جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش

موقع أيام نيوز

روسهم و بالخصوص لو بيخالف عادة اتربوا عليها وورثوها من چدود الچدود و كمان بتمس كرامتهم كرچالة اهى دي بجى بالذات حطي تحتيها مليون خط 
نظرت له و كأنها تراه للمرة الأولى وكأنها تستوعب ان هذا الرجل الواقف هناك يمتلك عقلية تختلف تماما عن تلك العقلية المتحجرة التي ظنت طويلا انه يمتلكها من يتكلم الان رجل واع على قدر عال من المعرفة و قادر تماما على فهم طبيعة أهله و عشيرته التي يتزعمها 
أخرجت نفسها من بين براثن افكارها التي كانت تتمحور حوله و كادت تلتهم جل انتباهها لتهتف معترضة يعني معنى كده ايه ! نسيبهم بقى فالجهل ده تسيطر عليهم الموروثات القديمة! و لا نقدم لهم الصح و اللي بيقوله العلم حتى و لو كان صاډم ف البداية ! 
أكد بهدوء واثق طبعا منسبش الچهل يسيطر لكن نختار الطريجة الصح اللي تناسب عجولهم عشان توصل لهم المعلومة وتترسخ عنديهم بالتدريچ لحد ما تبجى من ثوابتهم 
همت بالتساؤل من جديد ليقاطعها دخول مناع المفاجئ و ثيابه تقطر ماء من جراء المطر بالخارج هاتفا
في لهفة و اعتذار اني أسف يا عفيف بيه انى دخلت هاچم كده بس مرتى باينها بتولد و محتاچين الداكتورة ضروري 
هتف عفيف متعاطفا و لا يهمك يا مناع ارچع انت لمرتك و انا هجيب الداكتورة و احصلك 
هتف مناع متعجبا حضرتك بذات نفسك هاتاچى !! 
هتف عفيف وااه اومال اسيب الداكتورة تاجى لحالها و ف الچو الواعر ده !! روح ياللاه لمرتك و احنا وراك على بال ما تچهز الداكتورة حالها و نحصلوك 
هتف مناع ممتنا و هو يندفع للخارج من جديد ربنا يبارك لك يا عفيف بيه 
لم تكن دلال تحتاج لأى توجيه من اى نوع فما ان سمعت ان سعدية على وشك الوضع حتى نهضت متأهبة و ما ان انتهى مناع من حديثه مع عفيف حتى اندفعت هي للمطبخ الكبير عابرة خلاله للمندرة و منها اعتلت الدرج لتجهز امرها فها هي الان في اختبار حقيقى امام الجميع لتثبت لهم ان العلم سينتصر فى النهاية 
لازال المطر يهطل بغزارة و هي تندفع لخارج المندرة ليطالعها عفيف هاتفا چاهزة يا داكتورة ! خدتي كل اللى ممكن تحتاچيه ! 
اكدت بايماءة من رأسها و هي تجذب سترتها الثقيلة على جسدها عندما ضربها الهواء البارد و هي تغادر للخارج من الباب الخلفي لتسير بجانبه توقعت ان بيت مناع لا يبعد كثرا عن تلك التلة المرتفعة المقام عليها البيت الكبير موازيا للجبل الغربي لكنها كانت مخطئة عندما أشار لها عفيف لتركب تلك الكارتة التي تجرها الأحصنة و التي كانت مظلتها مشرعة كقبة يحتميان تحتها و تقيهما المطر 
كيف يمكنها التصرف الان هي لم تأتي الى هنا الا بأحذيتها المعتادة والتي تتميز بكعوبها العالية نوعا ما بجانب ان مسند القدم لتلك العربة عال عن المعتاد 
همست ساخرة فى نفسها لازم يكون عالى عشان يناسب طول صاحب العربية لكن الاقزام اللي زيي اخرهم يتعلقوا ورا الكارتة 
شعر هو بحيرتها و ما كان الوقت متاح للمزيد من التساؤل و الحديث لذا صعد هو من الجانب الاخر و ووقف في منتصف العربة و انحني فجأة مادا كفه لها هامسا هاتي يدك يا داكتورة 
هتفت في ذعر وهى تضم كفها لصدرها ليه ! 
