رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 357 إلى الفصل 359 ) بقلم مجهول
المحتويات
كانوا بالكاد يحاولون إبقاء أعينهم مفتوحة. لقد كانوا منهكين لكنهم لم يسمحوا لأنفسهم بالاستسلام للنوم.
"أمي! لقد عدت!" صاح كلايتون متفاجئا.
"أمي هل أنت بخير" سأل زافيان بقلق بينما خفتت حواجب فرانكلين المتجعدة تدريجيا.
"لقد أرعبتني أمي."
أما صوفيا ببراءتها وطيبتها المعتادة اڼفجرت بالبكاء قائلة
"بووهوو... كنت قلقة عليك أمي."
نظرت إليهم ناتالي بعاطفة لا يمكن وصفها. وعلى الرغم من قسۏة العالم الذي تعيش فيه إلا أن وجود هؤلاء الأطفال جعل كل مشكلاتها تتلاشى.
"أنا بخير."
ركعت ناتالي لتكون بمستواهم وقالت بجدية
"أنا متأثرة لأنكم كنتم قلقين علي لكنني غاضبة أيضا لأنكم لم تذهبوا للنوم رغم أن الوقت متأخر جدا."
"سأسمح لكم هذه المرة." أومأت ناتالي إليهم. "لكن لا تفعلوا ذلك مرة أخرى."
أومأ الأطفال برؤوسهم في انسجام تام.
"ممممممم."
وبما أن الأطفال ظلوا مستيقظين اعتمادا على قوة الإرادة وحدها فقد ناموا بسرعة بمجرد أن قادتهم ناتالي إلى غرفة نومهم ووضعتهم في فراشهم.
وبما أن زافيان وكلاتون كانا معها لفترة طويلة فقد بدت الآن تفضل النظر إلى فرانكلين وصوفيا بدلا من ذلك.
"كانت كلاهما جميلة وعاقلة في نفس الوقت."
لم تستطع ناتالي إلا أن تشعر بالفضول بشأن مدى جمال وروعة أمهم البيولوجية وهي تضع ذقنها على صدرها.
الفصل 359
ورغم أنها استحمت وبدلت ملابسها إلا أنه لم يظهر أي نية للذهاب إلى السرير.
"ألست متعبا" سألت ناتالي بتعجب.
ابتسم صموئيل واقترب منها
"كنت أنتظرك." مد يده بلطف نحوها قائلا "تعالي سأساعدك في وضع بعض الأدوية."
لم تستطع ناتالي منع نفسها من الابتسام وهي تستسلم لتصرفه.
قادها صموئيل نحو السرير وجلست على حافته بهدوء بينما جثا هو على ركبة واحدة. أمسك بأنبوب الدواء وبدأ بوضع الكريم البارد على الكدمات التي تركها ليونيل عندما خنقها.
شعرت بحرارة أصابعه تتناقض مع برودة الكريم فأربكها الإحساس وتراجعت عن موضعها لا إراديا.
"لا تتحركي." أمرها صموئيل بصوت هادئ لكن نبرته حملت مزيجا من اللطف والحزم. "كيف سأعالجك إذا كنت تململين هكذا"
زفر صموئيل بحدة وهو يضغط على أسنانه
"توقفي عن التقليل من شأن الأمر. لم أر امرأة مثلك تسمح لنفسها بالټأذي ولا تكترث للعلاج."
قطبت ناتالي جبينها وهي ترد بحدة
"أنا لم أجبرك على الاهتمام بي. يمكنك أن تستمر في حب شخص آخر."
توقف صموئيل عن الحركة وحدق فيها بدهشة. لم يجد ما يقوله بينما أدركت هي بذكاء أنها اكتشفت نقطة ضعفه.
ابتسمت بخبث خفي لكن صموئيل لم يمنحها فرصة للمواصلة. ولأنه لم يكن راغبا في الدخول في جدال آخر قرر إسكاتها... بقبلة.
متابعة القراءة