رواية انا لها شمس(الفصل الخامس والاربعون) الفصل 45 بقلم روز امين
عنيا من جوه
واسترسلت وهي تسأله بتعجب لهيأته
إنت كويس يا باشا!
هز رأسه دون حديث واكمل طريقه بالصعود تحت استغراب عزة لحالته تلك ولج لجنحه ليجدها تجلس بمقعدها أمام المرآة ترتدي مئزر الحمام وتكشف عن ساقيها لتضع عليهما بعض كريمات الترطيب وتقوم بتدليكها على الجلد إقترب عليها ليستند بكفيه على كتفيها ومال ليضع قبلة على وجنتها لكنها باغتته بابتعادها بحركة عصبية ليزفر بقوة وينتصب بظهره من جديد وهو ينطق بنبرة أظهرت كم تأثره من ابتعادها عنه
لم يجد منها سوى الصمت ومتابعة ما تفعل متجاهلة وجوده تماما لينطق بنبرة حادة بعض الشئ
مهي دي مش عيشة يا إيثار مش كل ما هنختلف مع بعض هتتقمصي زي العيال الصغيرة
تطلعت إليه ونطقت بسخرية وتهكم
وسيادتك بقى عاوزني اتصرف إزاي لما أزعل منك أقدم لمعاليك فروض الطاعة والولاء!
ولا ألبس لك أشيك لانچري عندي وأكتر لون بتحبه وأقدم لك نفسي زي الجواري علشان الباشا يتكيف وينبسط
إشمئز من حديثها ليصيح بها بحدة
إيه القرف اللي بتقوليه ده هي دي طبيعة حياتنا يا إيثار!
هو ده اللي بينا من وجهة نظرك لانچري ونوم مع بعض ووقت أتكيف فيه!
وإنت بقى شايفها إزاي يا سيادة المستشار قولي على حاجة واحدة بس مشتركة بينا غير الموضوع ده
أشار لها بحدة وعينين تطلقان سهاما ڼارية لينطق بقوة أرعبتها
مش هحاسبك على كلامك الفارغ ده الوقت لأنك مش في وعيك وباين قوي إن أعصابك تعبانة
واسترسل متوعدا
همست بصوت خاڤت
أعلى ما في خيلك إركبه
هتف بحدة جعلت جسدها ينتفض
علي صوتك وسمعيني بتقولي إيه يا مدام
صاحت باستياء
بكلم نفسي ولا ممنوع ده كمان!
أجابها بقوة ولهجة حادة أظهرت ديكتاتوريته التي يمارسها بين الحين والأخر
أه ممنوع عاوزة تكلمي نفسك يبقى في سرك يا هانم
وبالنسبة للكحة والعطس جنابك مسموح بيهم ولا أعملهم فيبريشن
كظم ضحكاته على هيأتها وكلماتها الساخرة ليستدير مواليها ظهره كي لا ترى ابتسامته وهو يقول
يكون أفضل
اتجه إلى الحمام ليأخذ حماما دافئا على عجالة وخرج مرتديا بنطالا قطني باللون الأسود وصدره عاري كما عادته وجدها تجلس فوق الأريكة تربع ساقيها وتضع فوقهما وسادة صغيرة موضوع عليها جهاز اللاب توب الخاص بها تتصفح من خلاله أحد تطبيقات التواصل الإجتماعي كي تمرر وقتها العصيب زفر بقوة وجذب حقيبة عمله ليجلس فوق الفراش ويخرج بعض أوراقه الخاصة ليعمل ولأول مرة من داخل غرفة النوم كي لا يتركها وحيدة فريسة للحزن ينهشها.
استطاع العمال إخراج جميع القطع الأثرية وتسلمها رجال المهرب الأجنبي ليسلم الوسيط حقيبة المال إلى طلعت كما اتفق معه سابقا بعدما استطاع إثبات حاله وجدارته في إدارة العاملون مما نال من استحسان الخواجة والوسيط واتفق طلعت معهما بأخذ المال واقناع شقيقه وفي الحقيقة هو كاذب وقام بخداع الطرفين وسيأخذ المال لنفسه ويبدأ به من جديد ولن يعود لمنزل عمرو مجددا تحدث الرجل بنبرة سعيدة
إستنى مني تليفون قريب علشان نتفق على العملية الجديدة
أكيد يا باشا أنا ورجالتي تحت أمرك...قالها للرجل الذي تحرك إلى سيارته ليفتح طلعت حقيبة السفر الكبيرة المليئة برزم الأوراق المالية التي تحمل عملة الدولار ليقترب عليه رأفت ويسأله بنظرات زائغة
إنت اتفقت معاهم على فلوس إمتى يا طلعت!
