رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 996 إلى الفصل 998 ) بقلم باميلا

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين حصريا على جروب روايات على حافة الخيال
الفصل 996
جلست ناتالي بصمت على المكتب نظراتها تائهة وملامحها متحفظة وكأنها كانت تستعد لمواجهة شيء أكثر من الألم الجسدي.
قال صموئيل بصوت منخفض وعميق يفيض بالسيطرة والاهتمام سأجلب مجموعة إسعافات أولية لعلاج چرحك.

أومأت ناتالي برأسها بخفوت وهمست ممم. كانت يداها مطويتين حول نفسها وكأنها تحتفظ بحرارة وجوده قريبا. ورغم كل الأدلة التي تشير إلى أن الرجل أمامها قد لا يكون صموئيل الذي تعرفه إلا أنها كانت تحمل يقينا داخليا عميقا.
لا أحد في هذا العالم يمكنه معاملتي بهذه الطريقة فكرت في صمت بينما كانت عيناها تلاحقانه بخفة حتى غاب عن الأنظار.
عاد صموئيل بسرعة حاملا حقيبة إسعافات أولية في يده. جلس أمامها جاذبا إياها بلطف أقرب إليه ثم أخرج مقصا وقص كمها بعناية ليكشف عن الچرح التقط قطعة من الشاش وضغط بها على الچرح بحرص وكأن لمساته كانت تعد وعدا صامتا بحمايتها.
هل يؤلمك سأل وعيناه مشدودتان على كل حركة صغيرة.
هل لا تشعر بالدفء وأنت ترتدي هذا القناع سألت ناتالي بضحكة خاڤتة محاولة كسر التوتر.
أجاب بصوت ثابت لا على الإطلاق. وإذا كان يؤلمك ما أفعله فسأكون أكثر لطفا.
ابتسمت ناتالي وانحنت زوايا شفتيها بلطف ولكن عينيها كانت تحملان شرارة لا يمكن إخفاؤها.
بعد أن انتهى من علاجها نظر إليها باهتمام وقال ما الذي أردت أن تخبريني به
سحبت ناتالي أنفاسها وقالت بابتسامة ساخرة أردت أن أخبرك أنني لم أعد بحاجة إلى حمايتك بعد الآن.
تحولت نبرته إلى برودة حادة ورد بصرامة أنت مچروحة ومع ذلك تتحدثين بثقة أنك لا تحتاجين إلي. هل تعتقدين أن هذا هو الوقت المناسب لقول ذلك حالتك الحالية تجعلني أكثر قلقا فقط.
انحنت ناتالي قليلا وكأنها تقبل نقده ثم تمتمت ربما أنت محق... أنا مخطئة لأنني لم أعتن بنفسي جيدا. لكن لا تقلق لقد وجدت شخصا يمكنه حمايتي. إنه اللواء العام لمدينة لوانج جيروم وهو رجل ذو مستقبل مشرق.
تغيرت أجواء الغرفة فجأة. خلف القناع الفضي عبست ملامح صموئيل الوسيمة وانخفضت درجة حرارة الغرفة وكأنها انعكاس لغضبه الداخلي. الهالة الباردة التي أحاطت به أصبحت أشد وضوحا.
لاحظت ناتالي ذلك لكنها تجاهلت التحذير. كان هذا ما أرادته. كانت ترد الدين لصموئيل بنفس الطريقة التي جعلها تشعر بها حينما تآمر مع لونا ضدها.
تابعت ببرود متعمد جيروم كان حبيبي منذ الطفولة. كانت علاقتنا عميقة وخاصة بعد قبلتنا الأولى في غرفة الهروب. تأكدت حينها من مشاعري تجاهه. إنه من اختارني ولن يكون سعيدا إذا اقتربت مني.
قبل أن تنهي جملتها ضړب صموئيل المكتب بيديه حاصرها بين سطح المكتب وجسده. كان الڠضب يتصاعد منه لكنه ظل مسيطرا على نفسه يتحدى كلماتها بالصمت.
رغم اقترابه المخيف زادت ناتالي الوضع سوءا بقولها ألا تفهم يجب أن تبتعد عني حتى لا يغضب جيروم.
لكن صموئيل لم يتحرك. بل على العكس اقترب أكثر ونفذت أنفاسه الساخنة إلى بشرتها مما جعل أجواء الغرفة مشحونة بالكهرباء.
آه... تأوهت ناتالي بصوت منخفض ثم وضعت يدها على الچرح متظاهرة بالألم. لقد آذيت چرحي!
انحنى صموئيل على الفور لتفحص الچرح بقلق محاولا التأكد من حالتها. استغلت ناتالي تلك اللحظة لتتسلل يدها إلى القناع الذي يخفي وجهه وأزاحته بخفة.
عندما شعر صموئيل بالهواء يلامس وجهه أدرك ما حدث. حدق في ناتالي بعيون مليئة بالڠضب والدهشة بينما كانت تمسك القناع الفضي بيدها.
ابتسمت ناتالي بمكر وقالت الآن هل أناديك بصموئيل...
تم نسخ الرابط