رواية انا لها شمس(الفصل الخامس والاربعون) الفصل 45 بقلم روز امين

موقع أيام نيوز

سوهاج بعدما هاتف رأفت واطمئن على وجوده مع الرجال بداخل فندق بسوهاج ينتظرون قدوم الليل كي يذهبوا إلى موقع الحفر ليخرجا القطع الأثرية وتنتهى تلك المهمة الصعبة التي أرهقتهم وأخذت منهم الكثير من الوقت قضوه في هلع وترقب خشية هجوم أهل البلدة عليهم. 
                       
أما بمحافظة سوهاج وبالتحديد بإحدى المنازل المملوكة لأحد أكبر الباحثين عن الأثار والحفر عليها وبيعها للمهربين يترأس الجلسة المتواجد بها رفقائه بذاك العمل الغير أخلاقي والمخالف للقانون حيث أنهم ينهبون ثروات البلد ويساعدون على تهريبها للخارج مقابل مبالغ مالية طائلة لكنها لا تعني شيئا مقابل القيمة المادية والعلمية لتلك الأثار الفرعونية النادرة الوجود تحدث الرجل بثقة 
أنا جمعتكم النهاردة علشان أقول لكم إننا مش هنتدخل في موضوع الخواجة ماريو والواد بتاع كفر الشيخ وأخوه
هب أحدهم لينطق بصرامة واعتراض 
كلام إيه اللي بتقوله ده يا حاج عمران يعني عاوزنا نسكت بعد ما الواد ده اتعدى على الأصول ودخل بلدنا واتعدى علينا  ده لازم يتأدب هو والخواجة ويطلعوا الإتنين ملط من البلد
نطق رجلا أخر بحدة مماثلة 
أيوا يا حاج عمران  إحنا هنسيبهم لحد ما العملية تكمل ونهجم في اللحظة الأخيرة  ناخد الأثار والفلوس  و ان حد منهم اعترض طلقة بجنية تخرسه
نطق عمران الجالس بشموخ فوق مقعده المرتفع والذي يشبه مقاعد الملوك  ممسكا بكفه عصا فرعونية برأس ذهبية على هيأة ثعبان مخيف 
ده اللي كنا متفقين عليه وهنفذه بس العيون بتاعتي اللي بتراقبهم في الجبل لاحظوا إن مش عنينا إحنا بس اللي عليهم
تمعن الجميع منتظرين كلماته ليتابع بما أذهلهم 
الحكومة طلعت مرقباهم ولما عملت إتصالاتي بالناس الكبار بتوعنا إتأكدوا إن الموضوع كبير ويخص حيتان في البلد إحنا مش قدهم  والراجل بتاعي قالي إخفى من الموضوع خالص  علشان كده جمعتكم النهاردة قبل ما حد فيكم يتهور ويتحرك لوحده
تطلع الجميع لبعضهم وعقلوا الحديث واتفقوا على ألا يقتربوا من الجبل نهائيا اليوم ليتركوا الجميع كل للنهاية التي يستحقها. 
أتى الليل سريعا كان يتحرك في الحديقة ذهابا وإيابا ينتظر الأخبار بقلب حزين لأجل ذاك الصغير الذي أبتلي بهكذا أب تسوقه غرائزه الحيوانية ويتحرك بتهور دون حسابات خرجت إلى الشرفة كي تستنشق بعض الهواء  فمنذ ما حدث بينها وبين حبيبها في الصباح وهي تشعر بالإختناق والحزن يملؤ قلبها حزنا عميق وكأن شيئا ثقيلا يضغط على صدرها يكاد يزهق بروحها لا تدري مصدر ذلك الشعور كل ما تشعر به هو الحزن الذي يخيم على حياتها منذ الصباح باتت تدور بعينيها تتطلع على ما حولها لتلاحظ وجوده داخل الحديقة يبدو عليه هو الأخر الحزن والضيق تنفست بعمق فمنذ أن عاد من عمله عصرا وهي تتغاضى وجوده وتتلاشاه حاول مرارا أن يتحدث معها ويتفاهما لكنها رفضت بتعنت فابتعد كي لا يضغط عليها ويغضبها أكثر
خرج والده مصطحبا الصغير بكفه ليتجولا معا ويتفقدا زهورهما ليهرول الصغير باتجاه فؤاد وهو يصيح بصوته الطفولي الملئ بالحماس 
شرشبيل 
إلتفت لينظر إليه وبدون وعي منه اتسعت ابتسامته وهو يرى ذاك الصبي يناديه بلقبه التي أطلقته عليه فرسته الجامحة على الفور تذكر تلك الأيام الجملية مما خفف من ألم قلبه حمل الصغير وثبته داخل أحضانه وهو يقول 
أهلا اهلا بحبيب قلب شرشبيل
نطق الصغير وهو يملس على وجنته بأنامله الرقيقة 
أنا مش شفتك من ساعة ما جيت من المدرسة
