رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 63 إلى الفصل 64 ) بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

ملامحها بالكامل لم ينفر منها. بل بدا أنه يعجب بروحها وموهبتها أكثر من مظهرها.
قال زافيان محذرا إذا كنت جادا بشأن أمي فاعلم أن الأمر لن يكون سهلا. لقد تعرضت للأذى من قبل خصوصا بسبب أبيها.
نظر صموئيل إلى زافيان بتساؤل هل تعني والدك البيولوجي
أجاب زافيان بنبرة هادئة نعم إنه كان مهربا ولصا. لم أره سوى في صور قليلة. اختفى فجأة منذ خمس سنوات وربما ماټ بالفعل.
هل هذا ما أخبرتك به أمك سأل صموئيل مشدودا إلى القصة.
رد زافيان أمي أخبرتني نصف الحقيقة فقط. أما الباقي فاكتشفته أنا وكلايتون بأنفسنا.
تغير وجه صموئيل عند سماع كلمات زافيان وعكس تعبيره مزيجا من القلق والغموض. أفكاره كانت تتصارع داخله. لماذا ظنت أنني مهرب ولص لماذا تركت صوفيا وفرانكلين خلفها دون أن تعرف بوجودهما ولماذا نسيت كل شيء عني
عندما انتهت ناتالي من غسل الأطباق توجهت نحو غرفة زافيان. فتحت الباب ورأت صموئيل وزافيان جالسين متقاطعين الساقين أمام شاشة الكمبيوتر الكبيرة. كان كل منهما ممسكا بهاتفه يلعبان لعبة معا كفريق واحد.
القاټل قادم من الحارة الوسطى. تعال بسرعة وساعدني! قال زافيان بانفعال.
تمام أنا في الطريق! رد صموئيل بحماس.
راقبت ناتالي المشهد بصمت. لقد لعبت مع زافيان عدة مرات من قبل لكنها لم تر هذه الابتسامة المشرقة والسعيدة على وجهه حينها كما تراها الآن.
كان الاثنان منغمسين تماما في اللعبة ولم يلاحظا وجود ناتالي عند الباب. بدا وكأنهما يشكلان فريقا قويا وحتى... علاقة عائلية دافئة. 
إنه يشبه أبا يلعب مع ابنه... فكرت ناتالي وهي تتأمل هذا المشهد.
الفصل 64 ماذا حدث لها في الماضي
الأب والابن كم هو سخيف! لا بد أنني أتخيل أشياء! 
عضت ناتالي شفتيها وهزت رأسها محاولة التخلص من الفكرة السخيفة التي راودتها. لكن رغم ذلك شعرت بغصة لا توصف تملأ قلبها. خليط من الحزن وخيبة الأمل بدأ يتسلل إليها. 
بينما كانت تراقب صموئيل وزافيان يتفاعلان بانسجام أدركت حقيقة مؤلمة. بغض النظر عن مدى الحب الأمومي الذي حاولت منحه لطفليها لن تتمكن أبدا من سد الفراغ الذي تركه غياب والدهما. 
لم يكن سعي طفليها للعثور على زوج أم مجرد رغبة في رؤية والدتهما سعيدة أو عاشقة من جديد. بل كان يعكس توقهما للحب والدفء من شخصية أبوية افتقداها بشدة. 
مع وجود صموئيل الليلة بدا زافيان أكثر حيوية من المعتاد يتحدث بلا توقف ويبتسم ببهجة واضحة. 
عندما أشارت الساعة إلى التاسعة مساء التفتت ناتالي نحو زافيان وقالت بحزم لقد تأخر الوقت. حان وقت النوم. 
نعم نعم أعلم يا أمي. أومأ الصغير برأسه مطيعا لكنه غمز بخفة لصموئيل وأضاف يجب أن تأتي لزيارتي كثيرا. 
ابتسم صموئيل وقال سأفعل. 
راقبت ناتالي هذا المشهد بوجه متجهم. لم تستطع تجاهل الوعد غير المعلن بينهما. 
بعد أن
تم نسخ الرابط