رواية انا لها شمس(الفصل الخامس والاربعون) الفصل 45 بقلم روز امين

موقع أيام نيوز

يعمل إيه وإنت في قرية حجمها محدود وهو دارس مخارجها ودواخلها كويس قوي
نطقت بشهقات قطعت بها نياط قلبه 
ما أنت مراقبه وعارف كل تحركاته هو وإخواته
بسطت عزة ذراعها لتربت على كتفها بمؤازرة لينطق هو مفسرا علها تقتنع 
مراقبه هو يا حبيبي لكن إيه اللي يضمن لي إنه مش مأجر حد يراقبنا من بعيد ويستغل الفرصة اللي سيادتك عاوزة تقدميها له على طبق من دهب 
رفعت كفيها لتجفف دموعها پعنف وهي تسأله بحدة وكأنها لم تستمع لكلماته الأخيرة 
من الأخر كده يا فؤاد هتوديني ولا لاء 
نظر لها لتتقابل أعينهم وهم يتبادلون نظرات التحدي لينطق بصرامة 
مفيش سفر لكفر الشيخ قبل الولادة يا إيثار
واسترسل سريعا وهو يشير بسبابته 
وده علشان خاطر تزوري قبر عمي غانم الله يرحمه وبس
وتابع بغيرة تنهش داخل قلبه كلما تذكر أنها قضت بتلك البلدة سنواتها الفائتة وتزوجت من غيره وعاشت ببيته الملعۏن وداخل أحضانه لسنوات 
لولا كده كان لايمكن أسمح بإنك تنزلي البلد دي تاني إلا على چثتي  
رفعت رأسها بشموخ وتحدثت 
تمام ممكن تطلعوا بره إنتوا الإتنين علشان تعبانة وعاوزة أنام
قالت جملتها لتمدد جسدها فوق الفراش من جديد وتسحب الغطاء حتى دفنت رأسها تحته نظر إلى عزة وهز رأسه يمينا ويسارا بإحباط لتنطق وهي تجذب الغطاء لتكشف وجهها 
قلبتوا دماغي ونستوني أنا كنت جاية في إيه
واسترسلت 
قومي يلا علشان تفطري الباشا الكبير والدكتورة مستنينكم على الفطار تحت
جذبت الغطاء من يدها لتنطق بحدة وهي تعيد تغطية وجهها من جديد 
قولت لك تعبانة وهنام
كادت أن تتحدث فأشار لها فؤاد وتحدث بهدوء 
إنزلي وإحنا هنحصلك يا عزة 
تنهدت بأسى لتنطق وهي تتحرك للأمام
أوامرك يا باشا
أخذ نفسا عميقا ثم تحرك ليجاورها الفراش ثم سحب الغطاء ليتفاجأ بدموعها التي تسيل على الخدين كشلالات ليسألها بنبرة حزينة 
ليه يا بابا دموعك دي ليه بتعملي كده في نفسك وفيا! 
شهقت لتنطق بحدة ونبرة ساخطة 
مش عارف دموعي دي ليه بجد دي دموع قهر على حالي واللي وصلت ليه معاك
اتسعت عينيه ذهولا لتتابع هي پألم 
من يوم جوازنا وإنت قاصد تفرض رأيك وهيمنتك عليا في كل شئ يخصني  شغلي خروجي حتى أكلي عامل لي بيه قايمة ممنوعات ومديها لسعاد بتنفذها بدون نقاش  كل ده ليه  علشان ولادك! 
طب وأنا... نطقتها پغضب حاد وهي تشير على حالها...أنا راحتي فين كياني واستقلاليتي فين يا فؤاد! 
لم يستوعب كم الإتهامات الباطلة التي تلقيه بها بهتانا لينطق مذهولا 
ياه يا إيثار إنت للدرجة دي شيفاني شخص ديكتاتور وظالم! 
