جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش
المحتويات
العامة لدرجة ان دلال كانت بتفكر جديا تسيب الكلية و تنقل اي كلية اربع سنين عشان توفر بس انا رفضت قلت لها لو سبتي الكلية انا كمان مش هكمل تعليمي وهنزل اشتغل كانت ايام صعبة بس لولاها جنبى معرفش كنت هعديها ازاي !!
تطلعت ناهد اليه في تعاطف هامسة ربنا يخليكم لبعض شوجتني أشوفها
ابتسم و قد عاد من شجن ذكرياته هاتفا بحماس انا متأكد إنكم هتبقوا أصحاب
صمت لحظة ثم نهض للحمام ليغسل يديه من اثر الوجبة الدسمة و ما ان عاد حتى وجد ورقة عليها بعض الطلبات الضرورية و فوقها وضعت هى خاتمها الذهبي
تصنع عدم الفهم هاتفا وهو يراها قادمة لحمل باقى الاطباق للمطبخ هى دي الطلبات هبقى انزل اجبها بس خدى بالك نسيتي الخاتم بتاعك هنا لحسن يتنطر في اي حتة ويضيع
فالمصاريف اللى مش عارفين هطول لأمتى و لا
هتف في ضيق متشكر لما ابقى اقصر ابقي فكري تساعدي
هتفت محاولة الدفاع عن وجهة نظرها مش انت جلت اننا ف مركب واحدة يبجى كل واحد يجدم اللى يجدر عليه و ده اللي ف مجدورتي
وابتسم مازحا ومستطردا وقد أيقن حسن نواياها فأشارالى صدره فى تعالى هاتفا بس انا القبطان على فكرة
ابتسمت ولم تعقب و دون ان تع وجدته يمد كفه ليلتقط كفها دافعا بخاتمها في بنصرها من جديد ارتجفت كفها بين كفيه في اضطراب لفعلته حتى هو ادرك متأخرا انه قد تجاوز حده المعتاد معها فترك كفها وهو يتطلع اليها في حيرة وتعجب مما دفعها لتستأذن في عجالة و تندفع لحجرتها تلوذ بها
دخل مناع لحجرته يطمئن على زوجه سعدية وولدهما عفيف الصغير دخل على أطراف أصابعه حتى لا يوقظهما ولكي يلتقط بعض حاجياته ليستعد للذهاب للبيت الكبير لكنه وجد سعدية مستيقظة تطعم صغيرها وقرة عينها
اقترب في سعادة منحنيا يقبل جبينها هامسا ايه ! عفيف الصغير مش مخليكي تنعسي !
همست بصوت واهن معلش العيال كلها كده بس انت خلاص بتچهز ورايح البيت الكبير !
همست باسمة طب سلملي ع الداكتورة دلال ربنا يخليها و الله لولاها ما كنت عارفة كان ممكن يچرالي ايه !!
أكد بايماءة من رأسه حاضر من عنايا و الله صدجتى هى الصراحة تتحط ع الچرح يطيب ربنا
يرزجها بواد الحلال اللي يستاهلها
اكدت سعدية متخابثة ما هو موچود و الله ما تلجى ذييه ربنا يچعلهم نصيب ف بعض
هتفت سعدية و هي تتطلع لمناع في عشق و الله لو بتحبه كيف ما بحبك يابو عفيف لتاچي من اخر الدنيا وتفضل معاه
ابتسم مناع منتشيا و هو يميل ليقبل جبين زوجه في محبة هامسا ربنا يخليك ليا ده انى كنت هروح فيها النهاردة و لما ولدتى و جالولى انك بخير اتردت لي روحى
ابتسمت في دلال ليغيب في محياها للحظات قبل ان ينتفض مبتعدا و قد أيقن انه تأخر كثيرا هاتفا اني أتأخرت جووى لازما اروح دلوجت
و خرج مودعا إياها هامسا في محبة خلى بالك على حالك يا ام عفيف
انتشت للقب الجديد و شيعته مودعة بابتسامة سعيدة
لا يعرف لما هو واقف هكذا امام غرفتها حيث سمح للطبيب الذي احضره منذ لحظات للدخول اليها
انه يقف كليث جريح لا يقوى على الاعتراض و طعنات الغيرة العمياء تتوالى على قلبه بهذا الشكل
و تسمر للحظة هاتفا في جزع غيرة ! غيرة ايه يا عفيف شكلك اتچننت و رسمي كمان ده الداكتور اللى انت چايبة بيدك دي مالك شكلك اتخبلت و غيرة ايه اللى بتتكلم عنيها شكل جلة النوم ليلة امبارح اثرت على عجلك !