كاد ينفجر ضاحكا لولا بعض من ثبات جعله يؤد ضحكاته هاتفا عشان تطلعي الكارتة تفتكرى ليه يعني !! لو تعرفي تطلعي لحالك ماااشي بس همى عشان اتأخرنا على مناع 
ترددت في مد كفها و لكن أخيرا حزمت امرها و دفعت بكفها لأحضان كفه الممدودة امام وجهها وكأنه يطلب منها قراءة طالعها 
لحظة كما هو الحال بينهما دوما لحظة ووجدت نفسها مدفوعة بقوة الى داخل العربة تجاوره كتفا بكتف في محيط العربة الضيق هتف هو لسائق الكارتة بالتحرك كان هذا كثيرا على أعصابها و قوة احتمالها مما دفعها لتهتف متسائلة بعد عدة دقائق لسه فاضل كتير عشان نوصل لبيت مناع ! 
هز رأسه نافيا و هو يقول لاااه خلاص ادينا وصلنا للمعدية 
هتفت في صدمة معدية ! معدية ايه ! 
لم يجبها و لكنه أوقف العربة ليأمر سائقها الا يغادر موقعه مهما طال غيابهما و استدار ليساعدها في النزول لكنها كانت الأسرع لتعتمد على نفسها و تنزل بمفردها هذه المرة و حذاءها يعاندها بكعبه العالي 
كان قد وصل عندها يمد كفه لمساعدتها عندما وجدها بالفعل تخرج من العربة بلا حاجة لمساعدته ابتسم لعنادها و بالفعل انزلت قدمها الأولى لتلامس الأرض و كادت تتبعها بالثانية في نجاح الا ان ذاك الكعب الاحمق علق بمسند القدم لتتعرقل و تندفع للأمام و هي تمني نفسها بسقوط مدو في وسط كل ذاك الوحل الذى ملأ الأرض بفعل الأمطار 
لكن كان هو الأسبق ليلحق بها و تسقط أيضا لكن هذه المرة بين احضانه يحيطها بذراعيه 
لماذا لا تسير أمورها بشكل جيد و سليم ! لماذا في وجوده تحدث كل كوارثها التي تبدو و كأنها تقيم معه معاهدة ظهور في حضرته ! اللعڼة همست وهى تعتدل بعد ان خلصت قدمها المتعلقة و كان دوره ليهمس بذاك الصوت الذى أصبحت تميزه ظاهرا جليا في بعض الأحيان يحمل نبرات متحشرجة مرتبكة على غير عادته مع اهتزاز واضح بتفاحة ادم العالقة كمصيرها بمنتصف حلقه اتفضلي يا داكتورة 
أشار للمعدية التي ما كانت سوى قارب خشبي صغير سيحملهما للضفة الأخرى من ذاك المجرى المائى الصغير الاتساع 
كان التحرك بحذاءها كارثي فقد كان كعبه يغوص في الوحل متى تحركت و أخيرا تنفست الصعداء عندما وصلت القارب مر عفيف لداخل القارب و مد كفه التي لم تستطع ان ترفضها في حالة كهذه كانت المرة الثانية في الدقائق الماضية التي تتلاقى فيها
أكفهما وكادت تقسم ان لو للاكف حديث فإنها قد سمعته بين كفيهما الان كفه يهمس لكفها بعد لقاءه الأول مرحبا مرة أخرى وداعا لعلنا نلتقى قريبا من جديد 
صعدا للمركب ليبدأ صاحبها المركبي في دفعها لتخوض الماء قليلا و أخيرا يدفع بنفسه داخلها ليقف و معه عصاه التي تزيد طولا عن عمق المجرى المائى فيدفع بها لأعماقه حتى تدفع المركب للأمام كان يفعل ذلك بسلاسة و يسر أذهلها وهي تراقبه في تعجب و لا تدرك ان هناك عيون تتفحصها و هي تبتسم في هدوء لتلك النظرات المغلفة بالدهشة التي تطل من عينيها السمراء و بدأ ذاك المركبي في الغناء بصوت شجى اخذها لبعد اخر تطلعت حولها في عدم تصديق شاعرة انها تدخل عالم مواز ما كانت لتدركه ولا بعين خيالها مركب و معدية و نهر وجبل شامخ و امطار و عفيف وقعت عيناها عليه في تلك اللحظة لترتعش رغما عنها و تجذب الي جسدها سترتها الصوفية فلقد وجدته لا يحيد بنظراته عنها و كأنه شارد فيها و لم يدرك انها انتبهت لذلك او ادرك ولم يبال كعادته 
