جلاب الهوي من الفصل الاول حتي السابع بقلم رضوى جاويش
المحتويات
اكتفت الليلة من نصيبها من الكوابيس بعد ذاك الذى رأته في اول تلك الليلة الميمونة تطلع اليها عفيف بتعجب هاتفا ايه يا داكتورة اكلنا مش عاچبك و لا ايه ! نجيبوا لك غيره !
هتفت هي في رفض لااا غيره ايه !! ده جميل جدااا تسلم أيد الخالة وسيلة بس انا مش متعودة ع الاكل ده بالليل فمعلش اعفينى و استأذنك ارجع المندرة
هتفت دلال بإحراج لااا خلي حضرتك مرتاح انا عرفت طريقي متقلقش
هتف بأريحية على راحتك يا داكتورة ده بيتك
ثم نادى الخالة وسيلة بصوت جهورى جعل دلال تنتفض لتظهر الخالة بسرعة كعادتها ليؤكد عليها هاتفا من دلوجت و طالع هتبجي مع الداكتورة ف المندرة لو احتاچت اى حاچة تاجي جواام و تخليك بايتة معاها كل ليلة عشان متبيتش لحالها و اذا كان على كمال لما يرچع من مدرسته هايبجى معاي متجلجيش
لم يجبها احدهما للوهلة الأولى لكن الخالة وسيلة إجابتها ده واد ولدي يا بتي هو اللي بجيلي من ريحته الله يرحمه
صمت عم المكان و لكن الخالة وسيلة اومأت برأسها موافقة على كل حرف نطق به عفيف دون ان تعقب بينما شكرته دلال داخليا في امتنان خاصة بعد ان امر الخالة وسيلة بمصاحبتها في المبيت الان فقط ستنام ملأ جفونها و ستحظى بنوم هانئ بعد ما حدث معها اول الليل في تلك الغرفة العجيبة التي دخلتها صدفة و لا تعرف هل كانت كوابيسها داخلها صدفة أيضا
هتف عفيف مؤكدا وهو يتجاهل النظر اليها معطيا جل اهتمامه للعمال وعملهم اه جلت خير البر عاچله و اهو نشوف ناجصك ايه يا داكتورة عشان نچيبوه
و صمتت فجأة لتهتف في وجل مفيش اخبار عن نديم يا عفيف بيه!
تنهد في ضيق هامسا لو فيه اخبار حضرتك اول واحدة هتعرفيها بس مفيش حتى مهوبش ناحية شجتكم اللي ف مصر
تنبهت لتسأل متعجبة و عرفت ازاى !
هتفت دلال
ساخرة و افرض عرف و مجاش هتعمل ايه ساعتها !
ظهرت ابتسامة ساخرة على جانب فمه ثم هتف واثقا مياچيش كيف يا داكتورة ! لو بيعزك و بېخاف عليك كد ما بتعزيه و خاېفة عليه يبجى هاياچي وهو بيرمح كمان
تنهدت في ضيق وهي متأكدة ان كل كلمة نطق بها عفيف هي صحيحة تماما و ان أخيها لن يتورع عن المجئ الى عرين الأسد بقدميه متى علم انها هنا وانه قد تم استغلالها من اجل البوح بمكانه الذى لا تعرفه بالفعل نظرت اليه بغيظ و هي تكاد ټنفجر قهرا من كم الثقة الذى يعترى كل حرف ينطق به يا له من مسيطر !! لا عجب من هروب اخته بعيدا عن سيطرته الخانقة و نظراته الواثقة حد الغرور و التي تخبر الجميع انه على علم بمجريات الأمور و كيف يمكن ان تسير على افضل وجه دون تدخل احدهم و أخيرا تنهدت و همست برجاء داخلي متضرعة ليتك لا تظهر يا نديم و لا تقرب الشقة مهما حدث فأنا قد احتمل ما يمكن ان يحدث لى هنا و لو بقيت مائة عام و لن احتمل ان يصيبك مكروه مهما كان من هؤلاء القوم و الذين على ما يبدو ليس لديهم اى عزيز او غالي يبقون عليه و على الرغم من غيظها و ضيقها من ناهد اخت عفيف والتي هى سبب هذا البلاء الذى حل بأخيها الا انها شعرت ببعض الشفقة تجاهها فماذا سيكون مصيرها اذا ما وقعت هى الأخرى بين يدى عفيف و رجاله و الذى ينتظر ظهورهما بفارغ الصبر حتى ينقذ شرف عائلته !
تنبهت من خواطرها على نداء عفيف هاتفا الاوضة چهزت يا داكتورة ادخلي شوفيها لو ناجصها حاچة
اومأت برأسها و على شفتيها ابتسامة باهتة بقلب منقبض خوفا على اخيها الغائب الذى لا تدرك له مكان او ملجأ يمكن ان تستنتج انه لجأ اليه ثم ردت بكلمات مقتضبة و توجهت حيث تركت حقيبتها الطبية على احدى المناضد لتتناولها رغبة في فتحها و التأكد ان الأجهزة الأولية التي ستحتاجها داخل الحقيبة بالفعل
حاولت مرارا و تكرارا ان تفتح الحقيبة لكنها ابت ان تفتح
ليدرك عفيف حيرتها ليهتف في تساؤل خير يا داكتورة الشنطة مالها !