اجابه بملاطفة 
ده علشان جنابك طافش من البيت وسارح ورا بيسان هانم طول اليوم
ضحك الصغير وتحدث 
أنا أكلت عندهم بيتزا وذاكرنا مع بعض ولعبنا كتير 
ابتسم بلطف واقبل على وجنته ليضع قبلة حنون بث من خلالها حبه وأسفه الشديد للصغير نطق بنبرة خرجت مټألمة 
أنا أسف يا حبيبي
سأله ببراءة 
أسف على إيه يا عمو! 
ولا حاجة يا يوسف أسف وخلاص...قالها بتأثر شعر به والده ليأخذ الصغير من بين أحضانه ليحثه على الركض وهو يقول 
يلا يا بطل إسبقني على حوض الورد على ما اتكلم شوية مع عمو فؤاد وأحصلك 
ركض الصغير بسعادة لتتنهد تلك التي كانت تشاهد صغيرها وهو بين أحضان حبيبها المستبد ولجت لداخل غرفتها لتجد تلك العاملة وداد وهي تتحدث برسمية 
الحمام جاهز يا هانم
أومأت لها لتتحرك إليه بعدما شكرت العاملة نزعت ثيابها بالكامل لتنزل بقدميها فى المغطس لتغمر جسدها بالكامل تحت المياة الدافئة المختلطة بالزيوت العطرية التي تساعد على الإسترخاء أغمضت عينيها علها تحصل على بعض الراحة ويزيل ذاك الثقل الذي يطبق على أنفاسها
عودة إلى فؤاد وعلام الذي سأله باهتمام 
مالك يا فؤاد! 
أخذ نفسا عميقا ليزفره براحة قبل أن ينطق بنبرة متأثرة 
النهاردة ميعاد عملية سوهاج
هز علام رأسه وهو يقول 
أيوا ما أنا عارف سيادة النائب العام بلغني بالميعاد
صمت فؤاد ليسأله والده باستغراب 
إنت إيه اللي مزعلك أنا مش فاهم! 
تطلع على الصغير الذي يلهو ويحفر بالطين حول الزهور كما تعلم من علام لينطق بعينين متألمتين 
صعبان عليا يوسف قوي
واسترسل متعجبا حاله 
تخيل إني فكرت في إني أحذر اللي إسمه عمرو بأي طريقة مش قادر أتخيل إني أكون السبب في كسرة الولد طول حياته
نطق علام بجدية 
بلاش تخلي إحساس الذنب يسيطر عليك ويشوش أفكارك السبب في كل اللي بيحصل ل يوسف هو أبوه وعيلته اللي لا راعوا ربنا في تصرفاتهم ولا عملوا حساب لسمعتهم ومستقبل أولادهم  فطبيعي إن دي تكون النتيجة 
نطق پتألم 
أيوا بس ده أخو ولادي يا بابا
ضيق علام بين عينيه ليسأله بعدما تشوش فكره 
إنت خاېف على ولادك من مستقبل يوسف يا فؤاد 
بقوة وثبات رد نافيا 
طبعا لا يا باشا مستقبل يوسف هيكون هايل إن شاءالله أنا مش هسيبه غير لما يبقى شاب ناجح في دراسته وحياته وهساعده يأسس شغل لنفسه كمان عمري ما هفرق في المعاملة بينه وبين أولادي
واسترسل موضحا 
أنا بتكلم على يوسف نفسه شعوره لما يكبر ويعرف حقيقة أهله جده اللي اټقتل في السچن بعد ما ارتكب چريمة قتل وأبوه وعمه اللي اتسجنوا في قضية تهريب أثار 
ظهرت علامات الأسى والألم فوق ملامحه لينطق بصوت متأثر 
إزاي الولد هيتحمل كل الفضايح دي يا باشا  
تحدث علام بنبرة قوية تعود لحبه الشديد للصغير وتضامنه معه 
إحنا هنكون معاه وهنساعده يتخطى الموضوع يا فؤاد وبعدين إحنا فين والكلام اللي بتقوله ده فين 
نطق بخزي وألم 
تفتكر ممكن يسامحني لو عرف إني كنت السبب في ټدمير عيلته 
قاطعه علام باعتراض 
بس إنت مدمرتش عيلته يا سيادة المستشار إنت قمت بواجبك تجاه بلدك ك رجل قانون بيتقي الله في عمله
تنهد بحزن ليحتوي علام كتفه ويربت عليه قبل أن يقول 
هون على نفسك يا حبيبي وإطلع صالح مراتك وراضيها
واسترسل بأسى 
معجبنيش شكلكم إنتم الاتنين على الغدا متعودتش أشوفكم كده 
هز رأسه عدة مرات متتالية ليتحرك إلى الداخل وكاد أن يصعد الدرج ليجد بوجهه عزة لينطق بهدوء 
خلي بالك من يوسف يا عزة ومتخلهوش يتأخر على ميعاد نومه
هتفت بنبرة
حماسية 
يوسف ده في
تم نسخ الرابط