ده عمرو متفق معاهم على حاجة تانية خالص... قالها باستغراب وهو يرى الرجال التابعين للمهرب يرحلون بسياراتهم رباعية الدفع بعدما حملوا بضاعتهم لينطق طلعت بحدة
قصدك المصېبة اللي كان عاوز يوقع نفسه فيها تاني ويوقعنا معاه
وهتف بحدة لذاك الذي ابتلع لعابه
اللي أنا مستغرب له إنت يا رأفت إزاي توافقه على الجنان ده وإنت أكتر واحد إتأذى معاه المرة اللي فاتت ده انت اتحبست شهرين دوقت فيهم الذل على إدين رجالة المستشار
سأله رأفت بتلبك
إنت عرفت منين
أجابه
روحت للوسيط وسألته وعرفت منه كل حاجة واتفقت معاه ينسى الجنان ده كله وأخدت الفلوس وهديها لعمرو مش ده أحسن لصاحبك بردوا ولا إيه يا سي رأفت!
ارتبك رأفت وتحدث بنبرة صادقة
أنا حاولت كتير أمنعه وأعقله بس إنت عارف أخوك لما بيحط حاجة في دماغه مفيش مخلوق يقدر يخليه يغير رأيه
هز رأسه بإيماء ليخرج بعض الرزم المالية ويوزعها على الرجال كما اتفق معهم قبل سابق نظر للمال بشراهة قبل أن يغلق الحقيبة وهو يقول بعدما ابتعد عنه رأفت
أيامك الحلوة هترجع تزهزه تاني يا طلعت وأول حاجة هعملها من الفلوس دي أتجوز بت صغيرة تخلف لي الولد اللي هيورثني ويمد في إسمي
بالكاد أنهى جملته ليستمع الجميع لصوت سرينة سيارات الشرطة ورجالها التي هجمت على المكان وحاوطته من جميع النواحي بعدما تأكدوا من ابتعاد رجال المهرب كي يكملوا طريقهم وتتابعهم رجال الشرطة المتخفيين وعبر كاميرات المراقبة المزروعة بالطرق إنتفض قلب طلعت حين وجد كم الرجال الهائل الذين كانوا يتخفون خلف الجبال ينتظرون إشارة الھجوم وضع طلعت يده في جيب جلبابه وقبل أن يخرج سلاحھ استمع لصوت الشرطي عبر المكبر الذي امتزج مع صوت طلقات الڼار
مفيش داعي للمقاومة المكان كله محاصر أي حركة هنضرب في المليان
رفع كفيه للأعلى هو وجميع الرجال لېصرخ وهو يقول متنصلا
أنا برئ يا باشا ومليش ذنب ده شغل عمرو أخويا حتى إسأل الرجالة وصاحبه أنا كنت جاي أمنعهم من الجنان ده بس ملحقتش
نطق الضابط وهو يرى رجال الشرطة يلوون ذراعيه خلف ظهره ويضعون له الأصفاد الحديدية
الكلام ده تقوله في تحقيقات النيابة يا روح أمك
واسترسل
ولعلمك كل حاجة حصلت هنا متصورة صوت وصورة
نطق كلماته الأخيرة وهو يشير عاليا على أعمدة الإنارة المزروع بها كاميرات مراقبة بأمر من النيابة العامة لېصرخ طلعت كالمچنون
الله يخربيتك يا عمرو منك لله ضيعتني
تابعت الشرطة رجال الخواجة حتى وصلوا جميعهم إلى مقر الرجل وشركائه وتم القبض عليهم جميعا متلبسين بجرمه
أما بمنزل عمرو المتواجد بأحد الأماكن الجديدة كان عائدا من أحد مراكز التسويق الكبرى بعدما ابتاع بعض الملابس التي سيحتاجها له وإيثار ويوسف في خلال رحلتهم إلى فرنسا كما وعده الرجل تفاجأ بسيارتي شرطة تقف أمام منزله ليعود للخلف سريعا في محاولة منه للهرب مما جعل رجال الشرطة يلاحظون وبسرعة البرق انطلقت السيارتين خلف سيارته لملاحقته
ترى هل سيستطيع رجال الشرطة التمكن منه والقبض عليه
أم سيستطيع الفرار
إنتهى البارت
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين