رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1071 إلى الفصل 1073 ) بقلم باميلا
المحتويات
ليكشف عن غرفة سرية واسعة كان الحائط الرئيسي في الغرفة مزينا بلوحة زيتية كبيرة تظهر فتاة صغيرة تحمل أرنبا صغيرا بين ذراعيها وابتسامة بريئة تضيء وجهها
توقف ميخائيل أمام اللوحة وعيناه مثبتتان عليها كما لو أنه يرى ماضيه يتجسد أمامه تلك الابتسامة تلك العيون البراقة كانت نفس الابتسامة التي رأى ناتالي تعبر بها عن نفسها تلك الليلة
رفع يده ولمس اللوحة برفق وكأن لمسة أصابعه قد تقربه من تلك الذكريات التي يطاردها همس إن كانت هذه المرأة حقا ابنتها فهل يمكن أن أكون والدها
في تلك اللحظة لم يكن ميخائيل ملكا يملك بلاده بل رجلا تائها في صراعات قلبه وأشباح ماضيه
بحلول الحادية عشرة مساء أوصل جيروم ناتالي إلى منزلها عندما دخلت كان المنزل غارقا في السكون إيما والأطفال الخمسة كانوا نائمين بسلام
تسللت ناتالي إلى غرفتها بهدوء وأغلقت الباب خلفها جلست على حافة السرير مستجمعة أفكارها
رغم كل ما حدث في تلك الليلة لم تشعر بالندم لم تكن مدينة لباستيان أو هيلما بأي شيء كانت قراراتها واضحة ولم تتجاوز حدودها يوما
في اللحظة التي رأته فيها هيلما ركضت نحوه وعيونها غارقة بالدموع
أبي! صاحت بصوت متهدج لم أسمع جلالته يعلن زواج ناتالي من باستيان هل يعني هذا أن خطوبتي به لا تزال قائمة
في تلك الليلة تحولت هيلما إلى موضع سخرية أمام الجميع بعد أن تجاهلها باستيان في الرقصة الأولى
ورغم الإذلال الذي شعرت به كان بريق الأمل لا يزال يشتعل داخلها علمها بأن ناتالي متزوجة وبالتالي غير مؤهلة للزواج من باستيان أشعل شرارة إصرار جديد في قلبها
ومع ذلك لم يكن هذا كافيا لإطفاء ڠضبها لا تزال تريد باستيان ولن تقبل بأي بديل
قاطعت هيلما حديثه قبل أن يكمل لا أريد أحدا غير باستيان! صاحت بنبرة حازمة عيناها تتوهجان بالإصرار أنت تعرف جيدا أنني أحببته منذ الطفولة لقد وعدتني بأن زواجي منه مضمون لن يمنعني أحد من تحقيق ذلك حتى لو كان باستيان نفسه!
لطالما اشتهرت هيلما برباطة جأشها وسلوكها المهذب لكن دموعها المفاجئة وانفجارها العاطفي تركا والدها محبطا وعاجزا
هيلما
متابعة القراءة