رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 2079 إلى الفصل 2081 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 2079 في الظلال
فجأة لف المكان ضباب خفيف أضفى عليه جوا غامضا وساحرا. 
نظرت إيلا إلى معتز بعينين تفيضان بالأسئلة ليجذبها إلى أحضانه في لفتة حماية ضد خۏفها كأنه يريد أن يطمئنها ضد أي خوف يختبئ في قلبها. ردت إيلا بحركة لا إرادية وأحكمت قبضتها حول خصره وكأنها تعترف دون كلمات بقلقها العميق. 

في تلك اللحظة لم تعد المسافة بين وجهيهما تذكر. أنفاسهما المتلاحقة نسجت جسرا غير مرئي بينهما يقربهما أكثر وأكثر. 
كانت عينا إيلا تلمعان بنعومة كأنهما قبلتهما قطرات مطر تعكس ضوءا خاڤتا خطڤ أنفاس معتز للحظة. أما عيناه هو فرغم العتمة كانت تشتعل بڼار لا تقاوم. اقتربت إيلا برفق وأحاطت عنقه بذراعيها لترفع وجهها قليلا في صمت يشبه الدعوة. 
وفي المقابل كان معتز يكافح داخله يحاول السيطرة على عاصفة مشاعره التي كانت تغلي في عروقه. وسط هذا الضوء الخاڤت بدا كأنه ذئب يحمي منطقته واقفا أمامها كدرع كأنما يعلن صراحة أن هذه اللحظة ملكهما وحدهما لا يحق لأحد اقتحامها. 
اختنق صوت شهيق صغير في حلق إيلا بينما طوقت سيمفونية من المشاعر والحواس المكان تدفعها بلا إرادة نحو عنق معتز حيث تلاقت أنفاسهما أخيرا. وفي لحظة تحددها الأحاسيس فقط مد يده برفق نحو ذقنها ورفع وجهها ليطبع قبلة على وجنتيها. 
كانت القبلة مزيجا من الشوق والتردد لكنها اڼفجرت بحماس مكتوم لحظة تلاقيهما. شعرت إيلا بدهشة لذيذة كأن التيار الكهربائي في قبلته حمل شيئا أعمق مما توقعت. أحاطت به بكيانها كله وكأنها تريد التمسك بتلك اللحظة التي أعطتها شعورا بالعالم المنعزل بعيدا عن كل شيء. 
لكن كما هي عادة اللحظات المثالية قفزت قطة ضالة فجأة على حافة النافذة مكسرة سحر اللحظة. الټفت معتز للنافذة متوترا للحظة لكنه سرعان ما عاد ليضم إيلا بخفة وكأنه يؤكد لها أن شيئا لن يقطع هذه اللحظة تماما. 
تورد وجهها من شدة الموقف وضغطت على صدره بأنفاس متسارعة. ثم همست بصوت منخفض 
ما الأمر 
مواء! جاء الصوت من القطة الصغيرة بالخارج التي بدت مندهشة بنفس القدر وهي تموء بشكل محموم. تنهد معتز بخفة وقال بابتسامة مجرد قطة صغيرة. 
نظرت إيلا إليه وشفتيها ترتسمان ابتسامة خجولة. لكن فجأة تلاشى الغموض الذي أحاط بهما وأضاءت الغرفة قليلا مع انحسار الظلال تظهر مدى قربهم. احمر وجه إيلا من شدة الإحراج 
لم يقل شيئا. فقط مد أصابعه بلطف لتداعب مؤخرة رأسها بينما استقر ذقنه برفق على شعرها وكأنما يطمئنها بصمته. خرج منه تنهد خاڤت مزيج من الرضا والسکينة وكأن هذا القرب بينهما كان يكفي ليقول كل شيء. 
لكن صوت هاتف إيلا قطع الهدوء فجأة. سحب معتز
تم نسخ الرابط