رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 759 إلى الفصل 761 ) بقلم باميلا

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين حصريا على جروب روايات على حافة الخيال 
إظهار القائمة
الفصل 759 عنيد
السيد جيل لم يمهل توماس فرصة لإكمال حديثه أغلق جيل المكالمة ببرود. 
تغير مظهر توماس بالكامل خلال أيام معدودة. كان ذلك الرجل الأنيق والمتحضر قد تحول إلى شخص أشعث ومرهق. شقت التجاعيد طريقها إلى جبهته وزوايا عينيه وتخلل الشيب شعره الأسود ليبدو كرجل تجاوز السبعين رغم أنه لم يتجاوز الخمسينيات. 

ارتجفت يده وسقط الهاتف من بين أصابعه على الأرض محدثا صوتا حادا كأنما يعكس اڼهيار عالمه الداخلي. كان الخۏف يسيطر عليه تماما وكأنه ثقب أسود يبتلعه بلا رحمة. 
الملك قرر أن توماس وشركته لم يعودا يستحقان الجهد. لم يكن الأمر خوفا من توماس أو قوته بل مجرد كسل واحتقار. التحذير الأخير الذي نقله جيل كان كافيا لتهشيم روح توماس. 
رأى توماس بنفسه الأشخاص الذين أجريت عليهم الأبحاث. مجرد تخيله لمعاملة مماثلة كان كافيا لسحقه. 
جلس وحيدا في غرفة المعيشة الفارغة عاقدا رأسه بين يديه. بصوت متهدج كأنه يحدث نفسه قال كان لدي مستقبل مشرق منذ أيام فقط. كيف انتهى بي الحال هنا 
في مكان آخر كانت ناتالي منشغلة بتعقب يارا. 
أرسلنا العديد من الأشخاص للبحث عنها يا رئيسة ولكن لم يظهر لها أثر. وكأنها اختفت تماما أفاد ياندل. 
عبست ناتالي بجدية وأجابت هناك من يدعمها بالتأكيد. استمروا في البحث حتى نجدها. 
مفهوم! 
أغلقت المكالمة وبدأت تمشي ذهابا وإيابا على الأرض غارقة في تحليل الموقف. كانت منشغلة لدرجة أنها لم تلحظ أنها حافية القدمين. 
عندما دخل صموئيل رأى ناتالي واقفة هناك بثوب نوم أبيض. كان ضوء القمر يتسلل عبر النافذة ليغلفها بتوهج فضي مما أضفى على ملامحها رقة وسحرا خاصين. 
رموشها الطويلة تتحرك بخفة وعيناها الداكنتان تبدوان عميقتين ممتلئتين بالتفكير. أما قدماها العاريتان بأصابعها الناعمة فكانت تضيف لمسة من العفوية والجمال إلى المشهد. 
وقف صموئيل صامتا للحظة ثم اقترب منها بهدوء. شعر بالقلق من حركتها المستمرة. مد يده وأمسك بكتفها بلطف. 
انتبهت ناتالي فجأة والتفتت نحوه. صموئيل 
قال بصوت هادئ لكن بنبرة مليئة بالعتاب لماذا تمشين حافية القدمين على الأرض الباردة ماذا لو أصبت بنزلة برد 
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت أنا طبيبة. لا أعتقد أن نزلة برد بسيطة ستتغلب علي. 
أجابها بثبات هذا ليس عذرا. عليك أن تهتمي بنفسك أكثر. 
أومأت ناتالي برأسها دون جدال. جلست على السرير بجواره وقالت أنا فقط منشغلة بالتفكير في يارا. يبدو أن الأمر أكبر مما كنا نتخيل. 
ربت صموئيل على يدها وقال ستجدينها. استمري بالتركيز وسأكون هنا لدعمك دائما. 
شعرت ناتالي بالطمأنينة في وجوده وأخذت نفسا عميقا قبل أن تقول شكرا لك
تم نسخ الرابط