رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 101 إلى الفصل 102 ) بقلم مجهول
المحتويات
وعيناها مليئتان بالخۏف والارتباك. تمتمت بإصرار بصوت يكاد يسمع
نناتالي...
تفاجأ زافيان بأنها لا تزال تفكر في والدته رغم أن كل ما قدمه لها لم ينسها الخۏف. تنهد وأجاب بهدوء
لا بأس سنذهب إلى منزلي.
رفعت صوفيا عينيها إليه وقد امتلأتا بالدموع وهمست بشكر خجول
شكرا... إكسإكسافيان...
ابتسم بخفة وقال تمام.
رغم صخب الزحام كانت عيون هؤلاء الرجال تراقب بترقب كأنهم ينتظرون لحظة الانقضاض. كل خطوة تقربهم كانت كطعن لصمت المكان وكل نبضة في قلب زافيان تصدح كنداء خطړ داخلي. الطريق الطويل المؤدي إلى المنزل والذي تحرسه أشجار الجميز بصمتها العتيق بدا وكأنه امتداد لا نهاية له من الترقب والرهبة. حتى الرياح رغم حفيفها اللطيف لم تستطع أن تهدئ هذا التوتر الذي يحيط بالمشهد.
في الشارع الممتد أمامهم كان هناك رجل واحد فقط يقف كظل بعيد. لكن زافيان شعر بثقل نظرات أخرى تتابع خطواتهم. عندما أدارت صوفيا رأسها نحو الخلف قليلا كانت ملامحها ترتجف وهي تهمس
تصلبت أصابع زافيان حول يدها الصغيرة وصوته الخاڤت كان كأنه وعد
اسمعي جيدا سأعد إلى ثلاثة. لا تنظري للخلف. فقط ركضي معي مهما حدث. واحد... اثنان... ثلاثة.
وعند العد الأخير انطلقا.
أقدامهما الصغيرة تخفق على الأرض وقلباهما يكادان يتسابقان مع الزمن. لكن خطوات الرجال خلفهم كانت ثابتة أقرب وأكثر تصميما. لم يكن للأطفال أرجل طويلة ولم تكن لديهم القدرة على التحمل طويلا. ومع كل خطوة يخطونها بدا وكأن الأمل يذوب.
إلى أين تظنان أنكما ذاهبان هل تعتقدان أنكما تستطيعان الهروب بتلك الأرجل القصيرة
كان التحدي في كلماته مثل سم يزحف في الهواء. زافيان لم يترك يد صوفيا لكنه شعر بثقل المسؤولية يضغط على صدره.
الفصل 102
رغم صغر سنه وعجزه أمام الموقف وقف زافيان بشجاعة ودفع صوفيا خلفه بحركة غريزية محاولا حمايتها. ارتعش قلبه للحظة لكن عينيه التي التقت بعيني الرجل ذي الندبة لم تظهرا أي خوف. كان عليه أن يبدو قويا ولو كان ذلك مجرد قناع أمام صوفيا المړتعبة.
استجمع شجاعته وسأل بصوت ثابت رغم ارتعاش داخله
نحن مجرد أطفال... لماذا تريدون
متابعة القراءة