جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش
المحتويات
لا سبيل ليهبه لاى من كانت و كان يتعجب من أقوال البعض عن العشق و الهوى
و كم قرأ من روايات تصف تلك الحالة المبهمة التي ما وعاها قلبه يوما لكن لما يستشعر الان و في تلك اللحظة ان كلمات مناع ما عادت غريبة على إدراكه و ان قلبه بدأ يتفهمها و انه بدأ يفك شفراتها الغامضة
أصوات زغاريد منطلقة أخرجته من شروده و جعلت مناع ينتفض مندفعا باتجاهها غير مصدق ما تنبئ به وصل لباب الغرفة التي تحوي زوجته يتطلع بأعين زائغة منتظرا البشارة لتعاجله امه هاتفة في سعادة تكاد تقفز فرحا ألف مبروك يا ولدي واد ذي البدر الله اكبر
هتفت امه تطمئنه زينة يا ولدي وذي الفل الداكتورة ماشاء الله عليها لولاها ما كنا عارفين ايه اللى كان هيحصل
كانت دلال لازالت بالداخل ترعى سعدية و لم تنته بعد مما دفع مناع لينزل الى عفيف حاملا ولده في فرحة غامرة ليضعه بين ذراعيه تناوله عفيف في حذر ناظرا اليه في سعادة لكم تمنى ان يحمل أطفال ناهد و من بعدهم اطفاله لكم يعشق الصغار وهم بتلك البراءة والنقاء
اندفع مناع هاتفا في حماسة هسميه عفيف بعد إذن جنابك طبعا
قهقه عفيف في سعادة و هو يعاود النظر للطفل بين ذراعيه هاتفا في فخر وهو يخرج مبلغا ماليا كبيرا من جيب جلبابه ليضعه بداخل غطاء الطفل وهو يعيد الوليد بين يدى والده من جديد مبروك ما چالك يا مناع يچعله الولد الصالح يا بوعفيف
هتف عفيف في هدوء و هو يربت على كتف مناع لا كتير ولا حاچة و بعدين هو عشانك ده عشان عفيف الصغير
كانت تقف على عتبة الباب منذ لحظات أنهت مهمتها بالأعلى و اطمأنت ان حالة سعدية مستقرة و هبطت الدرج لتستعد للرحيل ليطالعها ذاك المشهد الذى غزا قلبها بشكل عجيب مظهره الغير معتاد و هو يحمل طفل مناع جعل ضربات قلبها تتضاعف بسرعة صاروخية و ملامح وجهه تلك التي كانت تحمل كم غير طبيعى من الحنو والرأفة جعلت روحها تئن مترنحة تكاد تسقط صريعة لتلك الأحاسيس التي اثارتها تلك الملامح
لم تعد قادرة على البقاء اكثر مكانها وترك الحبل على غاربه لأفكارها و مشاعرها الفوضوية اللامسماه تجاه ذاك الرجل لذا اندفعت داخل الغرفة ترسم ابتسامة بلهاء على شفتيها هاتفة بصوت ليس لها مبروك يا مناع و حمدالله على سلامة سعدية يتربي في عزك
اتسعت ابتسامتها و هي تكاد لا تقف على قدميها من شدة الإرهاق متقلش حاجة يا مناع انا معملتش حاجة بجد ده فضل ربك
واتجهت برأسها لتنظر للطفل النائم بوداعة بين ذراعى ابيه لتمد كفيها تحمله في شوق و تساءلت في جوف أعماقها هل سيمن عليها الله يوما لتحمل اطفالها كما تحمل أطفال الغير بتلك المحبة
همسه ايقظها من سبات أحلامها الوردية و هو يقترب منها قائلا شكلك تعبتي يا داكتورة مش نرچعوا بجى ! و لا لسه في حاچة جدامك هنا !
ما ان همت باجابته حتى انتفضت في ذعر تلتصق به و هي تضم عفيف الصغير بينهما
صوت الطلقات الڼارية الحية التي كان يطلقها مناع بالخارج فرحة بميلاد طفله جعلتها تنتفض ولم يكن بمقدورها ان تأت بأي رد فعل ممكن و خاصة و الطفل بين ذراعيها فانكمشت على نفسها و هي تغلق عيونها بقوة
كان من العجيب ان تشعر فجأة ان صدى الطلقات قد خفت و بدأت في الاسترخاء رويدا رويدا و فتحت عيونها تدريجيا
لتصطدم بعينيه المتطلعة اليها و كفيه اللتان أحاطتا بجانبي وجهها ضاغطة قليلا على اذنيها فوق حجابها بشكل لم تستشعره لضغطها على أسنانها جزعا فاصلة إياها عن عالم الأصوات الخارجية
تطلعت الى عمق عيناه التي لا تستطيع ان تحيد بنظراتها بعيدا عنهما فضولها ېقتلها لتفسر مغزى تلك النظرات التي ما عادت قادرة على تحمل ألغازهما اكثر من هذا لكن فجأة انقطع الوصل كما بدأ عندما دخل مناع هاتفا في سعادة فاقت الحد و هو يتناول ولده من بين ذراعيها ناظرا إليهما في امتنان عجبال ما نشيل عيالكم وتفرحوا بيهم
لم تعد تستطيع ان تنتظر لحظة واحدة امام سيل النظرات التي غمرها من تلك العيون الفحمية و خاصة بعد كلمات مناع الأخيرة
اندفعت في عجالة خارج الدار ليندفع عفيف لاحقا بها و هو يجذب الحقيبة التي تناولتها في طريق خروجها ليحملها عنها
وقفت لترتدى حذاءها الموحل و الذى خلعته تأدبا على عتبات الدار لتتوقف قبل ان تدس قدمها به لهتافه و هو ينحنى جاذبا الحذاء ليكسر كعبه في سهولة و كأنه ينتزع قشة عالقة بثيابه
وضع الحذاء أرضا بعد ان انهى مهمته لينظر اليها مؤكدا كده هيريحك ف المشى ف الوحل ده على طول الطريج للمعدية
دست قدميها في الحذاء بضيق و هي لا تصدق انه فعل ذلك بحذاءها الغالي الجديد و الذى اشترته مضحية بمرتب شهر كامل اللعڼة عليه و على الأمطار و الوحل و على سيطرته الخانقة
استطاعت الوصول للمعدية و دخولها بسلام دون الحاجة لمعاونته و الحق يقال كان لديه كل الحق في خلع كعبى الحذاء و الذي اصبح المشى به اسهل كثيرا و ايسر مما مضى
عاودت الأمطار الهطول من جديد بعد ان توقفت لفترة لتشعر بالبرد و الماء يتخلل عظامها و تنبهت أخيرا انها قد نسيت سترتها الثقيلة التي خلعتها ما ان دخلت لسعدية الحجرة و أصبحت بحاجة للحركة بدون قيدها المحكم على جسدها
تنبه عفيف لارتجافاتها ليهتف حانقا فين الچاكت بتاعك !