سخر هاتفه الداخلى منه طب و هي جلة النوم دى ما هي اللى كانت سببها تنكر و نارك الجايدة عشان الداكتور عنديها تسميها ايه ! ان مكنتش غيرة تبجى ايه ! رد يا عفيف بيه
لكنه لم يمتلك وقتا كافيا للرد بعد ان قاطع سيل أفكاره انفراج باب الغرفة عن محيا الطبيب و هو يقول في قلق الحمد لله انى جيت ف الوقت المناسب كان ممكن يحصل مضاعفات لكن انا عملت اللازم و باذن الله خلال أسبوع بكتيره هتكون بخير مع الانتظام على الأدوية دى و التغذية الجيدة
استفسر عفيف يعنى هاتبجى كويسة يا داكتور !
ابتسم الطبيب هاتفا باذن الله بس واضح انها غالية على حضرتك قووى عشان تسوق ف الجو ده و المسافة دى كلها عشان تجبني مش هى المدام برضو !
اضطرب عفيف و لم يجب على سؤال الطبيب بل هتف مناديا مناع الذى شاهده عند وصوله مؤكدا عليه مرافقة الطبيب و إعادته حيث يريد و شراء الأدوية المطلوبة
نفذ مناع في سرعة كعادته و عاد هو مرة أخرى لغرفتها يطرق على بابها برفق لتطل الخالة وسيلة من خلفه ليبادرها متسائلا هااا هي عاملة ايه دلوجت يا خالة مش احسن !
اكدت الخالة هامسة اه يا عفيف بيه الحرارة نزلت و بطلت الخترفة و اهى رايحة ف سابع نومة انا هروح اعمل لها اكلة ترم عضمها
أكد عفيف هاتفا مسلوج يا خالة أكلها كله مسلوج زى ما جال الداكتور أوعى تنسي
هتفت في تأكيد لااه أنسى كيف ربنا يجومها لنا بالسلامة و انت كمان تعالى معاى اعمل لك لجمة تاكلها ده انت على لحم بطنك من الصبح
اعترض هاتفا لااه يا خالة تسلمى ثم اندفع لغرفة المكتبة هامسا ماليش نفس خليك انت چارها و تابعيها و باذن الله تصحى رايجة
اومأت الخالة وسيلة رأسها إيجابا و هي تغلق علي دلال بابها و تندفع للمطبخ تعد الطعام
رأته يستعد للخروج فهمست بنبرة خجلى انت نازل تجيب طلبات البيت !
أكد هاتفا اه عايزة حاجة اجبهالك معايا!
