رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1089 إلى الفصل 1091 ) بقلم باميلا
أبوابه.
هل يعيش هنا خرج السؤال من فم ناتالي صاډما لها ولآنا في آن واحد. بدا السؤال مفعما بالدهشة كما لو أن الحقيقة نفسها كانت ترفض أن تصدق.
لا عجب أن الجميع فشل في العثور عليه فكرت ناتالي. لم أتوقع أبدا أن يعيش في عزلة بعيدة كهذه في دير نائي! من كان يظن أن الحرفي المبدع الذي يعشق النحت قد أصبح راهبا
عضت آنا شفتيها بحذر ولم تجب. تقدمت للأمام ثم طرقت الباب الخشبي بحذر مستخدمة الحلقة الحديدية المثبتة عليه.
تردد صوت الطرق في الهواء لينكسر الصمت. سرعان ما خرج راهب يرتدي ثيابا بسيطة وسلم عليهم بلطف ثم سألهم بأدب هل أنتم هنا لتقدموا عشوركم
لا ليس هذا هو السبب الذي جعلنا هنا. نحن هنا للبحث عن... الأب بنديكت قالت آنا بصوت خاڤت يختلط فيه القلق والحزن.
عندما سمع الراهب الاسم تغير تعبير وجهه فجأة وعبس ثم قال الأب بنديكت هو...
كانت ناتالي تشعر بالقلق إذ بدا كل شيء وكأنهما تائهتان في حيرة الوقت والمكان. يومان ليسا مدة طويلة ولكن إذا كان الأب قد انتقل إلى مكان بعيد فلن يتبقى لديهما وقت لتشكيل نسخة من مفتاح اليشم.
هز الراهب رأسه وقال بنبرة هادئة لا ليس ما قصدته. إنه هنا ولكن حالته الصحية ليست على ما يرام لذا من غير الملائم له مقابلة الزوار في الوقت الحالي.
تفاجأ الراهب من شدة انزعاجها فأجاب بتردد أنت لست عضوا في هذا الدير لذلك لا أستطيع أن أفشي هذه التفاصيل.
ماذا لو أخبرتك أنني ابنته هل ستخبرني حينها قالت آنا بجدية وهي تكشف عن هويتها.
عندما سمع الراهب تلك الكلمات احمرت عيونه بسرعة وتمتم قائلا هل أنت حقا ابنته أنا سعيد جدا لأنك هنا. لقد كان ينتظرك طوال الوقت. لكنه لم يجرؤ على الاتصال بك وكان يطلب مني أن أمنعك من أن تعرفي.
مسح الراهب دموعه ببطء ثم تنحى جانبا قائلا بهدوء تعالي معي. سآخذك إليه وستفهمين كل شيء حين تلتقين به.
الفصل 1091
تبعت آنا وناتالي الراهب إلى الدير الذي كان يقع في منطقة نائية حيث بدا المبنى متداعيا بعض الشيء تحت وطأة الزمن. كان المكان هادئا ومتواضعا مع قلة من الرهبان الذين كانوا منهمكين في تنظيف الأرض وأداء صلواتهم. كانت الأجواء تشي بالسکينة وكأنها مأوى للعزلة الروحية.
من داخل الغرفة جاء صوت منخفض ومضطرب ننيريوس.
قال الراهب الشاب سيدي لقد جاءت ابنتك لزيارتك. كان نظره يتنقل بين فاري وآنا.
سادت لحظة من الصمت العميق بعد ذلك. لولا الصوت الذي سمعته آنا من الداخل لكان من الممكن أن تظن أن الغرفة فارغة.
في تلك اللحظة انفتح الباب فجأة.
ظهر فاري الراهب العجوز واقفا عند الباب يرتدي ثيابا متواضعة. كانت التجاعيد تغطي وجهه بعمق وشحوب صحته كان واضحا ما جعله يبدو أكثر
هزالا. حتى تنفسه كان ضعيفا وكان من الواضح أنه يعاني من مرض شديد.
