رواية انا لها شمس(الفصل الخامس والاربعون) الفصل 45 بقلم روز امين

موقع أيام نيوز

عاوزة تروح كفر الشيخ قال إيه عاوزة تزور قبر بباها وترجع لاخواتها عقد الأرض والبيت
سألته عصمت بجبين مقطب لعدم علمها بقصة الأرض والمنزل 
عقد إيه ده يا فؤاد! 
اجابها باقتضاب 
بباها الله يرحمه كان كاتب لها كل اللي يمتلكه علشان يحميها هي ويوسف ويمنع أمها واخواتها من رفع قضية ضم حضانة الولد 
تفهمت لتهز رأسها بهدوء فسأله علام مستفسرا 
وإنت قولت لها إيه 
رفضت طبعا...نطقها بثبات وقوة ليتابع بحسم 
أمانها هي وولادي أهم من أي حاجة في الدنيا 
تنهد علام لينطق برزانة وتعقل 
بس هي من حقها تشوف أهلها يا فؤاد
استمعوا لصوت تلك التي ولجت للتو من الباب لتتحدث وهي تحمل دورقا زجاجيا ملئ بعصير البرتقال الطازج واستمعتهم بالصدفة وكعادتها الثرثارة تدخلت بالحديث 
لا يا باشا متأخذنيش في الكلام فؤاد باشا عنده حق اللي اسمه عمرو واهله دول مجرمين ومبيخافوش ربنا
واسترسلت تستعرض قوة وجبروت إجلال لعدم علمها بالتطورات الأخيرة التي حدثت ولم تمدها بها نوارة كالعادة 
إمه دي ست قادرة والبلد كلها خدامين تحت رجليها ومش بعيد لما تعرف إن إيثار في بيت أهلها تبعت لها ناس يأذوها هي واللي في بطنها
وتطلعت إلى عصمت التي تلون وجهها بعدما هربت منه الډماء هلعا على أحفادها الغوالي لتتابع وهي تشيح بكفيها بطريقتها المعتادة
دي نوارة مرات أخو إيثار كانت بتحكي لي عنها حكايات تشيب طب دي في مرة...
قاطعها صوت فؤاد الصارم الذي سأم ثرثرتها وأراد ان يوقفها في الحال
عزة مش وقتك إتفضلي على المطبخ وعلى الساعة عشرة تطلعي لها فوق وتصحيها علشان تنزل تفطر
وأشار بتأكيد
لازم تاكل كويس وتاخد الفيتامين مفهوم 
هزت رأسها عدة مرات متتالية لتنطق مرددة
مفهوم مفهوم يا باشا
وانصرفت وهي تهمس ببرطمة
يا ساتر على قلبتك دي بنت منيرة الله يكون فى عونها منك الراجل عليه قلبة تقطع الخلف  الحمدلله إني مقررة من زمان إني مخلفش  وإلا كانت تبقى مصېبة
أما علام فسأله بعقلانية 
هتعمل إيه يا فؤاد 
رفع كتفيه وتحدث وهو يمسك بكأسه الزجاجي الفارغ ويقدمه نحو والدته التي بدأت بسكب بعض العصير الطازج له 
هخلي المحامي يكتب عقد تنازل وتمضي هي عليه وأبعته مع السواق
نطق والده بقلب لين
طب ومراتك يا ابني  دي ممكن تزعل جدا والدكتورة قالت إن الزعل غلط عليها
هتفت عصمت متبنية قرار نجلها الحكيم 
مراته هتزعل لها يومين وفؤاد في الأخر هيعرف يراضيها يا علام إيثار طيبة وهتفهم وهتهدى مع الوقت أهم حاجة أمانها هي والأولاد
كان يستمع لحديث والديه بعقل شارد في حبيبته الشرسة يعرف أنها شرسة عنيدة لكنه يستطيع ترويضها بكل براعة  فهي أنثاه الطائعة المحبة حتى ولو جنت لبعض الوقت إلا أنها ستعود لرشدها سريعا وترتمي داخل ملاذها الأمن حضنه الدافئ
ارتشف أخر قطرات العصير ليقف يهندم من ثيابه وهو يقول 
موضوع إقناع إيثار هياخد وقته وفي النهاية هتهدى وتقتنع المهم عندي إن صحتها ما تتأثرش من الزعل
نطقت عصمت بهدوء لتريح قلب نجلها من ناحية حبيبته 
متقلقش يا حبيبي أنا قبل ما اتحرك على الجامعة هوصي عزة وسعاد عليها وكده كده فريال شوية وهتجيب فؤاد وتيجي لها  وانا لما أرجع هقعد معاها ومش هسيبها
أومأ لها وتحدث وهو يلتقط حقيبته 
أنا لازم اتحرك
نهضا والديه ليتحدث علام 
خدني معاك أنا كمان 
تحرك ثلاثتهم لتذهب عصمت إلى المطبخ قبل الذهاب كي تملي عليهم تعليماتها الصارمة بشأن إيثار وإدارة المنزل وتوجهت هي الأخرى للخارج ليفتح لها السائق باب السيارة وينطلق بطريقه إلى الجامعة. 
داخل إحدى المستشفيات العامة وبالتحديد داخل إحدى الغرف الخاصة  تحركت الممرضة إلى العسكري الواقف أمام الباب لحراسة المړيضة لتنطق الممرضة 
صباح الخير يا دفعة
صباح النور... نطقها بصرامة ليكمل حديثه الحاد 
تخلصي معاها وتطلعي فورا
أجابته بارتباك لصرامته الحادة 
حاضر
ولجت للداخل لتجد تلك المرأة فوق التخت المعد للمرضى فقد أجريت عملية لاستئصال الرحم بالأمس وتمت العملية بنجاح تحدثت الممرضة وهي تفرغ لها أنبول الدواء داخل المحلول المعلق 
عاملة إيه النهاردة
أجابتها سمية بصوت خاڤت وجسد واهن وملامح باهتة شاحبة كشحوب المۏتى 
تعبانة بقول لك إيه
نطقت الأخرى بتمعن 
قولي
لتتابع الأخرى بعرض حقېر كحقارتها 
أنا عندي فلوس كتير شيلاها في مكان محدش يعرفه غيري  لو ساعدتيني أهرب من هنا هديكي نصهم
واسترسلت كي تزرع الطمع بقلبها 
الفقر هيفارقك عمرك كله ومش هتشوفي خلقته تاني
تطلعت عليها الممرضة قبل أن تنطق بجدية 
أنا هعتبر اللي سمعته ده من تأثير البنج عليك ومش هبلغ بيه العسكري  بس لو كررتيه تاني هتضريني أبلغ الظابط بنفسه
كادت أن تذهب لتتمسك الأخرى بكفها مستعطفة إياها وهي تتمسك بفرصتها الأخيرة للنجاة 
أبوس أيدك ساعديني  أنا لو خرجت من هنا على السچن هيعدموني 
وتابعت بزيف كي تستجدي تعاطفها 
بنتي اللي عندها خمس سنين ذنبها إيه تتيتم في السن ده
جذبت الممرضة كفها بقوة لتنطق بنبرة جادة 
بنتك دي كان لازم تعملي حسابها قبل ما تعملي عملتك وتقتلي الست المسكينة  واللي بردوا عيالها اتيتموا واتحرموا من امهم بسببك
واسترسلت وهي تهز رأسها بأسى
كل واحد لازم يدفع تمن أخطاءه علشان الكل يتعظ 
تركتها وأغلقت خلفها الباب لتسبها الأخرى بألفاظ نابية وهي ترمق الباب بنظرات ساخطة 
                       
