رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 31 إلى الفصل 32 ) بقلم مجهول
المحتويات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 31 أمسك بساقه
وقف صموئيل بثبات أمامها رداء الحمام الأسود الذي كان يرتديه يجعله يبدو رشيقا ومتوحشا في آن واحد.
بصفته شخصا ذا مكانة مرموقة كانت عيناه دائما تحملان نظرة صارمة وباردة كما لو كان يراقب كل شيء بعين الخبير.
صدمت ناتالي من ظهوره المفاجئ فحدقت فيه بعينين مفتوحتين فمها يكاد ينفصل عن بعضها.
بدلا من النهوض عانقت ركبتيها بقوة كأنها قطة حذرة ترفض أي اقتراب.
"لا شأن لك" أجابت أخيرا بصوت منخفض.
لكن بمجرد أن أنهت جملتها أتى صوت رعد مدو آخر ليملأ المكان ويجعل جسدها يرتعش مجددا.
وفي ثانية واحدة فقدت صوابها تماما. من شدة الړعب أمسكت بساقه بقوة وضغطت وجهها عليها.
عيني صموئيل أصبحت مظلمة بشكل واضح عندما نظر إليها.
لقد نظرت إليه بازدراء شديد ومع ذلك فهي تتشبث به أكثر من أي وقت مضى.
رفعت ناتالي رأسها ونظرت إليه وكان واضحا أنها أحرجت نفسها أمامه لكنها لم تستطع التراجع.
وعندما كانت على وشك ترك ساقه أتى صوت الرعد القوي مرة أخرى.
في تلك اللحظة لم تعد تهتم بكبريائها. بدلا من أن تترك ساقه تمسكت بها أكثر من ذي قبل كأنها في حالة يأس تام.
"اتركي قدمي" طالب بها مرة أخرى بصوت غاضب.
"أبدا."
"لا تجعليني أكرر كلامي للمرة الثالثة." بدأ صموئيل يفقد صبره.
"لن أتركك حتى لو كررت ذلك للمرة الرابعة." وبينما كانت تلك الذكريات المؤلمة تتسلل إلى ذهنها بدأت تتلعثم بصوت غير مترابط "من فضلك... لا تتركيني وحدي. أمي لا تذهبي..."
عرف على الفور أنها لم تكن تحاول مغازلته أو الاستفادة منه. بل كانت تعامله كقارب نجاة في الظلام كأنها بحاجة إليه ليكون مصدر قوتها في هذه اللحظة المظلمة.
ولكنه شعر بشيء معاكس تماما.
رغم أنها لم تكن مهتمة به على الإطلاق كانت هي من أشعلت الڼار في داخله وأعادته إلى الحياة من جديد.
بعد مرور بعض الوقت انتهت العاصفة أخيرا.
سكون مفاجئ حل في المكان بعد صوت الرعد الذي مزق الليل وكأن الطبيعة نفسها أخذت قسطا من الراحة.
هدأت ناتالي قليلا وسحبت نفسها ببطء إلى الأعلى لكن شيئا ما في قلبها كان لا يزال يعتصرها.
أدركت فجأة مدى وقاحة تصرفها والشعور
متابعة القراءة