وقف فاري للحظة كما لو كان يتردد في فتح الباب لكنه أطلقه في النهاية وعيناه مليئة بالدموع.
آني... نطق باسمها بصوت خاڤت وكأنما كان يواجه عالما لا يصدقه.
عندما رأت آنا حالته درست ملامحه لوهلة ثم قالت بتصلب أريد التحدث معك. هناك أمر مهم أود طلب مساعدتك فيه.
أومأ فاري برأسه ببطء ثم ابتسم في وجهها قائلا بصوت ضعيف تفضلي دعينا نتحدث.
لكن قبل أن يتمكن الراهب الشاب من التدخل قائلا سيدي لكن جسدك... قاطعه فاري بحزم نيريوس لدينا ضيوف لماذا لا تذهب لتحضير الشاي بدلا من الوقوف هنا
انزعج الراهب الشاب من التوبيخ لكن الأمر كان صادرا من سيده فمضى ليجهز الشاي.
بينما كانت آنا وناتالي تدخلان إلى الغرفة مع فاري لاحظتا أن ديكورات الغرفة كانت بسيطة للغاية تتكون من فراش وسرير صغير ورف مليء بالكتب القديمة. رغم قدم الأثاث كانت الغرفة نظيفة ولا تختلف عن بقية أرجاء الدير في تواضعها.
قال فاري بتردد آني ليس لدي كراسي هنا...
أجابت آنا ببرود قبل أن تجلس على المرتبة بجانب ناتالي لا بأس.
بدأت ناتالي تراقب فاري بعناية. كان الرجل الذي كان معروفا بمهاراته الحرفية بعيدا تماما عن توقعاتها. كان يرتدي ثوب الراهب التقليدي ويحمل مسبحة للصلاة. لكن المظهر العام كان يعكس هزالا وضعفا واضحا وكان من الواضح أنه في مرحلة متقدمة من المړض.
ابتسم فاري وهو ينظر إلى آنا قائلا آني لقد مر وقت طويل أصبحت طويلة جدا الآن. وعلى الرغم من مرور عشرين عاما منذ أن رآها آخر مرة إلا أنه كان لا يزال قادرا على التعرف عليها فورا كأن الزمن لم يمح تلك الصورة من ذهنه.
لكن آنا التي لم تكن مستعدة لمواجهة عواطفه شدت على أسنانها وابتعدت عن نظراته الحانية. قالت بحزم أنا هنا من أجل شيء آخر. أريد منك تكرار قطعة من العمل...
أجاب فاري دون تردد بالطبع.
لكن آنا التي كانت قد قررت طلبا محددا نظرت إليه باستفهام وقالت لم أخبرك حتى بما تحتاج إلى تكراره لكنك وافقت على ذلك
بدأ فاري وهو يبتسم بتواضع لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة صنعت شيئا. وأقسمت أمام الإله فيرتيا أنني لن ألمس الإزميل مرة أخرى. لكن إذا كان هذا طلبك فسأقوم به.
شعرت آنا بخيبة أمل وحيدة فصړخت پغضب كنت أعلم ذلك. قسمك رخيص ويمكنك إلغاؤه متى شئت.
شعرت ناتالي أن آنا قد تجاوزت حدود الأدب فسحبت كمها برفق محاولة تهدئتها.
آنا... همست ناتالي.
حينها أدركت آنا أنها قد ابتعدت عن الموضوع تماما. لكن الشيطان الذي تكون في قلبها من سنوات الصراع في طفولتها أخبرها أن فاري كان يستحق تلك الكلمات.
هذا لينك صفحتي التي يوجد عليها الرواية الاب الغامض لاربعة اطفال كاملة من الفصل الاول الى اخر فصل تم نشره. ويوميا هنزل منها عشرين فصل
https://pub2206.ayam.news/676158
اضغط على اللينك لتظهر لك كل فصول الرواية.
الفصل 1092 ل الفصل 1094
https://pub2206.ayam.news/731388