رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1321 الى الفصل 1323 ) بقلم مجهول
حتى الآن. كانت تفضل العودة إلى حياتها القديمة كمرافقة بدلا من ټدمير حياتها للأبد الآن.
للأسف ما حدث قد حدث ولم يعد لديها أي وسيلة للعودة بالزمن إلى الوراء.
"ليلى." سمعوا صوتا عميقا وجذابا. اخترق نديم الحشد وهرع إلى هناك. اتصل بليلى قبل نصف ساعة وأخبرته أنها في المطار لذا جاء للبحث عنها.
عندما رأت نينا نديم شعرت بالحاجة إلى حفر حفرة للاختباء فيها. في هذه اللحظة بالذات شعرت وكأنها ليست أكثر من مجرد فأر قذر حقېر. لم تستطع رفع رأسها أمام نديم.
أبقت نينا رأسها منخفضا. لقد لاحظت النظرات التي كان الحشد يرمقها بها وشعرت بالخجل الشديد لدرجة أنها تمنت أن تتمكن من إخراج نفسها من وعيها حتى لا تضطر إلى التعامل مع الإذلال.
"لنذهب!" صاح ضابط الشرطة في وجه نينا قبل أن يسحبها نحو المخرج. تم جر نينا إلى سيارة الشرطة خارج المطار مباشرة. بدا أن قتامة الموقف كانت تستنزف الهواء من رئتيها. كان بإمكانها بالفعل أن تتخيل كيف ستكون بقية حياتها.
وبعد قليل خرج نديم وليلى متشابكي الأيدي بينما أمسك سليم بماجي. وفي النهاية شعر آل العاصي بالارتياح بعد عودة السلام إلى الأسرة.
لم تكن سيارة الشرطة قد غادرت بعد. نظرت نينا من النافذة ورأت العائلة تخرج من المطار معا.
حدقت نينا فيهم مباشرة. لقد أمطروها بالرعاية والمودة لمدة عام الآن. كانوا دائما يستقبلونها بابتسامات على وجوههم. لم يمر يوم دون أن يعبروا عن قلقهم عليها ويمنحوها كل الحب الذي قد تريده. ومع ذلك في هذه اللحظة لم يظهروا لها سوى الڠضب والاستياء.
"لقد فات الأوان. سيتعين عليك الإعتراف أمام القانون عن كل ما فعلتيه." استدارت ماجي ونظرت إلى ليديا ببرود.
بحلول ذلك الوقت كانت ليديا تشعر بالندم الشديد على ما فعلته لكنها لم تستطع سوى قضاء بقية حياتها خلف القضبان. لن تتمكن بعد الآن من تحقيق حلمها برؤية ابنها يتزوج ويبدأ أسرته الخاصة. لن تكون هناك لاستقباله عندما يخرج من السچن ولم يتم سداد ديونه بعد. ستظل تقضي بقية وقتها في القلق عليه حتى المۏت.
كان سليم وماجي ذاهبين في رحلة لصرف أذهانهما عن الأمور التي كانت تشغلهما. لقد كان الأمر برمته مرهقا بالنسبة لهما. كان من المفترض أن يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتم الحكم على نينا لكنهما لم يكونا في عجلة من أمرهما. كل ما أراداه هو التأكد من أن نينا تدفع ثمن كل چريمة ارتكبتها.
لقد استأجر آل العاصي أفضل المحامين الذين يمكن شراؤهم بالمال. كانت ليديا ونينا على وشك دفع ثمن باهظ لأفعالهما.
تحدث سليم إلى نديم قائلا "نديم نحن نترك ليلى في رعايتك. قد نغيب لفترة طويلة".
"استمتع بوقتك يا سيد العاصي. يمكنك أن تترك ليلى لي. سأعتني بها جيدا" وعد نديم وهو يهز رأسه.
كان الزوجان أكثر اطمئنانا الآن وغادرا رحلتهما بقلوب مطمئنة. بعد توديعهما استندت ليلى على كتف نديم وسألته "إلى أين نحن ذاهبان الآن"
"دعنا نتناول العشاء في منزل والدي الليلة. لا يستطيع والداي الانتظار لمقابلتك. سنرتب للقاء آخر مع والديك عندما يعودان إلى المنزل" قال نديم وهو يضع ذراعه حول
كتفيها.
