رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1959 إلى الفصل 1961 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

من الإحباط والحرج لكنها حاولت إخفاءها بعض شفتيها بخجل. بدا التعامل مع هذا الرجل وكأنه مهمة مستحيلة.
خارج الغرفة كان الحراس الشخصيون يتفقدون الوضع بين الحين والآخر مراعين سلامة السيدة الشابة وضيفها الغريب. أما إيلا فكان التعب والإرهاق قد بدأا يظهران عليها. بعد ليلة مليئة بالتوتر والخۏف ومع تجاوز الوقت منتصف الليل بوقت طويل لم تستطع مقاومة النعاس. غفت بينما كانت جالسة بجوار السرير وجسدها الصغير يتمايل برفق كما لو أنها كانت تستسلم بهدوء للأمان المؤقت.
على الجانب الآخر لم يكن الرجل قد غفا بعد. ظل مستيقظا يراقبها بصمت وهي تغفو. لم يكن هذا المشهد مألوفا له لم يعتد على رؤية مثل هذه البراءة في وسط عالمه القاسې والمليء بالمخاطر. وفي النهاية انتهى الأمر بإيلا مستلقية على طرف السرير ووجهها الصغير يلامس ذراعه القوية عن غير قصد.
كان ملمس بشرتها الناعمة على ذراعه مثيرا لدهشته. جمدته للحظة وتجعد جبينه في رد فعل تلقائي. لكنه ولسبب ما لم يسحب ذراعه بعيدا. بدا الأمر وكأنه لأول مرة منذ فترة طويلة شعر بلمسة من الإنسانية التي لم يكن يعرف أنه يفتقدها.
دخل أحد الحراس الشخصيين الغرفة بهدوء لتفقدها لكن المشهد أمامه أوقفه. كانت السيدة إيلا نائمة بشكل غير مستقر بجانب الرجل وجهها يستقر بلطف على ذراعه فيما بدا الرجل هادئا بشكل غريب. تردد الحارس للحظة لكنه قرر عدم إيقاظها وخرج بصمت.
بعد بضع دقائق شعرت إيلا بخدر في ذراعها بسبب وضعية نومها. استيقظت ببطء وعندما أدركت ما حدث أصابها شعور قوي بالإحراج. كانت على مقربة شديدة من الرجل وذراعها قد لامست ذراعه طوال هذا الوقت. احمرت وجنتاها وهي تحاول استيعاب الموقف.
لكن فجأة لاحظت شيئا غير طبيعي. كان وجه الرجل محمرا بطريقة مقلقة وعيناه مغمضتان بإحكام كما لو كان يتألم بصمت. اقتربت منه بحذر ولمست جبينه بيدها. صدمت بالحرارة العالية المنبعثة منه.
يا إلهي! إنه يعاني من حمى شديدة! همست لنفسها بقلق. وقفت على الفور وتوجهت نحو الباب وفتحت الباب بسرعة ونادت بصوت مرتجف استدعوا الطبيب حالا! إنه يعاني من حمى مرتفعة جدا! 
الفصل 1960 سوء فهم 
جاء الطبيب بسرعة ليباشر حالة الرجل المصاپ وبدأ على الفور بإعطائه السوائل الوريدية. قالت الممرضة وهي تقف بجانب إيلا سيدتي درجة حرارة جسده مرتفعة للغاية. نحتاج لاستخدام طرق التبريد الجسدي إلى جانب السوائل. هل يمكنك مساعدتنا في مسح جسد صديقك
اتسعت عينا إيلا قليلا بدهشة وسألت أمسح جسده
أومأت الممرضة برأسها وأوضحت نعم هذا الإجراء يساعد على خفض الحرارة بسرعة. حالته ليست مستقرة تماما وعلى الرغم من أنه يتمتع ببنية جسدية قوية إلا أن الجراحة التي أجريت له أضعفت مقاومته.
ترددت إيلا للحظة وقالت لكن... 
قاطعتها الممرضة بابتسامة صغيرة سأحضر لك وعاء ماء دافئ ومنشفة. وجودك هنا
تم نسخ الرابط