جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش

موقع أيام نيوز

بكل ما يعتمل بصدرها الان من صراعات 
مد كفه ليستعيد ما كانت تحمله من مقتنياته العزيزة هكذا ظنت لكنه وقف يقلب في الروايات يضع بعضها جانبا و ينتقي الأخرى ليعيدها لكفيها من جديد 
اصبح المجموع ثلاث روايات هي كل ما كانت تحمل بين يديها اما الباقى فعاد به للمكتبة يضعه في مكانه بالضبط و كأنه يحفظ الأمكنة ككف يده 
لم تجرؤ على التحرك قيد انملة او الرحيل كما كان يتوجب عليها بل تسمرت قدماها في موضعهما و كأنما نبتت لها جذور تشعبت و امتدت حتى باطن الأرض 
هتف أخيرا و هو يعاود الوقوف أمامها هامسا دي احسن روايات ممكن تجريها ف المچموعة اللى كنت هتخديها و لما تحتاچى لغيرها المكتبة تحت امرك ف اى وچعت يا داكتورة 
وأشار بكفه تجاه الباب لتخرج و كأنما نبتت لها جناحين لتطير لا لتخرج هكذا شعرت عندما توجهت مندفعة للباب هاربة من التواجد لثانية أخرى معه او ربما هاربة من ذاك الشعور الغامض الذى اصبح يعتريها كلما اجتمعت به او حتى فكرت في الاجتماع به و لو للحظات 
و لم تكن الوحيدة التي كان يثيرها ذاك الخاطر بل هو أيضا لم يكن بأفضل حالا منها و هو يراها تغادر بذات السرعة التي هربت بها في تلك الليلة راكضة على الدرج و خلفها شعرها الغجرى يعصف بكيانه كما هو بتلك اللحظة التي ولت فيها الان و هو يتطاير خلفها دون ان تدرى انه يغافلها رغم حجابها الذى تضعه على رأسها ليتمرد على ظهرها و كأنما يتحدى الحواجز ليطل عليه ليثير جنونه من جديد 
يتبع٥ يا مراكبي 
دقات خجلى على باب غرفته انتبه لها وهو يختم صلاته لينهض متوجها ليفتح الباب بشكل مفاجئ ينبئ ان ثورة غضبه لم تخب جزوتها 
انتفضت مع انفراجة الباب بذلك الشكل العڼيف لكنها رغم عن ذلك تماسكت هامسة على استحياء على فكرة انا جهزت العشا على الطربيزة بره لو انت جعان 
وقف قبالتها للحظات ساهما و أخيرا أومأ برأسه ان نعم فهو كذلك بالفعل و كيف لا فهو بالفعل يتضور جوعا فهو لم يتناول إفطاره و جاء الغذاء فكان طعمه لا يوصف 
تنحت
جانبا لتدعه يمر حيث وضعت الاطباق ليجلس وتلحق به و هي تأتي بأخر الاطباق من المطبخ لتضعه في منتصف المائدة 
جلس ينظر بتعجب للطعام فهو نفسه الذى كان موضوعا على طاولة الغذاء ولم يستطع احد منهما تناوله لسوء طعمه 
تنهد في حسرة و بدأ في تناول الطعام بلا شهية لكن ما ان وضع أولى اللقيمات بفمه حتى اختلف الامر بمجمله نظر اليها في تعجب هاتفا انت عملتي ايه ف الأكل ده عشان يبقى حلو كده ! 
