جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش

موقع أيام نيوز

او البنت 
ردت سعدية زوج مناع كيف يعنى ! الواحدة لما تخلف الواد تسعد چوزها و تخليه رافع راسه وسط الخلج يا داكتورة 
ابتسمت دلال هاتفة و على كده بقى اللى مخلفش ولاد يفضل مطاطي راسه العمر كله !! ايه معترض على عطية ربنا و رزقه ! 
لم ترد إحداهن لتستطرد دلال بحماسة ايوه اعتراضك على اللى ربنا وهبهولك ده مينفعش و خصوصا لما تعرفى ان ملكيش يد فيه لان الراجل هو اللي مسؤل عنه بعد إرادة ربنا طبعا 
هتفت احدى النساء من الخلف كيف يعنى مسؤل ! وهو الراچل اللب بيحبل و بيولد !! 
اڼفجرت النسوة ضاحكات و شاركتهن دلال مزاحهن حتى هتفت من جديد لا طبعا مش قصدي القصد ان الراجل ف جسمه نوع من ال 
و تحيرت كيف يمكنها توصيل فكرة الكرومسومات الذكورية و الأنثوية لنسوة غير متعلمات و لم يحصلن على القدر الكافى من المعرفة ليدركن تلك الحقيقة العلمية الشائكة و اخيرا و قعت أنظارها على احد الأطفال الذى جلبته امه معها و في احضانه بعض الخضروات من طماطم و خيار يتسلى بقضمها فنهضت تداعب الطفل حتى استطاعت استخلاصها من بين كفيه 
و عادت ادراجها مرة أخرى لمكانها على الدرج هاتفة بصوا يا ستات احنا هنعتبر إننا كستات الطماطم و الرجالة هم الخيار 
اڼفجرت النسوة ضاحكات لتشبيهها ولكنها لم تعبء لذلك بل قابلته بابتسامة مستطردة كل راجل بيبقى ف جسمه خيار و طماطم لكن الست معندهاش ف جسمها غير الطماطم بس 
ردت سعدية مازحة طبعا اومال ايه الستات حمااار و حلاوة 
لټنفجر النسوة في الضحك من جديد و تشاركهن دلال مقهقهة تمام يبقى كده اتفقنا الرجالة عندها خيار و طماطم و الستات عندها طماطم بس 
لو ربنا أراد المولود ولد هتيجى خيارة من عند الراجل و تركب مع طماطماية من مراته و لو ربنا أراد المولد بنت هاتيجى طماطماية من عند الراجل و هتركب مع طماطماية من عند مراته يبقى المولود بنت فهمتوا ازاى ان الرجالة هي المسؤولة ان اللى جاى يبقى ولد او بنت الست ملهاش دعوة احنا زى الأرض بنطرح اللى اتبدر فينا عمركم شفتوا ارض اتبدر فيها حب خيار طرحت طماطم و لا العكس 
هزت النسوة رؤوسهن و هن بعد غير قادرات على تصديق ذاك الكشف الذى قلب موازين ثوابتهن رأسا على عقب و جعل بعضهن يتنفسن الصعداء أخيرا بعدما كن يشعرن إنهن حكم عليهن بالمۏت البطئ كمدا لأنهن أرضا لا تطرح الا البنات 
بدأت النسوة في الرحيل واحدة تلو الأخرى بعد استشارة دلال في بعض الأمور الطبية حتى خلت الساحة الخلفية منهن فنهضت في سعادة و هي تشعر انها بدأت تخطو أولى خطواتها تجاه ما ارادت منذ وطأت قدماها ارض النعمانية و الان استشعرت انها ساعدت و لو بقدر ضئيل على تنوير نسوة كن قابعات تحت كاهل الموروثات القديمة و الجهل بالعلم الحديث في فهم مجريات حياتهن و حقوقهن المشروعة 
لم تكن تخرج من غرفتها الا للصلاة ماعدا ذلك لم يكن يدفعها شئ للخروج من الغرفة التي اتخذتها معزل اجبارى لها حتى الطعام عافته و ماعادت تطلبه او حتى تمتلك الشهية له 
جهز هو الغداء بالفعل على قدر ما سمحت له معرفته المتواضعة في هذا المجال و على قدر ما يملكه بالفعل من نقود هى على وشك النفاد 
