رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 137 إلى الفصل 139) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

الزائد كان يغرق في بحر من الأفكار الضبابية. كانت عيناها ضبابيتين وابتسامتها عميقة وكأنها قطة صغيرة غارقة في فرحة مفرطة بعد تناول الكثير من الكريمة. كانت تنظر حولها وكأنها في عالم آخر.
خطواتها كانت ثقيلة عندما التقت نظراتها بنظرة قاسېة وحادة.
كان هناك رجل واقف في ظلال الممر وعيناه المظلمتان تثقبانها من بعيد.
صموئيل!
فركت ناتالي عينيها بتوتر غير مصدقة لما تراه. كان كل شيء يبدو غير حقيقي كحلم أو هلوسة.
لقد تصفحت قائمة الضيوف لحفل عيد الميلاد في وقت سابق وكانت قد تأكدت تماما من أن عائلة باورز ليست موجودة في القائمة. لذا كان من المستحيل أن يكون صموئيل هنا.
لا... لا يمكن... إنه مستحيل! همست ناتالي لنفسها غير قادرة على تصديق ما تراه. لابد أنني أخطأت في رؤيتي... قدرتي على تحمل الكحول ليست كبيرة لكنني شربت كثيرا...
بينما كانت تحاول إقناع نفسها بأنها مجرد هلوسة فجأة سحبها شيء قوي إلى الظلال الداكنة كما لو أن يدا خفية كانت تنتظرها هناك.
الفصل 139
لقد جعلت المشروبات جسد ناتالي يشعر بحرارة غريبة كأنها تتوهج من الداخل. كانت عيناها نصف مغلقتين وهي تحدق في الرجل أمامها لم تستطع تصديق وجوده هنا لكن يديها تحركتا تلقائيا نحو وجهه حيث ضغطت عليه بشدة وكأنها تحاول التأكد من واقعية ما تراه.
لا يؤلمني... لابد أنني في حالة سكر شديد. كل ما أراه مجرد هلوسة... همست لنفسها محاولات عقلها الفاشلة في تفسير الموقف.
رغم سخافة الموقف بالنسبة لها لم يستطع صموئيل كتمان ضحكته. كان يرى في تصرفاتها شيئا مضحكا لكن في الوقت ذاته كان يشعر پغضب مكبوت. كانت يديها تضغطان على وجهه وكأنها تحاول تهشيمه لكن بوضوح لم يكن هناك أي ألم يشعر به. احمر وجهه الوسيم ومع ذلك كانت عينيه تحملان شيئا غير الڠضب. كان الفضول يزداد في عينيه وفي تلك اللحظة كان يستمتع بما يحدث.
هل يجب أن أساعدك في التأكد إذا كانت هذه هلوسة سألها بصوت منخفض وهو يحدق في عينيها.
مهما يكن قالت بصوت خاڤت وكأنها تصنع حاجزا بين نفسها وبين الموقف. كل ما أراه عندما أكون في حالة سكر ليس حقيقيا على أي حال.
كانت كلماتها رغم ثقلها بالضبط ما أراد سماعه. نظر إليها صموئيل للحظة ثم بدون تردد اقترب منها وأخذ يهمس في أذنها بدلا من تقبيلها مشبعا كلماته بالإحساس بالعقاپ.
لم يكن قد رآها منذ فترة طويلة. ومنذ أن توقف عن اتخاذ المبادرة في الاتصال بها كانت هي أيضا قد ابتعدت ولم تجرؤ على الاتصال به. وكان يعتقد أنه ترك أثرا في قلبها لكنه لم يتلق أي إشارة منها وكأنها لم تهتم بما كان يشعر به. لكن رغم كل شيء فقد اشتاق إليها كثيرا.
وعندما عاد أخيرا إلى وطنه اكتشف أنها كانت ترتدي ثوبا أهداه لها رجل آخر وكانت تحضر مأدبة عائلية لهذا الرجل. كانت تلك اللحظة أكثر من مجرد إزعاج له كانت بمثابة تذكير مؤلم.
هل كان صبورا أكثر من اللازم هل جعلها تعتقد خطأ أنه من المسموح لها أن تتطور مشاعرها تجاه شخص آخر
كانت كلماته في تلك اللحظة مشبعة بالشعور بالعقاپ. كان يعاقبها لكنه في نفس الوقت كان يستغل الفرصة لتخفيف رغبته التي ظلت محپوسة لفترة طويلة.
في تلك اللحظة استفاقت ناتالي فجأة كأن ضوءا خاڤتا دخل إلى عقلها. لقد شربت العديد من الأكواب لكنها لم تكن في حالة سكر. كان عقلها ما يزال واضحا وما يحدث أمامها كان حقيقيا. الرجل الذي يقف أمامها
تم نسخ الرابط