رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1968 إلى الفصل 1970 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

أن أخذ ما يحتاجه أدار معتز الجدار مرة أخرى كما لو أنه لم يلمسه ثم أشار بيده لها للدخول إلى غرفة كانت أشبه بالمخزن. رفع الستارة وأزال قطعة من لوح الجدار ليكشف عن فتحة مظلمة في الداخل. همس لها بصوت هادئ ادخلي هنا.
رمشت إيلا بعينيها للحظة فالمكان مظلم لدرجة أن العتمة كانت لا توصف ولكنها رغم ذلك وثقت به ودخلت. بعد أن دخلت اختفى الضوء خلفها على الفور. توقعت أن يدخل خلفها لكنها عندما نظرت إلى الوراء فوجئت بأنه لم يدخل. معتز! معتز... دعت بصوت مرتفع وركضت إلى الباب لتجد أنه كان مغلقا بإحكام.
في تلك اللحظة أدركت أن معتز كان ينوي مواجهة الخطړ بمفرده تاركا إياها في مكان آمن. شعرت بمزيج من الانفعال والڠضب في قلبها. كيف يمكن لهذا الرجل أن يتركها هنا بمفردها دون كلمة واحدة هل هو أيضا في خطړ كيف سيتعامل مع هؤلاء القتلة
فجأة سمعت صوت انفجار مدوي بدا وكأن الباب قد انفتح فجأة. وضعت يدها على فمها وامتلأت عيناها بالدموع في الظلام. لم يكن الخۏف هو السبب الوحيد كانت أيضا قلقة عليه بشدة.
في هذا الظلام قضت أكثر أوقات حياتها عجزا. شعرت وكأنها أبدية. فقدت إحساسها بالوقت هنا وهي تستمع فقط إلى إطلاق الڼار في الخارج. انقبض قلبها مرة أخرى. ومرة أخرى. في كل مرة انقبض فيها شعرت بالاختناق ودارت في ذهنها بعض الصور المخيفة التي كانت كلها مرتبطة بمعتز.
تمنت لو كانت لديها القدرة على الخروج والتعامل مع كل هذا لإنقاذ الرجل لكنها كانت تعلم أن القيام بذلك لن يجعلها إلا عبئا عليه. في هذه اللحظة بالذات أحصت طلقات الړصاص في الخارج وعينيها مفتوحتين على مصراعيهما. فكرت أنه لا يزال على قيد الحياة طالما أن طلقات الړصاص لم تتوقف. في كل مرة سمعت فيها طلقة رصاص شعرت وكأنها أصابتها في قلبها.
ولكن في النهاية توقف صوت الطلقات الڼارية لفترة طويلة. وبتوتر أمسكت صدرها بيدها بينما صفقت باليد الأخرى على فمها خوفا من أن تصرخ من الخۏف.
في تلك اللحظة سمعت خطوات تقترب من الكهف. وفي لحظة شعرت بخفقان قلبها. يا إلهي! هل كان بإمكان هؤلاء القتلة قتل معتز هل يلاحقونني الآن
الفصل 1970 سړقة السيارات مرة أخرى
في تلك اللحظة أصبح ذهن إيلا فارغا تماما. وفي نفس اللحظة أضاء ضوء قوي فجأة وتراجعت إلى الظلام كما لو كانت قطة صغيرة يتم اصطيادها. لكن عندما سمعت صوتا عميقا مألوفا يخرج من فم الكهف توقفت دموعها أخيرا.
تعالي إلى هنا. زحفت نحو فم الكهف وفي اللحظة التي خرجت فيها ورأت وجه معتز ألقت بنفسها بين ذراعيه واحتضنته بقوة حول عنقه رغم وجهها الملطخ بالدموع.
لبضع ثوان تجمد معتز في مكانه بفعل المفاجأة فقط ليصاب بالدهشة
تم نسخ الرابط