تناولها منها رغبة في فتحها لكنها رفضت ان تبوح بسر مكنوناتها لأى منهما لذا هتف عفيف لأحد رجاله الذى لبى على الفور ليأمره هاتفا روح چيب الواد خړابة طوالى على هنا
اندفع الرجل ملبيا الامر على وجه السرعة لتهتف دلال بشك هو خړابة ده اللى المفروض انه يصلح الشنطة حضرتك !
قفزت ابتسامة على شفتي عفيف لتعليقها الملئ بالسخرية على اسم خړابة و مدى تناقضه مع اي إصلاح يمكن ان يأتي من قبله
ليهتف مؤكدا و قد تنبهت ان تلك الابتسامة المتوارية قد غيرت في ملامحه الكثير مټخافيش يا داكتورة ده واد چن هيفتح الشنطة ف لحظة و من غير ما ياچى چنبها او يخربها متجلجيش
ابتسمت ساخرة لا طبعا أخاف ازاى و انا خړابة بذات نفسه اللي هيفتح لى الشنطة ! ده انا طايرة من الفرحة
استدار مبتعدا تكلل شفتيه الابتسامة على الرغم انه يعلم انها تسخر من ذاك الشخص الذى ما تعاملت معه حتى لتحكم على قدراته لكنه لم يجادلها بل انتظر في صبر حتى ظهر خړابة على باب المندرة و معه ذاك الرجل الذى بعثه لاحضاره و الذى اختفى ما ان أتم مهمته ليندفع خړابة لداخل المندرة في اتجاه عفيف بيه يود لو يقبل كفه ليجذبها عفيف في صرامة و نبرة عاتبة لذاك الشاب الذى تعجبت انه صغير بالسن وهي التي ظنته رجل كبير و مخضرم في التعامل مع تلك النوعية من الحقائب الغالية الثمن و القيمة و شعرت بالضيق لاندفاع الشاب باتجاه كف عفيف الذى كان قابضا كعادته على عصاه العسلية اللون المعقوفة الهامة و تطلعت پغضب لذاك الذى كان ينحنى امام عفيف ليقدم له فروض الولاء و الطاعة هل هذا مفترض في بلد كهذه ! هل هذا من عاداتهم و تقاليدهم ! ام انه خوف و رغبة في مداهنة الأقوى حتى يستطيع ان يعيش بسلام !
تنبهت لصوت عفيف الآمر اديله الشنطة يا داكتورة مټخافيش
تعلقت قليلا بحقيبتها ثم مررتها لخړابة و هي تستشعر ان حقيبتها لن تعود كسابق عهدها ابدا و ربما تعود قطعة من الخردة لا نفع منها من بين يدى خړابة كم شعرت بالأسى لذاك فتلك الحقيبة عزيزة على قلبها و لها ذكرى خاصة لديها فهى من رائحة ابيها الراحل
تناول خړابة الحقيبة و كأنه يتناول قنبلة على وشك الانفجار عاملها بإجلال واضح و هو يضعها على فخذيه عابثا بأقفالها ليهتف
عفيف فيه مشجعا ها يا خړابة هتعرف تفتحها ! و لا هتخربها و تكسفنا جدام الداكتورة !
ما ان انهى عفيف كلمته حتى أطلقت الحقيبة صوت مميز لتكات متتابعة دلالة على انصياعها لتفتح على يد خړابة الذى جعلتها مهارته تفغر فاها في دهشة و عدم تصديق انه فعلها
ابتسم عفيف في سعادة و هو يربت على كتف خړابة الذى انتشى بفعل انتصاره على اقفال الحقيبة التي ما قاومت غزوه لها اكثر من لحظات
تناولت دلال الحقيبة و بدأت في التطلع لمحتوياتها ليهتف عفيف رابتا على كتف خړابة الذى هم بالنهوض منصرفا ليشيعه عفيف بنظرة استحسان و كلمات مبهمة لم تستطع دلال تبينها
هتفت دلال لعفيف خسارة الولد ده لو كان اتعلم كانت هتفرق كتير اكيد
همهم عفيف هامسا كل واحد بياخد نصيبه و الحمد لله ان نصيبه چه على كد كده
لترد الكلمة خلفه بوجل صدقت كل واحد بياخد نصيبه
نعم كل منا ينال نصيبه من أرزاق الله كافيا ووافيا و لا يعلم كيف يأتيه النصيب
و لا متى يأتي كل ما يدركه المرء ان نصيبه الذى قسمه الله له سيدركه
صړخة دوت في جوف الليل كانت كافية لانتزاع نديم من قلب فراشه مندفعا لحجرة ناهد دون ان يطرق بابها ليجدها لازالت تصرخ مشوشة الفكر لااه مش انا يا عفيف انا اختك مش انا
جلس نديم على طرف فراشها يهز كتفيها حتى تستفيق لكن نظراتها الملتاعة كانت وكأنها ترى اخيها أمامها الان واقفا يتوعدها حيث تتسمر نظراتها وتهتف صاړخة بأسمه
هزها نديم من جديد لعلها تصحو من ذاك الکابوس المسيطر عليها بهذا الشكل و المتكرر منذ ايام
هتف فيها رغبة في إيقاظها اهدي يا ناهد اهدي ده مجرد كابوس انا نديم انا معاك مټخافيش
لحظات من الشرود و التيه مرت و هي لا تجبه و أخيرا بدأت في البكاء عندما تيقنت ان ما رأته لتوها لم يكن الا كابوسها المعتاد منذ غادرت النجع و تركت كل ما يتعلق بحياتها السابقة خلف ظهرها حتى اخيها الوحيد الذى لا تحب مخلوق على
متابعة القراءة