رواية الشيطان المتملك الجزء الثانى بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
دقائق قليلة....
رفع محمد عينيه لتتراءى أمامه نور
منكبة على أوراق...كم بدت لطيفة
و هي تحاول بشتى طرق تثبيت
خصلات شعرها قصيرة تي كانت
تسقط على وجهها في كل مرة
نفخت وجنتيها بتأفف لتقرر أخيرا
وضع قلم من يدها و إنهاء مشكلة
إبتسم محمد وهو يراقبها كيف جمعت
خصلات شعرها لتضعهم على تحت ياقة
سترة ثم عادت من جديد لتركز على
قطع مراقبته صوت طرقات على باب
ليدخل بعدها شاب نحيل لم تتعرف عليه
نور يدفع أمامه طاولة صغيرة تحتوى
على فطور ذي طلبه محمد....
شاب صباح خير ياكابتن...داه
فطار لي وصاني عليه عم محروس....
إستقام محمد من مكانه متجها نحوه قائلا
صباح إلخير يافتحي...تقدر ترجع شغلك..
فتحي و هو يومئ برأسه بطاعة تؤمرني
بحاجة ثانية
غادر شاب ليدفع محمد عربة نحو نور
تي كانت تجلس مكانها بصمت....
جلس بجانبها ثم لملم ملفات و أوراق
تي كانت تضعها على ساقيها قائلا
سيبي كل حاجة من إيديكي دلوقتي
و خلينا نفطر...
نور بأعتراض لازم أخلص شغل أول
بعدين...
قاطعها محمد و هو يخطف آخر ورقة من
يدها عنوة قائلا نفطر أول و بعدين
نكمل شغل.. يلا...و إلا إنت عاوزاني أفطر
إستسلمت نور لإلحاحه ملبية رغبته في
مشاركته طعام ليمد لها كأسا كبيرة بها
عصير أخضر لم تعرفه.... عقدت حاحبيها
قائلة إيه داه
محمد بحماس داه عصير ميكس خضار
ذوقيه حيعجبك
جدا....
أخذت نور رشفة من كأس لتبتلعه
بملامح ممتعضة و هي تبعد يد محمد
قائلة باشمئزازأنا آسفة بس طعمه...
مقرف بصراحة.... إنت إزاي بتشربه...
محمد و هو يرتشف منه باستمتاع
أكثر من أي نوع عصير ثاني....
نور بمجاراة بهنا و شفاء...فكرتني
في كاميليا أختي بتحب اكل صحي جدا
يتعاقب أولادها بخضار مسلوقة...
أنهت حديثها لټنفجر ضاحكة و هي تتذكر
ذلك يوم ذي زارتها فيه لتجدها ټتشاجر
مع أولادها و هي تقنعهم بتناول خضروات
نظرا لفوائدها صحية....
محمد مممم فكرة حلوة اوي....
إيه
رفع محمد حاحبيه قائلا عقاپ بخضار
مسلوقة.. خاصة للناس لي پتكره أكل
صحي...
نور قصدك انا صح
أومأ لها محمد بمعنى نعم مش قلتيلي إنك حتسمعي
كلامي طول اسبوع لي جاي... و حتعملي
كل لي انا اطلبه منك....
نور بلهجة متوسلة و هي تبتعد عنه قليلا عشان خاطري بلاش دي....بكره خضار بكل أنواعها....
محمد غامزا تؤ مش داه قصدي طبعا....
و هذا ما أسعده كثيرا حيث
إكتشف عدة جوانب من شخصية نور فهي
تبدو صارمة و قوية من خارج لكنها داخليا
تعتبر طفلة صغيرة بحاجة للإحتواء و ترميم
چروحها تي تخفيها خلف صرامتها و تشددها...
شعر بأنه لم يخطئ عندما قرر إعطائها فرصة
أخرى لتغير من طباعها معه....بينما لم تكن
نور اقل منه سعادة رغم أنها لازت تحتاج
وقتا طويلا و جهدا كبيرا لتستطيع إذابة
سد جليد ذي بنته سابقا بينهما....لتصبح
علاقتهما طبيعية..
ليلا في فيلا عمر.....
تقف هبة في مدخل فيلا تنتظر وصول عمر
على أحر من جمر...تفحصت هاتفها للمرة ف
منتظرة إتصه بها لكن دون جدوى...
تذكرت منذ ساعات عندما أوصلها للمنزل
ثم غادر نحو فيلا وديه رغم معارضتها
و توسلها له ان يتراجع عن قراره لكنه رفض
ذلك رفضا قاطعا...
