رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 762 إلى الفصل 764 ) بقلم باميلا

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين حصريا على جروب روايات على حافة الخيال 
إظهار القائمة
الفصل 762 أنت لست لي
بعد قول ذلك استدارت ناتالي وغادرت دون أن تلقي نظرة أخرى على توماس
كان شخصا مثل توماس يحمل الأنانية في أعماق روحه لا يهتم إلا بالقوة والجشع لم يكن هناك ما يدعوه للتغيير أو الخلاص بالنسبة لها كان تركه كما هو أفضل من محاولات إنقاذه كانت تفضل أن تنقذ كلبا ضائعا على أن تعطي فرصة لشخص لا يعرف قيمة من حوله على الأقل الكلب سيعرف كيف يرد الجميل ويحمي صاحبه في الأوقات الصعبة

لم تتردد ناتالي في الابتعاد عنه بينما كان توماس يقف في مكانه عيون مليئة بالندم والألم كان يشعر وكأن قلبه ينهار في تلك اللحظة مغتسلا في موجة من الذكريات والخيبة
لو كنت أعرف أن ناتالي هي التوأم الأفضل بين الأختين لكانت جيني هي التي أخذت يارا بعيدا لو كانت قد نشأت بجانبي لما كنت عالقا في هذا المأزق فكر توماس في نفسه
رفضا للهزيمة بدأ توماس بالصړاخ متوسلا نحو شخصية ناتالي المنسحبة بصوت يهتز "لدي أمر مهم أريد التحدث معك عنه! ناتالي أنا والدك! كيف يمكنك أن تفعلي هذا بي ألا تخافين من عواقب قسوتك معي"
لكن ناتالي التي كانت قد عبرت مسافة كبيرة منه تجاهلت صوته كانت تعلم أن كلماته كانت مجرد صرخات يأس تهدف لإثارتها وإيقاف خطواتها لكن قلبها كان أقوى من أي محاولة استفزاز
عقدت حاجبيها في تحد عندما سمعت كلماته الأخيرة "ناتالي نيكولز هل تعتقدين حقا أن والدتك كانت عظيمة لقد كنت حاملا بكما قبل أن تتزوجني أنت وأختك لم تكونا ملكي أبدا!"
تمكنت ناتالي من تجاهل هذه الكلمات السامة فكل ما يهمها الآن هو إنجاز ما بدأت من أجله ټدمير عائلة نيكولز وانتقامها لجدها وأمها
بهدوء قالت لنادل الأمن "إذا استمر في هراءه اتصل بالشرطة "
رد نادل الأمن على الفور قائلا "مفهوم "
ثم استقلت ناتالي المصعد ولكنها لم تتجه مباشرة إلى مكتب الرئيس التنفيذي بل جلست وحدها في قاعة السلم المظلمة حيث كانت الأضواء الخاڤتة تعكس وحدتها لكنها كانت تعرف أن هذا كان مكانا مناسبا لتجميع أفكارها
جلست على الدرج ساقيها محتضنتان بينما كان عقلها يدور بين ما أنجزته وما تبقى كانت تشعر بنوع من الفراغ العميق كما لو أن جزءا من قلبها قد تم اقتلاعه مع ذلك كانت تعلم أن هذا هو الطريق الذي اختارته ولا مجال للرجوع الآن
لو لم يكن توماس بهذه الأنانية ربما كانت حياتها قد سارت بشكل مختلف لكن الواقع كان قاسېا ما كانت ترغب فيه طوال حياتها كان حب الأب شيئا لم تحصل عليه أبدا بدلا من ذلك جعلها توماس ويارا
تم نسخ الرابط