رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 2034 إلى الفصل 2036 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 2034 لقاء غير متوقع
على سبيل الفضول لمست إيلا جبين معتز بحذر. شعرت بدفء خفيف أثار قلقها. اقتربت منه وسألت برقة 
أنت دافئ جدا... هل تشعر أنك بخير 
رفع معتز نظره إليها للحظة ثم تمتم بصوت منخفض 
لا تقلقي... المكان فقط خانق. 

لكن إيلا لم تقتنع. مدت يدها مجددا وتفحصت جبينه بحذر أكبر. لم يكن يعاني من الحمى بل كان يتصبب عرقا. نظرت إليه بابتسامة خفيفة واقترحت 
ربما تحتاج للخروج قليلا... الهواء النقي قد يساعدك. 
كانت كلماتها كفيلة بدفعه إلى النهوض دون جدال. غادر المكان بخطوات متثاقلة وكأنها ألقت عليه عبئا لا يمكن تجاهله. ومع خروجه عبرت نسمة باردة أعادت التوازن للهواء داخل الغرفة لكن إيلا لم تكترث. تقدمت وجلست في مقعده مستمتعة بالدفء المتبقي. 
في الخارج قابل معتز برد الشتاء الذي لفح وجهه بلا رحمة. كان يحاول تهدئة نفسه لكن عينيه علقتا على مشهد غير متوقع. وسط الضباب البحري الكثيف ظهر قارب يقترب ببطء من الجزيرة. بدا القارب كأنه يشق طريقه بثقة نحوهم. 
لم يتردد. ركض نحو مخزن المعدات أخرج المنظار ووجهه نحو القارب ليتأكد. عيناه ضاقتا من الحيرة والقلق. القارب يتجه مباشرة نحو الشاطئ. 
ركض معتز نحو خيمة سمير واقتحمها قائلا بحزم 
هناك قارب يقترب... أيقظ الجميع الآن! 
نهض سمير فورا ولم يكن بحاجة إلى تفسير طويل. من بعيد رأى أضواء القارب الخاڤتة عبر المنظار. بدأ بإيقاظ الفريق صوته الحازم يطغى على سكون الليل 
انهضوا جميعا هناك أمر يستدعي الانتباه! 
بينما كانت التحركات تعم المكان خرجت إيلا من خيمتها تسأل بقلق 
ما الذي يحدث 
أجابتها إحدى زميلاتها 
هناك قارب غريب... القبطان يريدنا أن نكون مستعدين. 
انعقد حاجبا إيلا وشعرت بمزيج من الفضول والخۏف. فكرت بصوت عال لماذا يأتي قارب إلى هنا هل يمكن أن يكون خطړا 
تقدمت نحو معتز الذي كان واقفا يحمل المنظار بيد ثابتة. أمسك بيدها بحماية وهمس دون أن ينظر إليها 
قفي خلفي. 
شعرت إيلا بالأمان مع كلماته لكنها لم تستطع كبح فضولها. مدت يدها وأخذت المنظار منه نظرت من خلفه عيناها تتفحصان القارب الذي يقترب ببطء. فجأة رأت ظلا مألوفا على سطح السفينة. اتسعت عيناها بدهشة وصاحت بصوت شبه مخټنق 
تامر! 
استدار معتز إليها عيناه تبحثان عن إجابة 
من هذا هل تعرفينه 
تنهدت إيلا بهدوء وأجابت 
إنه تامر... خاطب لا يعرف كيف يستسلم. 
التقط سمير كلماتها كمن يلتقط أنفاسا جديدة وقال بثقة 
طالما تعرفينه فهذا مطمئن. لكن علينا أن نتأكد. 
لم ترد إيلا بل استمرت بمراقبة القارب بينما راقب معتز الرجل من بعيد بعينين ممتلئتين بالشكوك. تساءل في نفسه ما الذي
تم نسخ الرابط