داخل منزل عمرو كان اليوم الموعود الذي انتظره كثيرا حيث اليوم هو اليوم الأخير لخروج الأثار من المقپرة حيث وصل الرجال بالحفر للبوابة واليوم ستفتح البوابة ويخرجوا منها القطع الأثرية النادرة على أمل أن يسلمهم إياها ويقوم الرجل بخطڤ إيثار والصغير ويتبني سفرهم عبر البحر كما أوهمه كان يتناول الطعام مع حسين الذي وجد عملا مناسبا في إحدى الشركات وتم توظيفه بشهادته الجامعية بمرتب ضئيل لكنه اكتفى به كبداية لطريق الكسب الحلال أقدم عليهما طلعت الذي تحدث بنبرة جادة 
أنا رايح أتابع الرجالة يا عمرو  وإنت استريح في البيت النهاردة 
وقف عمرو لينطق باعتراض 
مينفعش يا طلعت أنا لازم أكون موجود عند التسليم
أنا ورأفت صاحبك هنكون موجودين...قالها في محاولة منه لاقناعه ليتابع بزيف 
وبعدين المفروض إنك الكبير بتاعنا  عمرك شفت كبير بيروح يسلم البضاعة بنفسه  زي ما الخواجة قاعد في مكتبه مستريح  إنت كمان تقعد هنا زي الباشا 
رفع عمرو قامته للأعلى مستحسنا فكرة شقيقه التي جعلته يشعر بالتفاخر بحاله ليسترسل طلعت كي يبعد عنه أية شبهة 
امال الفلوس هتستلمها إزاي يا عمرو 
اجابه الأخر بمراوغة 
هستلمها من الخواجة في مكتبه يا طلعت أنا متعود معاه على كده
كڈب عليه بالحديث فتلك هي المرة الأولى في التعامل بينهما وأيضا وعلى حسب الإتفاق أنه لن يستلم نقودا بل سيسدد له خدمة إختطاف إيثار ونجله مقابل تخريجه للأثار نطق حسين متوسلا لشقيقيه 
بلاش المشوار ده أنا مش مطمن خلينا نمشي في السليم علشان ربنا يسترها معانا
أشار له طلعت على الصحن المتواجد أمامه وهو يقول 
خليك في الطعمية السخنة وكلها قبل ما تبرد يا حسين
واسترسل بنبرة حادة 
وياريت كمان تخليك في حالك
كالعادة هز رأسه مستسلما واكتفى بالصمت المخزي لينطلق طلعت بسيارته التي ابتاعها له
عمرو وتوجه إلى
تم نسخ الرابط