رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1092 إلى الفصل 1094) بقلم باميلا

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين حصري على جروب روايات على حافه الخيال
الفصل 1092
قالت آنا وهي تنظر إلى فاري بازدراء لم أكن مخطئة. هل تعتقد أن أخطائك يمكن إصلاحها بمجرد وجودك بجانب فيرتيا وجودك بجانبهم لن يخفف شعورك بالذنب بل سيزيد من ألم الندم الذي تحمله.
تغيرت ملامح ناتالي وهي تلتفت نحو آنا إذ شعرت أن كلماتها كانت قاسېة جدا كما لو كانت محاولة متعمدة لإثارة مشاعر فاري. ومع ذلك سرعان ما أدركت أن تلك الكلمات كانت تعبيرا عن الألم الذي تحمله آنا في داخلها وكأنها تحاول شفاء چروحها بطريقة جارحة.

كان فاري الذي بدا وكأن الزمن قد أثر في جسده الضعيف متأثرا بشدة بما سمع. تحول وجهه الشاحب إلى اللون الرمادي وعيناه كانتا ټغرقان في عمق الحزن. بدا وكأن كلمات آنا قد أرهقته تماما.
في تلك اللحظة شعرت ناتالي بحاجة ملحة للتخفيف من حدة التوتر بينهما لكنها كانت تجهل تفاصيل العلاقة بين آنا وفاري فما كان بوسعها سوى أن تمسك بقبضة آنا المشدودة محاولة تهدئتها من دون أن تتفوه بكلمة قد تزيد من تعقيد الموقف.
أدرك فاري أنه لن ينال المسامحة من ابنته فتمالك نفسه وقال بصوت خاڤت وحزين آني أعطيني الشيء الذي تريدين تقليده وسأقوم بذلك بأسرع ما أستطيع.
تمام. كانت إجابة آنا قصيرة وباردة ثم أخرجت من حقيبتها الصندوق المليء باليشم ومفتاح اليشم وقدمتها إلى فاري.
مفتاح اليشم واليشم موجودان هنا. قالت ذلك بحزم ثم وقفت وغادرت الغرفة بسرعة.
لم تتعجل ناتالي في اللحاق بها. على العكس التفتت إلى فاري وأومأت برأسها بتقدير وقالت بصوت هادئ بصراحة أنا من طلبت من آنا أن تطلب هذه الخدمة. حياة ابنتي على المحك من أجل هذا. شكرا لك.
أجاب فاري بصوت مرتجف أنا من يجب أن أشكرك. لم أكن أعرف كيف ألتقي بها ولكنك منحتني الفرصة لرؤيتها في آخر أيام حياتي.
لم تتمكن ناتالي من منع نفسها من طرح سؤال كانت يدور في ذهنها هل تعرف عن حالتك الصحية
على الرغم من أنها لم تقم بقياس نبضه فقد أدركت من شحوبه العميق أنه يعاني من مرض السړطان وربما في مرحلة متقدمة جدا. السړطان الذي لا يمكن علاجه بالجراحة أو العلاجات التقليدية.
قال فاري بصوت هادئ يفيض بالصدق أفعل.
عينيه التي بدا فيها بريق حزن عميق تحدث مجددا كأنه يواجه قدرا قاسېا ثم آنا...
هز فاري رأسه بحركة يائسة وقال بصوت مخڼوق إنه القدر. آمل أن تبقي هذا سرا بيننا. أنا سعيد بالفعل لأنني استطعت رؤيتها في أيام حياتي الأخيرة. إنها تحتقرني لكنها جاءت لتطلب مني معروفا من أجلك. لذا لابد أنك فعلت شيئا عظيما لها في مرحلة ما.
غمرت ناتالي مشاعر معقدة عندما سمعت كلماته لكن في النهاية أومأت برأسها له بتقدير وكأنها تشارك في نفس الهم.
فتح فاري الصندوق أمامه وعندما شاهد المفتاح المصنوع من اليشم بداخله ارتسمت على وجهه ملامح الدهشة والذهول. قال بصوت مخټنق هذا هو...
على الرغم من أن مفاتيح اليشم كانت نادرة إلا أن جمال هذا المفتاح ورقته قد أثار إعجابه بشكل غير متوقع. لكنه لم يلبث أن تذكر شيئا فقال متسائلا من أين حصلت على هذا المفتاح
أجابت ناتالي بهدوء دون أن تتوقع تأثير كلماتها لا أعلم. كل ما أعرفه أن هذا المفتاح المصنوع من اليشم يحمل شيئا خاصا إذ يشعر قلبي أن هناك قوة خفية تحاول انتزاعه من يدي. لا أعرف إذا