رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1959 إلى الفصل 1961 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

ضروري لأنه من غير الملائم أن نقوم بذلك بأنفسنا. غادرت الممرضة لجلب الأدوات بينما شعرت إيلا بإحراج يتزايد داخليا. همست لنفسها لكنني لست صديقته... 
عادت الممرضة بعد لحظات حاملة وعاء الماء ومنشفة نظيفة وقالت سيدتي من فضلك امسحي جسده بسرعة وركزي على وضع المنشفة الباردة على جبهته. ثم غادرت الغرفة تاركة إيلا وحدها مع الرجل.
لم يكن أمام إيلا خيار سوى المساعدة. بدأت بعصر المنشفة برفق ووضعتها على جبينه ثم بدأت بمسح رقبته وصدره بحذر. أثناء ذلك لاحظت تفاصيل جسده بنية عضلية منحوتة ورقبة متناسقة كأنها قطعة فنية. لم يسبق لها أن اقتربت من شخص بهذه الطريقة مما جعلها تشعر بتوتر وارتباك غير مسبوق. 
في أثناء انحنائها لمسح صدره استيقظ الرجل فجأة. التقت نظراتهما بشكل مباشر لتتجمد إيلا في مكانها للحظة قبل أن تقف بسرعة مبررة أنت تعاني من حمى شديدة! طلبت مني الممرضة أن أساعد في تبريدك أنا... أنا لا أستغل الموقف! 
ظل الرجل ينظر إليها بعينيه المحتقنتين قليلا من الحرارة ثم أومأ برأسه مهدئا من قلقها. دخلت الممرضة مجددا وهي تحمل صينية عليها أدوية. وضعتها على الطاولة وقالت سيدتي البشير هذه الأدوية لصديقك. تأكدي من إعطائه إياها. 
احمر وجه إيلا فورا وحاولت شرح الموقف لكنه ليس... توقفت حين لاحظت نظرة الرجل التي لم تتركها. بعد أن غادرت الممرضة التفتت إيلا نحوه لتبرر لا تفهم خطأ. لقد أساءت الممرضة فهم الأمر. المهم الآن أن تأخذ دواءك. 
أعطته الأدوية مع كوب ماء. جلس الرجل بتأن أخذ الأدوية ثم استلقى مجددا. وبعد لحظة صمت قال بصوت منخفض أنا معتز الأبيض. 
تفاجأت إيلا بكونه قدم نفسه أخيرا. ابتسمت وقالت بما أنك قررت إخباري باسمك فسأخبرك باسمي أيضا. أنا إيلا البشير. 
حدق بها للحظة ثم صمت. بمرور الوقت بدأت حرارة معتز بالانخفاض تدريجيا. عند الظهيرة عاد الطبيب لتفقد حالته وأكد أن الچرح يلتئم بشكل جيد لكنه نصحه بالبقاء تحت الملاحظة ليومين إضافيين. 
بعد مغادرة الطبيب جلس معتز على السرير وقال بجدية يجب أن أغادر الآن. 
اعترضت إيلا لكن الطبيب قال إنك بحاجة إلى الراحة! 
أجابها ببرود يمكنني الاعتناء بنفسي. ثم نهض على الرغم من الألم وفتح الباب. وقبل أن يغادر ألقى نظرة على الحراس الشخصيين وقال اعتنوا بالسيدة البشير جيدا. تأكدوا من مغادرتها السفينة بأمان. 
عادت إيلا إلى غرفتها في الفندق حيث استقبلتها مساعدتها بسؤال سيدتي هل سننزل في الميناء التالي أجابتها إيلا نعم دعينا ننزل. لدينا عمل مهم يتعلق بمناقشة قانون حماية الآثار الثقافية. 
في تلك الليلة وبينما كانت تتناول العشاء لم تستطع منع نفسها من التفكير في حالة معتز. قررت الاتصال بإحسان لتطلب رقم غرفته لكنه أخبرها أنه لا يوجد أي سجل
تم نسخ الرابط