توجه لباب غرفتها ليطرقه في صبر بشكل متتابع لعلها تجيبه مرت مدة من الصمت قبل ان تفتح الباب ووجهها يحمل الكثير من ملامح الإرهاق والأرق البادية على عيونها التي دبلت من البكاء و السهد الذى کسى وجهها بسحابة من الوهن 
هتف ما ان طالع محياها بصوت مشفق الغدا جاهز يا ناهد 
و أشار حيث وضع أطباق الطعام همست بصوت متحشرج من حنجرة أدمنت الصمت لفترة طويلة ليخرج الصوت بتلك النبرة او ربما هو من اثر الصړاخ الذى قد اعتاده يوميا في الليالي الماضية نتيجة كوابيسها المتكررة انا مش چعانة شكرا 
اعترض في لطف يعنى ايه مش جعانة !! مينفعش الكلام ده انت
مكلتيش بقالك يومين 
ثم تحولت لهجته لنبرة مازحة هاتفا انا عارف طبعا ان اكلى لا يعلو عليه بس قدرك بقى ربنا يسترها علينا 
ابتسمت رغما عنها و اومأت برأسها موافقة ليفسح لها الطريق لتمر باتجاه الاطباق الموضوعة على الطاولة 
جلست و جلس قبالتها ليمد كفه للطعام و تحذو هي حذوه و كانت اللقمة الأولى كافية تماما للحكم على مدى جودة الطعام الذى كان من الصعب على كلاهما حتى ابتلاعه لينظر كل منهما للاخر 
ابتسم هو في احراج بينما صمتت هي و لم تعقب حتى بحرف يكشف عن ردة فعلها تجاه الطعام الكارثي الذى تذوقته لتوها نهضت في صمت مغادرة متوجهة لغرفتها 
كان الأسبق ليعترض طريقها هاتفا على فين ! 
هتفت به في نفاد صبر انا قلت مش عايزة اكل رايحة انام 
ثم تنهد في ضيق و قد بدأت تخف حدة نبرته عندما رأى ملامح الړعب تجسمت بصدق على محياها و بدأت الدموع تطفق من عيونها فابتعد قليلا ليهمس انا عارف ان اللى حصل مش سهل عليك و لا سهل عليا و ده اللى مخليني مستحمل ردات فعلك اللى ضاغطة على أعصابي اكتر ما هي مضغوطة لو سمحتي نستحمل بعض لأننا ف مركب واحدة يا ټغرق و نغرق معاها يا نقدر نلحقها سوا عن إذنك 
ثم ابتعد فجأة و اندفع لداخل حجرته صافقا الباب خلفه بقوة أودعها كل ما يعتمل بداخله من ڠضب جعلها تنتفض مكانها و أخيرا تحركت في اتجاه غرفتها لتغلق بابها خلفها في بطء و هي تلقى بنظرات شاردة على باب غرفته التي غاب خلفها 
تمددت على فراشها منذ مدة و لا بوادر لنوم تلوح في الأفق عيونها شاخصة معلقة بسقف الغرفة البعيد تصلها انفاس الخالة وسيلة المنتظمة و المؤكدة على غرقها في نوم عميق تنهدت في سأم و هي تتقلب ذات اليمين و ذات الشمال لتعود مرة أخرى لتتطلع لنفس ذات السقف المزخرف بتلك النقوش الغريبة و المتداخلة مرة أخرى ما عاد يبرح مخيلتها ما حدث منذ عدة ليال بينها و بين عفيف في الردهة السفلى تلك اللحظات العجيبة و الصاډمة لكليهما مشاعرها و أحاسيسها المبعثرة من وقتها لا تجد لها مدلولا و لا تفسير يستسيغه عقلها الواعي الان بكل شاردة و واردة و الذي كان في حالة إجازة مؤقتة لحظتها و غياب لاأرادى عن القيام بما هو مفروض وواجب 