اكدت في خجل كطفلة يؤنبها ابوها قلعته في بيت مناع و نسيته
زمجر في ڠضب ليتحرك بحذر داخل المعدية التي كانت تتمايل پعنف في تلك اللحظة حتى وصل اليها ليلقي عليها عباءته الصوفية و يعود ليجلس موضعه من جديد حتى يستقيم اتزان المركب
أغمضت عيناها و هي تشعر ان دفء عباءته وحده كان قادرا على حمايتها بهذا الشكل الرائع
أحاسيس عجيبة تسربت لروحها و دفء العباءة المخلوط بعطره يدغدغ مشاعر مستترة ما خبرتها يوما و ما كانت على علم بوجودها من الأساس
و بدأ المركبي في الشدو من جديد
خلخال خطړ ع الجدم
كل المحاسن فيه
والصايغ اسمه حسن
صانع جميع مافيه
دايما على الحمل صبار
اللي
أصوله زكية
ويخشى من اللوم والعاړ
ومن انكشاف الطوية
تنهدت في راحة و تورد خداها بلون الزهر عندما ادركت انها الان تشعر و كانما هي بالفعل قابعة بين ذراعيه قريبة من قلبه تطلع على مكامن نبضه و تحاول الوصول لأعماق روحه التي تحيرها
انتفضت مستفيقة من رحلة المشاعر تلك بفعل دفء عباءته على ندائه باسمها ربما للمرة الثالثة
ابتسم في ثقة كعادته ابتسامة غيرت خريطة العالم في لحظات حتى انها ما عادت تدرك أين يمناها من يسراها و مد كفه ليخرجها من المركب فقد وصلا بالفعل حيث تركا الكارتة مدت كفها وهي تلتحف العباءة الثمينة و تضمها اليها وعاد حديث الأكف من جديد مرحبا و مودعا في نفس ذات اللحظة
ركبا العربة التي ايقظ عفيف سائقها مناديا بإسمه لينتفض منتبها بكامل وعيه ليعودا لبيت النعمانى و على اعتاب المندرة حيث اصر على توصيلها دفعت بالعباءة الغالية مرغمة عن كتفيها و لم تعبء لاعتراضه بدورها و هي تضعها بين كفيه شاكرة إياه و تهرول في الدخول و الهرب منه فقدت اكتفت اليوم من محيا عفيف النعمانى الذي يؤرقها في صحوها و منامها
عاد لداخل البيت لتعاجله الخالة وسيلة حمدالله بالسلامة يا ولدي هااا مرت مناع چامت بالسلامة !
أكد عفيف و هو يتوجه لاعلى الدرج اه الحمد لله بفضل الداكتورة چامت بالسلامة و ربنا رزج بعفيف الصغير
هتفت الخالة وسيلة الله اكبر الله اكبر عجبال ما يا رب يمد ف عمرى و اشيل عوضك و افرح بشوفته جادر يا كريم
ابتسم عفيف و هو يختفي باعلى الدرج هاتفا كله بأمره يا خالة كله بمشيئته
و تذكر فجأة امرا هام فعاد لاعلى الدرج منحنيا هاتفا باسمها خالة وسيلة !
ظهرت من جديد ملبية في سرعة آمر يا عفيف بيه
أكد عليها هاتفا روحي للداكتورة دلال و خليك معاها و حطيلها اكل دى ملحجتش تتغدى و احنا اها داخلين ع المغرب
ومش هوصيك عليها انت عارفة
هتفت في محبة لااه توصيني برضك دي ف عيني من چوه انا رايحة لها اهااا انت معيزش حاچة جبل ما اروح اعملهالك
أكد و هو يختفى بأعلى الدرج من جديد لااه يا خالة تسلمي
اندفعت الخالة وسيلة منفذة ما امرها به ليدخل هو لغرفته ملقيا جسده المرهق على كرسيه المفضل ليتنهد في راحة لحظات و شعر باسترخاء جسده طلبا للراحة فاتجه للحمام يدفع عن نفسه ذاك البرد الذى تخلل جسده من تلك الرحلة الطويلة لبيت مناع ذهابا و إيابا تحت المطر و كان بالفعل حماما من الماء الساخن كافيا ليشعر ان الډماء قد عادت تجرى في عروقه من جديد ليعود للغرفة مرتديا جلبابا نظيفا و ما ان هم بالتوجه لفراشه ليتمدد عليه قليلا قبل ان يحين موعد العشاء حتى وقعت عيناه على عباءته التي دثرتها و أحاطت جسدها الذى تراقص امام عيناه
متابعة القراءة