ابتسمت في خجل هامسة شوية تعديلات خبرة ستات مش اكتر 
بدأ يأكل في شهية واضحة فالجوع قد بلغ منه مبلغا حد المجاعة ابتسمت هي عندما طالعت تبدل ملامحه بهذا الشكل السريع من ملامح غاضبة ثائرة لملامح طفل وديع وجد ضالته في طعام يشتهيه منذ زمن او قطعة حلوى ادخر ثمنها ليبتاعها و يتذوقها الان في شوق و خاصة و هو يهمهم الان بإستمتاع مع كل قضمة 
تناولت طعامها محاولة تجنب النظر اليه من جديد و هي تتذكر ذاك الشاب الذى وطأ ارض نجعهم البعيدة ليصبح حديث بنات النجع بأكمله لم يكن الامر يتعلق بوسامته الرجولية بل الامر كان يتعدى ذلك فلم يكن هو اول ولا اخر المهندسين الذين عينوا عندهم لكنه كان الأطهر يدا و الأنقى سريرة و الأرفع اخلاقا 
انهى طعامه ليلقى بظهره على ظهر مقعده و هو يتنهد في راحة شاعرا بالامتلاء ابتسمت رغما عنها و هي تراه على تلك الحالة من الاسترخاء و التي حركت رغما عنها مشاعر عجيبة ليضطرب داخلها فجأة حتى انها نهضت فجأة و بلا وعى هربا من تلك الأحاسيس حاملة الاطباق في تعجل فكادت تسقطها ليتلقفهم عنها في سرعة 
نظر اليها وهو يهم بالنهوض حاملا الاطباق عنها للمطبخ هاتفا بمرح انت طبختى و انا عليا الشاي 
أمسكت عنه الاطباق لتضعهم جانبا هامسة في اضطراب و كأنما تدفع نفسها دفعا للتحدث قبل ان ټخونها شجاعتها ممكن تجعد عايزة أجولك كلمتين 
جلس في هدوء و ترقب منصتا لها تنحنحت هي و هي تدفع الكلام دفعا لحلقها و تفرك كفيها معا باضطراب لاحظه هو على الفور و أشفق عليها انا انا عايزة اجولك انا آسفة انا فكرت ف الكلام اللي جولتهولى والصراحة لجيت ان عندك حج فيه انا كنت انانية و مش واعية الا لحالى و بس احنا ف نفس المركب و يا نغرج سوا يا نجدر نعدى الموضوع سوا ذي ما جلت و انا اخترت اننا ننچح و نعديه 
رفعت رأسها أخيرا في خجل لتطالعها ابتسامته التي أضاءت وجهه الأسمر الوسيم القسمات فيتحرك شيء ما هناك بجوار معدتها مضطربا فتشيح بوجهها عنه وهي اكثر اضطرابا 
وقف هو في اعتدال و مد كفه هاتفا بلهجة مرحة اتفقنا 
نهضت من مكانها في تردد تنظر لكفه الممدودة لتمد كفها اليها مصافحة تصافحا و ما ان جذب كفه من كفها حتى تذكر انه مازال ملوثا ببقايا الطعام التى سقطت على كفه من تلك الاطباق التي لحقها قبل سقوطها أرضا 
نظر اليها مبتسما و هو يرفع كفه ليشمها و هتف مازحا اتفاق بصلصة البامية محصلش 
اڼفجرت ضاحكة رغما عنها لمزاحه ليتطلع اليها في تعجب و قد رأى في تلك اللحظة ناهد أخرى تماما ناهد التي كان يسمع عن حسنها و دلالها من حكايا الفلاحين و همساتهم وهو يباشر ري أراضيهم و كأنها احدى الأميرات التي كانت تعيش في ذاك البيت الكبير على تلك التلة البعيدة و لم يكن ليجرؤ احدهم على التطلع حتى لنافذة حجرتها او حتى يدنو من سور حديقتها فهو مفقود مفقود كما وصفه نزار في احدى قصائده 
تنبه لتطلعه فيها بهذا الشكل المطول و تنبه اكثر لتوترها و هي تقف هكذا في اضطراب لا تعرف ما عليها فعله حتى كان هو الأسبق ليهتف مندفعا للداخل تصبحي على خير 
تعجبت فها هو اليوم الثالث يمر دون ان تأتيها المريضات كالعادة و يمر النهار دون ان يلوح بالافق ظل إحداهن يقترب من المندرة او حتى تطرق واحدة من النساء اللائى يأتين مستترات رغبة في عدم معرفة امر ترددهن عليها باب غرفة الكشف طلبا لاستشارة ما 
لم تكتم تعجبها بل افضت به في استغراب واضح للخالة وسيلة و كلتاهما تغدو و تروح من و الى المطبخ حاملات أطباق الغذاء الى الطاولة المعدة لتناوله حالما يصل عفيف 
لتهتف دلال هي الستات راحت فين يا خالة وسيلة ! دوول مكنوش بيبطلوا روح و جي على أوضة الكشف ! 
هزت الخالة وسيلة رأسها نافية معرفتها بالسبب هاتفة و
الله علمي علمك يا بتي هيكون راحوا فين يعني ! يمكن چاهم الشفا على يدك 
تسألت دلال طب و الستات الحوامل اللي بتابعهم و اللى مواعيد زيارتهم ليا كانت المفروض تبقى الأيام دي راحوا فين هما كمان ! 