منذ تلك الليلة و هي تتحاشاه و يبدو انه يتحاشاها بالمثل فهى لم تقابله من حينها و تجنبت قدر استطاعتها التواجد معه في أوقات الوجبات و حتى كشوفاتها الصباحية كانت تؤديها سريعا حتى تعود لتغلق باب غرفة الكشف بأحكام ذاك الباب الذى دخل منه ليلتها و كأنه الريح العاصف لكل ثباتها و تعقلها الفطري لتعود يومها لحجرتها متعللة بالإرهاق فتطلب من الخالة وسيلة الطعام لتتناوله وحيدة في غرفتها و بعدها تكمل الليلة امام التلفاز الذى لا يحمل اى جديد بقنواته المحدودة ليهاجمها الملل من جديد لكنها لن تجرؤ على النزول مرة أخرى للردهة السفلية فمرة واحدة من ذاك اللقاء العاصف مع ذاك المسيطر كافية و زيادة 
تنهدت من جديد ستجن حتما ان لم تجد ما يشغل وقتها في ذاك البيت تذكرت عندما سمعت صوت موسيقى هامس يتناهى لمسامعها منذ بضعة ايام و قبل اللقاء الدامى بالأسفل و سألت الخالة وسيلة من أين يتسلل ذاك الصوت و تتهادى تلك الأنغام لتخبرها ان عفيف

بيه يجلس في مكتبه في بعض الأحيان ليقرأ 
هل لو تسللت الان لذاك المكتب ستجد ما يمكنها قراءته ليقضي على بعض من ذاك الملل الذى يكاد يجهز عليها زاهقا روحها 
لم تفكر للحظة و خاصة ان صوت الموسيقى التي عرفت انه يشغلها عادة عندما
يكون بداخل المكتب يقرأ لا تتناهى لسمعها كالمعتاد و ذاك يعنى شيء واحد لا غير انه ليس هناك بالتأكيد فليست فكرة سيئة على ايه حال ان تذهب لتستطلع سريعا و تقفل عائدة ربما تفوز بما يمكنها من الانتصار على ذاك السأم الاحمق 
كانت بالفعل الان امام باب المكتب من ناحية المندرة مدت كفها لمقبض الباب و ضربات قلبها كالمطارق في ساحة صدرها تنهدت في عمق تستمد قوة تدعى امتلاكها و هي تتأكد هذه المرة ان مئزرها على رداء نومها يحيط بقدها في إحكام و غطاء رأسها موضوع على هامتها مربوط حول رقبتها 
فتحت الباب في وجل و ببطء شديد تطلعت للداخل مجيلة نظراتها بالمكان لتقف مبهورة و قد فغرت فاها شاهقة في صدمة 
اندفعت داخل الغرفة و قد نسيت حذرها السابق تماما لتقف في منتصف الغرفة بالضبط و عيناها كعينى طفل وجد نفسه فجأة بمحل الألعاب و الحلوى و هي تتطلع بإعجاب لتلك المكتبة الضخمة التي تحتل ذاك الجدار الواسع خلف ذاك المكتب الأبنوسي القيم و الفخم الذى يتوسط الغرفة تقريبا 
الان فقط ستقول لذاك الملل وداعا بلا رجعة فمن لديه مكتبة كهذه و يشعر يوما بالملل و ابتسمت في فخر و هي تشعر انها تخرج لسانها لذاك السأم الذى ولى مبتعدا في تلك اللحظة و منذويا بأحد الأركان 
اندفعت تتلمس الأرفف الزاخرة بالكتب من كافة الأنواع و الاحجام و كأنها فتحت كنز علي بابا 
أعجبتها دقة التنظيم و الترتيب لكل قسم و رف و أخيرا توصلت لقسم الروايات لتتفقدها و تنتقي منها عدة روايات حتى لا تحتاج للعودة الى هذه الغرفة بشكل مكثف و خاصة اذا ما احتاجت لإعادة رواية او اختيار غيرها و هو متواجد بالفعل 
احتضنت حملها الثمين في سعادة و همت بمغادرة الغرفة الا ان صوته المسيطر والذي كان يحمل نبرة عجيبة لم تعتدها تشبه تلك التي أيقظت كوامن المشاعر في أعماق روحها تلك الليلة الدامية و التي تتحاشى لقاءه من بعدها صدح هاتفا مش في حاچة اسمها استئذان يا داكتورة جبل ما ناخد الحاچة !! و لا هي وكالة من غير بواب 
ازدردت ريقها بصعوبة و هو يتقدم نحوها في تمهل عجيب أفقدها رباطة جأشها التي تحاول إقناع نفسها انها تمتلكها 
وقف أمامها تماما و لحسن الحظ انه لم يتطلع اليها و كم حمدت الله على ذلك كثيرا فكان سيجد صفحة وجهها مسرحا زاخرا
تم نسخ الرابط