توقفت ليلى عن تجنب الأمر المحتوم. أومأت برأسها وقالت "حسنا. سأعود إلى المنزل معك".
بمجرد عودتهما إلى السيارة بدأ هاتف ليلى يرن. نظرت إلى الرقم على الشاشة وتذكرت بشكل غامض أنه يخص غسان لذا قررت الرد على المكالمة. "مرحبا"
"ليلى لقد سمعت بما حدث مع عائلتك. هل سما... لا أعني هل نينا محتالة حقا" سأل غسان.
"نعم إنها محتالة وكانت تعمل مرافقة. غسان من أجل صحتك أعتقد أنه يجب عليك إجراء فحص للتأكد من سلامتك."
صمتت غسان لبضع ثوان قبل أن تقول "أنت على حق. سأفعل ذلك. لم أتخيل أبدا أنها ستكون محتالة".
"على أية حال أنا مع صديقي الآن. لا تتصل بي مرة أخرى" أعلنت ليلى بصراحة.
"أنت ونديم تتواعدان"
"في الواقع نحن على وشك الخطوبة" قالت ليلى.
"مبروك أنا لا أستحقك يا ليلى أتمنى أن تسامحيني على كل الطرق التي أذيتك بها في الماضي."
"لا أريد أن أفكر في الماضي." أنهت ليلى المكالمة. كانت تريد أن تنسى كل الذكريات السيئة من العام الماضي وأن تتذكر فقط الأشياء الجيدة.
كانت سماء المساء متلألئة بجمال غروب الشمس وبينما كانت ليلى تتأمل المشهد التفتت لتنظر إلى الرجل الذي كان يقود السيارة. ورغم أنها مرت بفترة من حياتها بدت وكأنها كابوس إلا أن مستقبلها كان مشرقا ومليئا بالأمل.
اتصل نديم بأمه. وبما أن هاتفه كان متصلا بنظام الصوت في السيارة فقد تمكنت ليلى من سماع محادثتهما.
"مرحبا نديم. متى ستأتي بليلى إلى المنزل لتناول العشاء"
"سأحضرها الليلة يا أمي."
"حقا حسنا أسرع واسألها عما تحب أن تأكله. سأبدأ في تحضير الأطباق الآن."
احمر وجه ليلى وصړخت قائلة "أنا لست انتقائية يا سيدة منصور. أنا أحب أن آكل كل شيء".
"ليلى! نحن نتطلع إلى انضمامك إلينا الليلة. سننتظر!" خففت نبرة فريدة.
"حسنا! أنا ونديم في طريقنا" قالت ليلى بابتسامة.
بمجرد انتهاء المكالمة الټفت نديم إلى ليلى. "ماذا ستفعلين إذا بدأ والداي في حثنا على الزواج في أقرب وقت ممكن"
"دعنا نتزوج إذن. هل هناك خيار آخر" ابتسمت ليلى. "أم أنك لا تشعر برغبة في الزواج مني"
"أريد ذلك! دعينا نتزوج على الفور!" كان نديم أكثر تقبلا للفكرة.
بدأت أضواء الشوارع تضاء ببطء وسرعان ما أضاءت المدينة بأكملها. كان مجمع منصور السكني يقع شمال المدينة. كان مجمعا سكنيا مترامي الأطراف مع قصر كبير في المنتصف يبدو فخما ومخيفا إلى حد ما.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها ليلى منزل عائلة نديم. وقد شعرت بالذهول سرا من مدى ثراء العائلة. ورغم أنها كانت تعلم أنه ينتمي إلى عائلة مرموقة وراسخة إلا أنها لم تكن تعلم مطلقا مدى ثراء عائلة منصور الحقيقي. فقد كان الأمر أبعد كثيرا من أي شيء كانت تتخيله. فلا عجب أن هناك الكثير من الفتيات يطاردنه.
هذا لينك صفحتي التي يوجد عليها الرواية كاملة الى اخر فصل تم نشره https://pub2206.aym.news/category/7242
اضغط على اللينك او انسخه على جوجل لتظهر لك كل فصول الرواية. ارجو متابعة صفحتي 2206 وشكرا