رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 61 إلى الفصل 62 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

فجأة، رفع صموئيل يده ووضعها على رأسها بلطف، وبدأ يداعب شعرها كأنه يربت على قطة صغيرة.  

"مرحبًا..." بدأت ناتالي بنبرة جادة، ثم أمسكت بذراعه بيديها المبللتين بالصابون وتابعت:  
"أعلم أن ذوقك فريد من نوعه، لكن لا تضيع وقتك معي. لن تحصل على أي شيء مني. أنا مختلفة عن كل النساء الأخريات اللاتي قابلتهن."  

رغم حديثها، كانت تعرف أن صموئيل ليس شخصًا سهلًا يمكن إبعاده بالكلمات.  

**بعد كل شيء، لديّ أهداف أكبر. لدي أطفال بحاجة لي، وأحمل عبء الاڼتقام على عاتقي. عليّ أن أستعيد ممتلكات جدي وأبني إمبراطورية تجارية تحمل اسمي. لن أكون مثل يارا، التي تفعل أي شيء لتصبح زوجة صموئيل، لأنني أعلم أنني أستحق أكثر بكثير.**  

التقت عينا ناتالي بنظرة صموئيل، التي كانت صافية كالماء. بدا وكأنه يستطيع رؤية أعماق روحها، حيث تألقت العزيمة والعناد في عينيها، ما أضفى على وجهها إشراقة متفائلة وطموحًا لا يمكن تجاهله.  

قال صموئيل بنبرة واثقة وهو يمسك بيدها بقوة:  
"سأقرر ما إذا كان هذا مضيعة للوقت أم لا. وما دام الأمر يستحق، فلن تضيع ثانية واحدة."  

ارتبكت ناتالي ولم تجد ما تقوله. شعرت بالإصرار القوي في صوته وكلماته، لكنها لم تفهم دوافعه. **هذا الرجل فقد عقله!** فكرت.  

**لدي أطفال. وجهي مليء بالنمش الذي لا يمكن تجاهله. لماذا لا تكفي هذه الأشياء لإبعاده عني؟ لا أفهم ما الذي يريده أو يخطط له!**  

قبل أن تستمر أفكارها، ظهرت شخصية صغيرة بجانبهما فجأة.  

"أمي، العشاء جاهز—" بدأ زافيان، لكنه توقف فجأة وغطى عينيه بيديه الصغيرتين.  
"آه... أمي، لم أر شيئًا! من فضلك، تابعي!"  

تنهدت ناتالي بصمت وهي تشعر بالإحراج.  
"توقف عن قول الهراء، زافيان! الأمر ليس كما تظن!"  

لكن زافيان كان قد اختفى بسرعة من الحمام، ولم يسمع تفسيرها.  

"لقد جعلته يسيء فهمنا!" قالت ناتالي بحدة وهي تحدق في صموئيل.  

رد صموئيل بلا مبالاة، وهو يترك يدها:  
"لا بأس. سأشرح له لاحقًا."  

لم يكن يبدو متأثرًا على الإطلاق، وكأن سوء فهم الطفل كان أمرًا تافهًا بالنسبة له. لكن ناتالي لم تكن مقتنعة بأنه سيجد طريقة لتوضيح الأمر لزافيان.  

جلس الاثنان في غرفة الطعام بعد أن انتهيا من غسل أيديهما، وبدأوا بتناول الوجبة التي أعدها زافيان.  

فضلت ناتالي الصلصة الحارة مع شريحتها، بينما تناول صموئيل وزافيان شريحة اللحم بدون أي إضافات.  

في البداية، لم تلاحظ ناتالي أي شيء غريب، لكنها أدركت لاحقًا أن ذوق صموئيل وزافيان لم يتوقف عند الصلصة فقط. الأطباق الجانبية التي فضلاها، وحتى طريقة تناولهما للطعام، كانت متشابهة بشكل مدهش.  

بدأت ناتالي تراقبهما عن كثب، ولاحظت أنهما يأكلان بنفس الوتيرة الهادئة والبطيئة. الطريقة التي كانا يمسكان بها الشوكات وحتى البرود في عيونهما بدت متطابقة بشكل غريب.  

توقف تفكيرها للحظة، وراودها حدس غريب: **هل يمكن أن يكون صموئيل هو والد زافيان؟**  

لكنها سرعان ما طردت الفكرة من رأسها. **هذا مستحيل!** فكرت.  

والد كل من زافيان وكلايتون كان مجرمًا مفقودًا، ولا أحد يعرف مكانه. لقد اطلعت بنفسها على رسائل وسجلات المحادثة بين يارا والرجل الذي تورطت معه. كل شيء حدث تلك الليلة كان موثقًا بوضوح.  

بينما كانت غارقة في أفكارها، قطع صوت زافيان الصمت قائلاً بفضول:  
"أمي، لماذا تحدقين فيه طوال الوقت؟ هل هناك شيء على وجهه؟"  
هذا لينك صفحتي التي يوجد عليها الرواية الاب الغامض لاربعة اطفال كاملة الى اخر فصل تم نشره. ويوميا هنزل منها عشرين فصل 
https://pub2206.ayam.news/category/7244
اضغط على اللينك لتظهر لك كل فصول الرواية. ارجو متابعة صفحتي pub2206 لقراءة الفصول الجديدة. للوصول إلى أي فصل تريده أذهب إلى قسم التريندات ثم المزيد واذهب إلى نهاية الصفحة ستجد أرقام، تنقل فيها للوصول إلى الفصل الذي تريده.

تم نسخ الرابط