رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 975 إلى الفصل 977 ) بقلم باميلا

موقع أيام نيوز

صديق لا يكفيه ألف كأس. لكن من المؤسف أنني لا أتحمل الشراب كثيرا... آه العجز!
كان جيروم يراقبها بصمت وهي تمد يدها بلا مبالاة نحو الوسادة بجواره. بدا أنها غارقة في حالة من الارتياح التام. لكن جيروم شعر بشيء مختلف.
راقب وجهها المحمر وشفتيها الحمراوين التي بدت أكثر جاذبية من أي وقت مضى. شعر بحلقه يجف وبدأ قلبه ينبض بقوة.
لم يكن بإمكانه مقاومة الشعور المتنامي داخله. كان جيروم شابا قوي الإرادة ولكنه في تلك اللحظة شعر كأنه أمام اختبار أكبر من طاقته. نظر إلى ناتالي المسترخية وكانت هناك لحظة صراع داخلي شديد وهو يحاول التحكم في نفسه.
الفصل 976
لم يجرؤ جيروم على الاقتراب من ناتالي في الماضي عندما كان صغيرا وعديم الخبرة. أما الآن وبعد أن نضج وتغيرت حياته أصبح أكثر تحفظا في التعبير عن مشاعره خائڤا من أن يضعها في موقف غير مريح إذا اقترب منها فجأة.
طوال السنوات التي قضتها بعيدا عنه خاطر جيروم بحياته في التدريب والمهام العسكرية. أراد أن يثبت لنفسه ولها أنه لم يعد ذلك الفتى الصغير المتعجرف الذي يتبعها أينما ذهبت بل أصبح رجلا يمكنه أن يكون بجانبها ويحميها.
في تلك اللحظة كان جيروم جالسا بجانبها يراقب وجهها الهادئ وهي تغفو. مد يده بحذر ومشى بأطراف أصابعه على شعرها محاولا التقرب منها. وبينما كان يقترب ببطء ليطبع قبلة خفيفة على رأسها انطلقت فجأة صوتية غير متوقعة
تجشؤ!
ارتعش جيروم للحظة وأعاد نفسه سريعا للخلف. فتحت ناتالي عينيها ببطء وتلاقت نظراتها مع وجهه الوسيم القريب. كان الشراب قد أثر على رؤيتها وخيل لها أنها ترى وجه صموئيل.
صموئيل... همست بضعف وبدت ابتسامة خاڤتة ترتسم على شفتيها قبل أن ټغرق مرة أخرى في نوم عميق.
نظر جيروم إلى وجهها النائم. كانت ملامحها تحمل براءة خاصة تجعلها تبدو أكثر جمالا مما هي عليه وهي مستيقظة. في تلك اللحظة شعر جيروم بمزيج من الحب والتقدير. ابتسم لنفسه وهز رأسه بهدوء.
ما زال الوقت طويلا... فكر في نفسه وهو ينهض. سيأتي اليوم الذي تدرك فيه أنني لم أعد مجرد أخ صغير لها. أريد أن أكون الرجل الذي يحبها ويحميها لبقية حياتها.
غطى جيروم ناتالي بلطف ببطانية قريبة ثم توجه للخروج من الغرفة. الجو كان باردا في تلك الليلة وكان يعلم أنها قد تحتاج إلى الراحة.
في الممر بالطابق الثاني استيقظت صوفيا الصغيرة فجأة لأنها كانت بحاجة للذهاب إلى الحمام. حين رأت ظلال جيروم نادته دون تفكير
بابا!
توقف جيروم واستدار مفاجئا بصوت الطفلة. التقت نظراتهما ولاحظت صوفيا خطأها بسرعة. احمر وجهها خجلا واحتضنت دبها الصغير بإحكام.
السيد ساتون! صححت نفسها محاولة التراجع عن خطئها. ماذا تفعل هنا
اقترب جيروم منها ببطء وانحنى حتى أصبح في مستوى عينيها. كانت الطفلة الصغيرة تبدو كنسخة مصغرة من ناتالي
تم نسخ الرابط