رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1947 إلى الفصل 1950 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 1947 الأمل
شعرت جوري بتوتر في قلبها وهي تتبع سميرة عبر الممر الواسع للمنزل الفخم. كان هناك شعور غريب يجتاحها خليط من الانبهار والقلق. لم تكن مجرد زيارة إلى منزل شخص عادي بل إلى عالم آخر تماما. كان إحسان يسير بجانبها وقد تجنب النظر إليها كثيرا كما لو كان يكتشفها للمرة الأولى رغم أنه كان يحاول جاهدا أن يبدو طبيعيا.

عندما دخلوا إلى الداخل اكتشفت جوري أن المنزل ليس مجرد منزل فخم بل قصر حقيقي. كانت جدرانه مزينة بأعمال فنية رائعة وكان الضوء الدافئ المنبعث من الثريات ينعكس على الأرضيات الرخامية. كانت النافورة الكبيرة عند المدخل تضيف إلى الجو الفخم للمكان مما جعلها تشعر وكأنها دخلت إلى عالم مختلف تماما عن عالمها البسيط.
ما لفت انتباهها أكثر هو كيف كان العاملون في المنزل يتعاملون مع إحسان باحترام بالغ وكانوا يراقبونها بعينين مليئتين بالفضول كأنهم يتساءلون من هي هذه الفتاة التي دخلت عالمهم الرفيع. كان الجميع مهذبين ومراعين ولكن شعرت بشيء غريب في الجو. بدا أن هناك نوعا من التكتم في المكان.
أخذت سميرة بيد جوري وأرشدتها إلى غرفة الجلوس حيث جلس بعض أفراد الأسرة الآخرين. كان الجميع في انتظار إحسان للجلوس. أما جوري فقد جلست في الزاوية محاولة التكيف مع هذه البيئة الجديدة والمختلفة عن حياتها السابقة. هل ستستطيعين التأقلم مع هذه الحياة تساءلت في نفسها بينما كان إحسان يجلس بجانبها وكأنه يحاول أن يكتشف كل شيء عن هذا العالم الجديد الذي دخلته.
بينما كانت جوري تفكر في هذه الأسئلة اقترب منها أحد العاملين في المنزل وقال بلطف أهلا بك في منزلنا آنسة يعقوب. إذا كنت بحاجة لأي شيء لا تترددي في إخبارنا.
وباعتبارهم جزءا من طاقم العمل المنزلي كان من الضروري أن يكون لديهم فهم عميق لكل فرد من أفراد الأسرة الذين يخدمونهم وذلك لضمان تقديم خدمة دقيقة وبدون أخطاء.
في تلك اللحظة شعر إحسان بنوع من الألفة. بدأ في محاولة تتبع ذكرياته أثناء تجوله في المكان. كان لديه إحساس قوي بأن وجهته هي الحديقة وعندما وصل إليها اكتشف أنها حديقة صغيرة وجميلة. ثم توجه نحو ما ظن أنه الحمام وعندما دخل تأكد أنه كان حماما بالفعل. شعر إحسان بالارتياح رغم فقدانه لذاكرته كان لا يزال يحتفظ ببعض الذكريات السلوكية التي منحت له هذا الإحساس بالألفة.
بينما كان العاملون في المنزل ينقلون أمتعة جوري إلى الطابق العلوي لاحظت جوري إحسان وهو واقف بجانب نافذة فرنسية. توجهت نحوه وعندما سمع إحسان خطواتها استدار بسرعة. جوري لدي شعور غريب بالألفة مع هذا المكان. كانت كل افتراضاتي الغريزية صحيحة.
شعرت جوري بالفرح من أجله وقالت ربما يعني هذا أنك ستتمكن من استعادة ذكرياتك قريبا. أجاب إحسان بنظرة ملؤها الأمل آمل أن تعود إلي في أقرب وقت ممكن. ثم حدق في عينيها قائلا لا أريد أن أجعلك تنتظرين طويلا.
الفصل 1948الخجل
رمشت جوري ثم تسللت ابتسامة ببطء إلى وجهها. كانت النظرة في عيني إحسان وهو يحدق فيها مألوفة إلى حد ما بالنسبة لها. رغم أنها لم تكن تحمل نفس المودة والحميمية التي كانت بينهما سابقا إلا أن شعورها بالارتياح جاء من حقيقة أن إحسان كان يرغب في استعادة ذكرياته من أجلها.
قاد إحسان جوري إلى الممر الجنوبي في الطابق الثالث حيث توجد غرفة إحسان. وضع طاقم المنزل أمتعة جوري داخل غرفة
تم نسخ الرابط