ثم استطردت دلال مقترحة انا بفكر اروح لهم بيوتهم بنفسي ايه رأيك يا خالة !! أروح 
هنا هتف ذاك الصوت الذى يزلزل كيانها كليا و يخلق جو من الرهبة و الرغبة يتنازعان بلا هوادة بأعماق روحها لا هتروحي و لا هم هاياچوا 
استدارت بكليتها لمواجهته محاولة وأد شعورها المتنامي داخلها بالاضطراب لمرأه هاتفة و هي تحاول السيطرة على نبرات صوتها المرتعشة معلش يا عفيف بيه تقصد ايه بلا انا هروح

و لا هما هيبجوا ! 
هم بأن يوضح لها مقصده و هو ينثر رزار المطر من على عباءته الصوفية السوداء الا انها استبقت الاحداث كعادتها مبتسمة في ثقة و هي تتطلع للجو بالخارج اه حضرتك اكيد قصدك علشان المطر و الجو صعب شوية لا انا هقدر اروح لهم ولا اكيد واحدة قدرت تخرج من بيتها عشان تيجى للكشف في الجو ده مش كده ! 
خلع عباءته ووضعها جانبا و اتجه لطاولة الغذاء يتسيدها كالعادة و يهم بتناول الطعام في لامبالاة هاتفا لااه مش كده يا داكتورة 
جلست على مقعدها المعتاد على الطاولة دون ان تمس الطعام ناظرة اليه مستفهمة ليتجاهلها تماما مستمتعا بطعامه و كأنها لا تجلس قبالته تتحرق لمعرفة السبب الذي يدعي العلم به بكل لهفة اللعڼة عليه هتفت بنفسها ساخطة وودت لو تقلب المائدة بما عليها فوق رأسه المعممة لعلها تشفي بعض من غليلها وتطفئ ڼار الڠضب المستعرة الان بداخلها كالچحيم 
باغتها متسائلا ليقلب هو طاولة افكارها رأسا على عقب مجلتليش يا داكتورة هي ايه حكاية الخيار والطماطم اللي دايرين يجولوها ف النچع دي ! 
امتقع لونها و اضطربت بشكل واضح و حارت أين توجه أنظارها بعيدا عن نظراته المسيطرة التي تكبل نظراتها بقيود حديدية لا تستطيع منها فكاكا 
همست عندما استطاعت إيجاد صوتها ابدا دي حكاية كنت بحاول اقرب بيها فكرة ان الراجل هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين طبعا بعد إرادة ربنا سبحانه و تعالى 
هتف أمرا عايز اسمعها الحكاية دي 
هتفت مراوغة ما انت اكيد سمعتها من اهل النجع مش بتقول دايرين يحكوها ! 
اكد فى اصرار عايز اسمعها منيك يا داكتورة ! 
تلعثمت حروفها و هي تشرح له ببساطة ما أخبرت به النساء ليصمت للحظات ثم ينفجر ضاحكا بشكل مفاجئ أفزعها و جعلها تجفل منتفضة موضعها 
و أخيرا هدأت نوبة ضحكه ليهتف فكرة حلوة يا داكتورة لكن ملامح وجهه انقلبت بشكل مفاجئ هاتفا في لهجة ساخرة بس تفتكري كان ده وجتها يا داكتورة جبل ما تكسبى الحريم لصفك ! اكيد الجضية خسرانة 
هتفت مستفسرة مش فاهمة حضرتك تقصد ايه ! انا كنت بوعيهم بحقايق علمية مش كلام من تأليفي 
هتف بلهجة قاسېة الحجايج اللى بتتكلمى عنيها دى خلت الرچالة تمنع حريمها انها تاجيكي كل واحد جال لمرته لما سمعها بتكرر حجايجك العلمية متروحيش للداكتورة الخرفانة دي تاني 
هتفت في اعتراض مصعوقة خرفانة !
أكد ساخرا دي الرچالة اللي بتجول 
ساد الصمت للحظات شعر انه اثقل عليها بنقده فتنهد وتحولت نبرته للهدوء هاتفا انا عارف يا داكتورة انك بتحاولي تساعدي كتر خيرك بس هنا مش من الساهل ان الناس تصدج اى كلام يتجال لهم و لو كانوا شايفين انه حجيجى ذي الشمس ما هي فوجهم حارجة
تم نسخ الرابط