حادت بناظريها عنه تجاه المركبي وبدأت في الاستماع لغنائه الذى حاولت ان تستوضح معنى كلماته
فرطت جلعي ما چانيش ريح
وعاودت ع البر ناوي
ياما ناس زينا مچاريح
لكين صابرة ع البلاوي
إوعى تجول للندل يا عم
وان كان ع السرچ راكب
ولا حد خالي من الهم
حتى جلوع المراكب
وصولوا أخيرا للبر الاخر ليتبادل اكفهما الحديث اللحظي مرة أخرى و هو يساعدها على النزول من المركب و منه الى بيت مناع الذي لم يبعد عن شاطئ النهر كثيرا لكن السير بحذاءها ذاك كان أشبه بالخوض في بقعة

زيت كبيرة و انت ترتدى حذاء زلقا 
ألتقطت أنفاسها أخيرا و تنفست الصعداء عندما وصلت لدار مناع المكونة من طابقين 
ما ان رأهما مناع قادمين حتى هلل في لهفة مندفعا إليهما يحمل عن عفيف حقيبة دلال و التي اصر على حملها عنها و كم شكرت له ذلك وسط تلك الأجواء الموحلة التي كانت تسير فيها و كأنها تضع خطواتها على قشور من البيض مخافة كسرها 
اندفع مناع لداخل الدار مصطحبا معه دلال يرشدها لغرفة زوجه التي كانت صرخاتها المتوجعة كفيلة بمعرفة مكانها دون الحاجة لإرشاد وعاد سريعا لعفيف الذى وقف ينتظر عودته المضطربة هاتفا متأخذنيش يا عفيف بيه اتفضل و الله ده اني حصل لي البركة بمچية چنابك 
دخل عفيف احدى الغرف الجانبية والتي كانت معدة مسبقا لاستقبال الضيوف 
جلس في هدوء هاتفا في مناع روح شوف الأحوال و اعتبر اني مش موچود و ربنا يجومهالك بالسلامة 
هتف مناع معترضا كيف يعنى! يبجى عفيف بيه النعمانى بداري و انب اعمل حالي كنه مش موچود و الله الليلة كنها ليلة عيد بتشريفك يا بيه 
ابتسم عفيف لمحبة مناع الصادقة و التي تقطر من كلماته ليهتف به امرا طب روح شوفهم يكونوا عاوزين حاچة متجعدليش كده و انى لو عوزت حاچة هنادم عليك 
نفذ مناع الامر كما اعتاد دوما و اندفع خارج الحجرة متوجها لغرفة زوجه و التي علت صرخاتها حتى شقت عنان السماء ليقف متضرعا و هو يسأل دلال التي خرجت من الحجرة في تلك اللحظة باحثة عن احدى معداتها داخل الحقيبة التي تركها مناع بالخارج ليهتف بها الاخير مش خير برضك يا داكتورة و لا ايه ! طمنينى ربنا يريح جلبك دي شكلها تعبان جووى 
اكدت دلال في لهجة حاولت ان تداري بها قلقها من صعوبة حالة سعدية اهدى يا مناع كله بأمر ربك قادر يقومها بالسلامة باذنه 
هتف مناع في جزع يبجى حالتها واعرة كيف ما انى واعيلها 
لم ينتظر منها جوابا بل ترك المكان كله وولى مندفعا للأسفل حيث غرفة عفيف الذى زم ما بين حاجبيه ما ان طالعه وجه مناع الغائم فهتف مستفسرا خير يا واد ايه في ! 
تحشرج صوت مناع الحالة صعبة يا عفيف بيه وعيت لكلام الداكتورة ميطمنش يا رب ألطف بيا و بيها يا رب 
نهض عفيف مشرفا عليه بقامته و مناع جالسا ارضا يضع رأسه بين كفيه في استسلام و ربت على كتفه في مؤازرة هاتفا واااه ما تچمد امال هتجوم بالسلامة بس جول يا رب 
هتف مناع من أعماقه متضرعا ياارب يااارب يا عفيف بيه دى لو چرالها حاچة اروح وراها 
تطلع اليه عفيف كانت كلمات مناع تحمل معان ما كان عفيف يدركها و لم يكن يعتقد انها موجودة من الأساس دوما قلبه ملكه هو
تم نسخ الرابط