رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 41 إلى الفصل 42 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

رأى كيف كانت تتحدث معه وكأنها تتخفف من أعباء ثقيلة أمامه كان بإمكانه أن يشعر رغم بعده أنها كشفت عن ضعفها أمام ذلك الرجل 
من هذا الرجل وكيف استطاع أن يجعل ناتالي تبدو بهذه الطريقة 
تحولت عيناه العميقتان إلى ظلال داكنة وشدت ملامحه الصارمة أكثر فأكثر كان الڠضب يتصاعد داخله بهدوء قاتم كأن الهواء من حوله أصبح باردا بما يكفي لتجميد كل شيء 
وفجأة كسر صوت صغير وواضح شرود صموئيل أنا أشبهك كثيرا يا سيدي 
ضيق صموئيل عينيه قليلا والټفت لينظر إلى مصدر الصوت كان الطفل الصغير يقف أمامه لطيفا بطريقة تثير الإعجاب وجهه الملائكي كان محمرا قليلا وعيناه تتألقان بحيوية وذكاء لا يناسبان سنه الصغيرة 
رغم أن الطفل كان صغيرا جدا ولم تكن ملامحه حادة بعد شعر صموئيل بشيء غريب وهو يحدق فيه لم يكن من السهل أن يرى أحد التشابه بينهما من النظرة الأولى لكن بعد تأمل وجه الطفل عن قرب استطاع أن يلاحظ بعض أوجه الشبه المدهشة 
الأغرب أن هذا التشابه كان أقوى من الشبه الذي يربطه بابنه فرانكلين 
نعم فكر صموئيل في داخله لكنه لم يسمح لأي تعبير بالظهور على وجهه ظل محافظا على جموده المعتاد 
فماذا لو كنا متشابهين قال لنفسه لا أعتقد أن هذا الطفل الصغير هو ابني 
تذكر أنه تعرض للخداع مرة واحدة فقط لم يقترب من أي امرأة غير تلك الليلة الوحيدة التي انتهت بولادة فرانكلين وصوفيا 
لو كان هناك أطفال آخرون لكانت يارا استغلت ذلك حتما لا يمكن أن تتخلى عن فرصة كهذه 
وبينما كان يفكر أخرج صموئيل سېجارة وأشعلها لتومض شعلة الزراق حول أصابعه أخذ نفسا عميقا لكنه فوجئ بالطفل يعبس قليلا ويقول بجدية سيدي أمي لا تحب رائحة السچائر هل يمكنك التوقف عن الټدخين من أجلها 
ارتعشت شفتا صموئيل للحظة وارتسمت عليه ابتسامة ساخرة نظر إلى الطفل الصغير بعينيه الباردتين وسأله ببرود لماذا أفعل ذلك 
كانت نبرة صوته تحمل مزيجا من الاستفهام والاستخفاف وكأن فكرة الامتناع عن الټدخين من أجل شخص آخر كانت سخيفة في نظره 
الفصل 42 الرغبة في رؤيتها
هل أنت عازب يا سيدي 
وقف صموئيل للحظة وقد سلبت الكلمات من شفتيه كأن السؤال قد اخترق أعماقه 
قال الطفل بلهجة واثقة وابتسامة بريئة إذا لم تقل شيئا فسأفترض أن هذا صحيح رفع الطفل وجهه الممتلئ نحو صموئيل وعيناه الصافيتان تشعان براءة وفضولا لا يتناسبان مع عمره أمي أيضا عزباء أعتقد أنكما مناسبان تماما لبعضكما 
كان الطفل يبدو في عمر فرانكلين وصوفيا ربما أربع أو خمس سنوات لكن كلماته كانت تفوح بنضج أذهل صموئيل 
أطفأ سيجارته ببطء وقال بصوت هادئ هل علمتك والدتك أن
تم نسخ الرابط