوحة المفاتيح فتسمع الناس أعذب الألحان.
لقد انبهرت إحدى زبائن المطعم في منتصف العمر بالموسيقى لدرجة أنها لم تستطع إلا أن تثني عليها قائلة مهاراتها قريبة من مهارات أستاذ كبير أليس كذلك
حسنا أتساءل من أي عائلة تنتمي. فهي ليست جميلة فحسب بل إنها ماهرة جدا في العزف على البيانو.
كان رجل يخطو بخطوات واسعة إلى القاعة عبر المدخل بساقين قويتين ونحيلتين. كان يرتدي معطفا أسود اللون وكان يبدو مهيمنا. كان يمشي بخطوات طويلة وكأنه قادم لتناول العشاء على عجل. ومع ذلك بمجرد دخوله المطعم انجذب إلى صوت البيانو وهو يعزف بسلاسة.
عندما نظر إلى أعلى في اتجاه البيانو تقلصت حدقتاه الداكنتان والعميقتان لم يستطع أن يصدق أن الشابة التي تعزف على البيانو على المسرح لم تكن سوى سارة.
في هذه اللحظة كانت سارة تغمض عينيها بينما تخفضهما قليلا. كان وجهها الذي كان أكثر روعة من الزهور يبدو نقيا وجميلا تحت الأضواء مثل روح من عالم آخر.
ربما لم يعتقد الرجل الواقف في القاعة أبدا أنه سيقابل الشخص الذي أراد رؤيته أكثر من أي شيء آخر في المطعم.
لم يتمكن بسام من التحرك قيد أنملة.
في لحظة أظهرت عيناه لمحة من الحنان حتى أن شفتيه انكمشتا في ابتسامة. حدق في السيدة على المسرح هكذا تماما بينما كانت هي تضيع في الموسيقى دون أن تدرك أن هناك شخصية مهمة بين جمهورها.
لاحظ بسام أن مقطوعة سارة على البيانو كانت على وشك التوقف. استعاد وعيه أخيرا. خطا بسرعة خلف عمود كان يخفي
تم نسخ الرابط