أشاحت بوجهها بعيدا عن عينيه لتتنهد ثم نطقت بصوت مټألم شطر صدره لنصفين 
أنا تعبانة ومحتاجة أنام ياريت تطفي النور وتدخل تلبس جوه لأن أعصابي تعبانة ومش هتحمل إضاءة جنبي
حاول بسط ذراعيه كي يجذبها لأحضانه عله يساعدها على الاسترخاء لكنها صدته سريعا ووالته ظهرها بحدة أظهرت كم ڠضبها منه ليزفر بضيق من حاله قبلها هب واقفا ليطفئ لها الأنوار ويختفي خلف باب الحمام كي يحصل على حمامه الدافئ اليومي ثم خرج بعد قليل ليرتدي ثيابه ويقوم بصلاة الضحى قبل أن يتجه صوب فراشها وقف يتطلع على ملامحها وهي غافية وقلبه يتألم لحالها لم يوافقها على چنونها ذاك وبالتأكيد لن يرضخ لتنفيذ طلبها ليس تعنتا كما تظن هي بل خوفا وړعبا عليها وصغيراه اللذان لم يرا الدنيا بعد لم ولن يسمح لها ولا لحاله أن يمس طفليه بسوء ويحزن بل ويؤلم قلبي والداه حيث أصبح شغلهما الشاغل هو انتظار قدوم مولودي نجلهما بفارغ الصبر
هز رأسه بيأس وتحرك نحو مرآة الزينة إلتقط ساعة يده وارتداها لتزيد من أناقته المعتادة وأمسك قنينة عطره الرجولي لينثر منه على عنقة وذقنه ليضعها من جديد وتطلع على حاله بنظرات خاطفة قبل أن يحمل حقيبته الجلدية ذات اللون الأسود والتي يحتفظ بأوراق عمله داخلها ويتركها أمامها دون خوف من تكرار الماضي اللعېن هو سلم لها روحه وانتهى الأمر بعدما تيقن من طهارتها ونقائها ألقى عليها نظرة وكاد أن يخرج لكنه لم يقوى دون توديعها ككل يوم ساقته قدميه ليتجه صوب الفراش مال عليها بطوله الفارع ليلثم شفتها السفلى في قبلة سريعة نعم لكنها شغوفة حنون مسح على جبينها بنعومة ليهمس أمام وجهها باعتذار 
أنا أسف
قالها وتنفس بصوت مسموع ليخرج على عجالة كي لا يتأخر على موعد عمله استمعت إلى صوت خاڤت لغلق الباب ففتحت أهدابها لم تكن غافية وتعلم أنه تيقن من ذلك لذا تأسف لها  أجهشت پبكاء مرير وغصة مرة توقفت بمنتصف حلقها تعلم أنه محق بشأن مخاوفه المشروعة على جنينيه لكنها اشتاقت لرؤية لحد أبيها تريد الجلوس بحضرة روحه الطاهرة كي تطمأنه عن حالها وأنها أصبحت بخير اشتاقت لان تتحدث معه وقد أوصلها حثها أنها لو جلست أمام قپره وتحدثت سوف تشعر بالأرتياح لذا هي مصرة على الذهاب إشتاقت أيضا لرؤية شقيقاها وأنجالهما ووالدتها وتلك ال نوارة ذات القلب النقي فبرغم ضراوة قسوتهم عليها إلا أنها لم تكن يوما بكارهة لهم يراودها شعورا يلح عليها بإرجاع الحق لأهله كي تستريح ويهدأ ضميرها يعتريها ړعبا من إقبالها على الولادة قبل عودة الحق لاصحابه  تريد تخليص روحها من جميع القيود قبل دخولها بعملية الولادة تحسبا لۏفاتها أثناء الولادة فلو لا قدر الله توفت تكون قد سددت جميع ديونها الدنيوية إنها معضلة لكنها متأكدة بأن فارسها يستطيع فكها لكنه يتبع معها إسلوب التعنت هذا ما استشفته من حديثها معه               
بالأسفل  ولج لغرفة الطعام بوجه صارم يتطلع على والديه وهما يتناولان فطورهما قبل أن يذهبا كل منهما على وجهته لينطق هو بجدية 
صباح الخير
رد والداه التحية ليتحدث وهو يبحث بعينيه عن الصغير 
أمال فين يوسف 
أجابه علام بابتسامة ترتسم على محياه كلما أتت سيرة ذاك الصغير الذي استحوذ على جزءا ليس بالقليل من قلبه واهتمامه 
فطر معانا وعزة عملت له السندوتشات بتاعته وخرجته للباص بنفسها 
هز رأسه بتفهم  نظرت له والدته متعجبة نزوله لحاله دون زوجته ك كل يوم  فمنذ إنتقال فريال وزوجها وأولادها للعيش بمنزلهم الجديد وهي تحضر معهما الفطار اليومي كي لا تشعرهما بالوحدة وفقدان مكان ابنتهما الحبيبة لذا سألته عصمت باهتمام
فين مراتك يا حبيبي!
نطق وهو يجذب مقعده ويجلس فوقه باستسلام 
تعبانة شوية ونايمة
بلهفة سألته 
تعبانة إزاي يا فؤاد لو حاجة تخص الحمل هتصل بالجامعة وأخد أجازة وأوديها للدكتورة بتاعتها تعمل لها سونار ونتطمن على الاولاد 
تنهد بضيق ظهر فوق ملامحه ولن يخفى على والداه لينطق وهو يبتلع الطعام بمرارة 
مش مستاهلة دول شوية إرهاق ولما تنام هتصحى كويسة إن شاءالله 
مالك يا فؤاد...جملة قالها علام كي يطمئن على نجله لينطق الأخر بتهرب
مفيش يا باشا سلامتك
نطق الأخر ساخرا 
مفيش إيه يا حبيبي بوشك الكشر ده 
نظر إلى أبيه ليتابع علام بنبرة ساخرة 
قول يا حبيبي قول وفك عن نفسك
وكأنه كان ينتظر الإشارة لينطق بنبرة خرجت حادة رغما
عنه 
الهانم
تم نسخ الرابط