رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 765 إلى الفصل 767 ) بقلم باميلا

موقع أيام نيوز

تبادل الجميع نظرات صامتة. في تلك اللحظة، شعروا بشيء غريب في الهواء، كما لو أن ياندل كان يتحدث عن شيء أكبر من مجرد مكان. لقد كان يتحدث عن نفسه، عن ماضيه، وعن ألمه الذي تركه وراءه في تلك الأراضي البعيدة.

في غياب ناتالي، كان ياندل شخصًا مختلفًا، سريعًا في اتخاذ القرارات وفعالًا في العمل. لكن في وجودها، كان يظل يقاوم ما يشعر به، وكأن شيئًا ما في حياته قد تغير بسبب وجودها. لم يتحدث أبدًا عن ماضيه، وكان يتصرف كما لو أن حياته كانت تدور حولها وحول عملهما معًا. كان هذا التصرف أشبه بشهادة على چرح قديم، أو ربما صراع داخلي لا يريد مواجهته.

أخذت ناتالي نفسًا عميقًا قبل أن ترفع كأسها بابتسامة دافئة: "ربما كان القدر هو الذي جمعنا هنا، وأنا حقًا محظوظة أن أكون جالسة معكم جميعًا. دعونا نستمتع بهذه اللحظة ونترك كل همومنا خلفنا." كانت كلماتها تنضح بالهدوء، كأنها تدعو الجميع إلى النسيان ولو لفترة قصيرة من الزمن.

انتقل المزاج الجيد الذي بثته ناتالي إلى الجميع. بدأوا يضحكون، ويشربون معًا، وينغمسون في حديث خفيف. شراب لوانج كان لذيذًا حقًا، وكان كل رشفة منه تشعرهم بأن الحياة أكثر بهجة، رغم أنها كانت لحظة عابرة.

لكن الزجاجة كانت واحدة فقط، ولم تكن كافية إلا لأربع كؤوس. بعد أن انتهوا منها، أشار ياندل إلى النادل مجددًا ليطلب المزيد، وهو يحس بتلك اللحظة التي يريد أن يستمر فيها الوقت.

مرت ساعات، وكان الأربعة يستمتعون بكل لحظة. كانت ناتالي مستلقية على الأريكة في البار، يعلو وجهها احمرار طفيف من تأثير الشراب، ومع ذلك كانت مبتسمة، ممسكةً بزجاجة فارغة بالقرب منها.

وفي تلك اللحظة، اهتز هاتف ناتالي فجأة.  

"يا رئيس، هاتفك يرن." نادى ياندل وهو يراقبها بفضول.

كانت ناتالي في حالة من الارتباك بسبب تأثير الشراب، لذا تجاهلت كلامه وغمضت عينيها للحظات، محاولة استعادة توازنها.

لكن ياندل، الذي كان قد شرب أكثر مما ينبغي، نظر إلى شاشة الهاتف دون أن يتفحص اسم المتصل قبل أن يجيب.

"مرحبًا، من المتصل؟ الشخص الذي تريد التحدث إليه نائم بجواري. سأمرر له الرسالة حين يستيقظ..." كانت كلماته غير متوقعة، ومع ذلك كان هناك شيء غير عادي في صوته.

على الطرف الآخر من الهاتف، ساد صمت غريب، ثم جاء الصوت الهادئ المليء بالټهديد: "هل هي نائمة بجانبك؟"

كان الصوت ينتمي إلى صموئيل، وكان يحمل شحنة من الڠضب تجعله يرتجف من الداخل. شعر ياندل كأن سيفًا باردًا ضغط على عنقه. أدرك في لحظة أنه إذا أخطأ في كلمة واحدة، سيكون الثمن فادحًا.

"صموئيل باورز؟" همس ياندل، وقد شعر بالتوتر يتسلل إلى قلبه.

"نعم، ياندل. لماذا لا تكرر ما قلته لي للتو؟" جاء السؤال بصوت قاسٍ، وكأن المتصل على الطرف الآخر مستعد للانقضاض عليه.
هذا لينك صفحتي التي يوجد عليها الرواية الاب الغامض لاربعة اطفال كاملة من الفصل الاول الى اخر فصل تم نشره. ويوميا هنزل منها عشرين فصل 

https://pub2206.ayam.news/676158
اضغط على اللينك لتظهر لك كل فصول الرواية.

الفصل 768 ل الفصل 770

https://pub2206.aym.news/718843

 

تم نسخ الرابط