اكدت مترددة الصراحة عايزة عايزة اچى معاك
صمت للحظات قبل ان يهتف مبتسما طب و ماله روحى اجهزى و انا مستنيكى اهو بس بسرعة
اندفعت في فرحة لحجرتها هاتفة ف ثوانى مش هتأخر
خرجا سويا من باب البناية ليطالعها البحر ضاربا وجهيهما برائحته المميزة و هواءه البارد في مثل ذاك الوقت من العام و رغم عن ذلك انتشت في سعادة و هي تتطلع لذاك الفضاء الأزرق الواسع
كانت المرة الأولى التي تخرج فيها منذ جاءا الى الإسكندرية بعد تلك الليلة التي امضياها فالقطار الى هنا منذ تلك اللحظة لم تخالط بشړا و لم تتبادل الحديث مع إنسان غيره تشعر انها كالنبتة التي ابصرت الشمس أخيرا بعد طول الظلام
وقف هو يبتاع الأشياء الضرورية للمنزل ووقفت هيا تطالع الشارع العريض
و البشر السائرون هنا و هناك لكنها فجأة انتفضت و أسرعت تختبئ خلفه
عندما سمعت من ينادى بأسمها تنبه نديم لذعرها و توجهت أنظاره تجاه المنادي فإذا به اب ينادى على ابنته التي تركت كفه لتجرى مسرعة و للصدفة كانت تحمل نفس الاسم ناهد
غامت ملامح وجهها و قرأ نديم حزنها المرسوم على تلك الملامح النقية بكل سهولة كقراءته لجريدته الصباحية فانتشل الحاجيات التي اشتراها بالفعل و أجل الباقى ومد كفه ليمسك بكفها ليعود بها للبيت و قد لمس ان هذه رغبتها في تلك اللحظة
سارا متجاوران لا ينبس احدهما حرفا فما الذى يمكن ان يقال في ظل ما يشعر به كل منهما من الغربة المخلوطة بالحسړة و الألم
وصلا شقة سمير ليفتح الباب و ما ان انفرج حتى اندفعت هي للداخل متوجهة لحجرتها و قد أغلقت بابها خلفها بقوة تنبئ عن مدى صعوبة الشعور الذى يعتريها و الذى حاولت كتمانه كثيرا حتى تعود وحيدة مرة أخرى لتفرغه كما يعلم جيدا دموعا سخية يسمع همهماتها ليلا و يدرك اثرها على عينيها النجلاوتين صباحا لكن ما بيده حيلة فهو ليس بأقل منها حزنا و ألما ويعلم تماما انها محقة في حزنها ولها كامل الحرية للتعبيرعنه كيفما شاءت اما بالنسبة له فلم يحن بعد أوان الۏجع عليه ان يكون قويا لكلاهما ومن أجلهما معا قويا بالنيابة عنها وعن نفسه
وقف عفيف ينتظر على باب غرفتها لتعلمه الخالة وسيلة بحالتها كانت لاتزل تهزي فقد ارتفعت حرارتها مرة اخرى
اكد عليها عفيف هاتفا عتطيها الدوا اللي جال عليه الداكتور يا خالة !
هتفت الخالة وسيلة معرفاش يا ولدي مش جادرة اچلها من مكانها عشان اعطيهولها ادخل ساعدي
اضطرب عفيف يدخل ! الي اين ! الي حجرتها التي اصبحت مزار مقدس ما ان وطأتها قدماها منذ اللحظة التي قدمت فيها الي النعمانية !
استجمع شجاعته و دفع الباب برفق و دخل يغض الطرف عنها حتى وصل لطرف الفراش حيث ترقد و الخالة وسيلة راقدة على الجانب الاخر مد كفا مضطربة وضعها اسفل رأسها الذي تخلى عن غطائه و يا لوجيعته و يالأرتجافة روحه و هو يرى شعرها الغجري منثور هكذا بفضوضية بعثرت ثباته بكل ارجاء الارض
انحني مقتربا يرفع رأسها عن وسادتها ليضعها فى وضع مستقيم نسبيا حتى تبتلع دواءها لتسقط بلا اتزان على كتفه كاد يشهق مصډوما و هو يستشعرها بأحضانه تناول حبة الدواء بكف مرتعش من الخالة وسيلة هامسا بصوته المتحشرج اضطرابا باسمها كانها ستسمعه فوجي يا داكتورة خدي بس الدوا ونامي
وضع حبة الدواء داخل فمها وتناول كذلك كأس الماء من الخالة وسيلة و بدأ في مساعدتها لتبتلعها وهى شبه غائبة عن الوعي
تأكد انها ابتلعتها فأعاد رأسها على الوسادة من جديد وبدأ يبتعد وهو يسحب كفه من اسفل عنقها امرا الخالة وسيلة اشتغلي ع الكمادات يا خالة و انا چارك ف المكتب لو عوزتي حاچة
اندفع كالممسوس خارج الغرفة فما عاد قادرا على
متابعة القراءة