رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1029 إلى الفصل 1031) بقلم باميلا
المحتويات
والمقيدة بسلاسل حديدية قوية لن تجد فرصة للهروب وكانت تعتقد أنها ستظل تحت سيطرتها حتى النهاية. لم يخطر ببالها أبدا أن ناتالي قد تجد طريقة للهروب حتى في مثل هذه الظروف الصعبة.
لكن الطريقة التي تمكنت بها تلك المرأة من تحرير نفسها وسط كل هذه الصعوبات كانت مذهلة. لا شيء في تلك اللحظة كان يصدق.
رفعت ناتالي يدها وكشفت عن الوشاح الأبيض الذي كان يغطي وجهها. تحت الوشاح كانت عينان لامعتان تتألقان بابتسامة باردة. ثم نظرت إلى هايدي المصډومة وأطلقت ابتسامة كانت مشرقة كالزهرة البيضاء التي تفتح على ضوء الصباح.
السلاسل حول معصميك... كيف كانت حواجب هايدي مشدودة بإحكام وشفاهها ترتجف. لقد قيدوك بالحديد كيف يمكن أن تكسر السلاسل بسهولة
أنت! صاحت هايدي وهي تشعر بالڠضب والذهول يتسلل إلى داخلها.
عندما رأت أن مخططها فشل لم تستطع إلا أن تصر على أسنانها.
إذا تمكنت ناتالي من الهروب فإن صموئيل لن يعرف فحسب ما فعلت بل حتى عائلة ليتز والعالم بأسره سيكتشفون ذلك. هذا كان أمرا لا يمكن أن تتحمله هايدي.
هذا الواقع دفع هايدي إلى النظر ببرود إلى مرؤوسيها الذين وقفوا بجانبها عاجزين. لماذا تقفون هناك هي ليست فاقدة للوعي! لماذا لا تحاولون الإمساك بها إذا تمكنت من الفرار اليوم فلن ينجو أي منا من العواقب!
ألم تشاهدوا ما حدث لأيدي صاحب العمل وذلك الرجل عندما لمسوني فقط قالت ناتالي وهي تبتسم ابتسامة ساخرة.
أثارت كلماتها رد فعل قويا بينهم حيث كانوا قد شهدوا التورم والحكة التي أصابت يدي هايدي والرجل وكيف أغشي عليهما نتيجة للألم.
الجميع كانوا يأملون أن يتحرك أحدهم أولا ولكن مع ذلك لم يجرؤ أحد على التقدم خطوة واحدة.
حتى بعد أن وجهت إليهم هذه الإهانة الصاړخة بقي الجميع مترددا في الاقتراب منها.
أومأت ناتالي برأسها بخيبة أمل. القمامة تظل قمامة. هل يتلوى هؤلاء حتى قبل أن يواجهوا المعركة لا يمتلكون شيئا
متابعة القراءة