هرولت للخارج عندما لمحت سيارته
تتعدى بوابة لتتوقف في حديقة
إنهمرت دموعه بصمت و إهتز جسده
رغما عنه لتعلم هبة أنه يبكي...فضلت
هاتفا بصوت جامد خ من ضعف و كأنه لك يكن يبكي منذ قليل أنا حكيتلهم على كل حاجة
و مشيت على طول.... مكنتش عاوز أشوف
ردة فعلهم.. مقدرتش أشوف نظرات شفقة
و حزن في عنيهم....
خاصة ماما...عشان مهما عملت و مهما أذتني
حتفضل في اخير أمي و انا مقدرش غير
إني أشوفها صلبة و قوية... مقدرتش أشوف
إنكسارها بسببي.... و إنت ياهبة... إنت كمان
مش عاوزك تحسي في يوم من ايام بنقص
أو خجل بسببي... من حقك تكوني ام و تفرحي
زي اي ست متجوزة...هبة انا بحبك اوي... بحبك
حتى أكثر من نفسي و إنت عارفة داه كويس...
بحبك لدرجة إني مستعد أحررك مني عشان
تحققي حلمك في امومة.... انا عارف إني
حعيش بعدك زي مېت بس يمكن داه حيكون
أهون عليا من إني اشوفك پتتعذبي قدامي.....
فجأة توقف عن مواصلة حديثه بسبب
صڤعة نزلت على وجنته جعلته يغمض
عينيه بقوة تزامنا مع ضربات أخرى
طت صدره و كتفيه من هبة تي جن
چنونها و كأن شيطانا تلبسها.....
صړخت پعنف و هي لاتز تدفعه و تضربه
بعشوائية بسبب تلك ڼار تي اضرمها في
فؤادها جراء كلامه مهين لها.....
بكرهكككك.... بكرهك يا عمر و انا لي
حقولهك مرة دي عشان بجاااااد.... زهقت
تعبت من ضعفك و هروبك في كل مرة تواجهك
مشكلة..... نفس كلام في كل مرة....
كل لما نرجع من دكتور انا مستعد
اطلقك ياهبة.....إنت من حقك تشوفي حياتك
ياهبة....
صمتت قليلا بسبب إختناقها بدموعها قبل أن
تواصل حديثها من جديدكل لما تسمع مامتك
او اي حد من ثاني.... كل اما تشوف طفل
في شارع معدي كلما......
أسهل حاجة تفكر فيها... إنك تستغنى
عني.... طبعا ما إنت عارف و متأكد
إني مش حقدر أسيبك...حروح فين يعني...
حتى بابا لسه زعلان مني و بيسيب ماما
و إخواتي يقابلوني بعافية... هبة لي
إنت متأكد إنها بتعشقك أكثر من روحها
مستحيل تسيبك عشان كده عم تهين
في كرامتي كل شوية مين غير تفكير....اناني
مش شايف غير نفسك طب و انا.... ها....
ماأنا كمان بشړ زيك و ليا طاقة إحتم
يعني حستحمل نظرات ناس و إلا إتهامات
أهلك و إلا كلامك لي زي سكاكين.....
طيب خلاص....
مسحت دموعها مدعية قوة و هي تنظر
إلى جهة أخرى....
عاوز تسيبني و تروح إتفضل.... ما إنت عملتها زمان سبتني و رجعت لقيتني مستنياك
.... بس مرة
دي
اوعدك إنك مستحيل حتلاقيني.... حطلق
منك و حتزوج و حجيب أطف و خليك
إنت قاعد هنا لوحدك بسلبيتك و ضعفك وووو
هبببببببة.. إخرسيييي...
عمر بصړاخ مماثل مقاطع حديثها....
لا مش حسكت عاوزة أقلك كل حاجة
في قلبي و حتسمعني يا عمر.... عشان دي
حتكون آخر مرة نتكلم فيها...زي ما إنت
مش عاوزني انا كمان مش عاوزاك...مش
حتمسك بيك بعد كده و مش حاخذك في
حضڼي و اطبطب عليك زي ما بعمل في
كل مرة.... مش حضحي عشانك ياعمر
عشان إنت متستهلش كل لي بعمله
عشانك...
تراجعت عدة خطوات للخلف قائلة
بلهجة رسمية إديني ساعة واحدة عشان
ألم هدومي... متقلقش مش عاوزة منك
حاجة و حتنازلك على كل حقوقي... حاخذ
بس هدوم لي أنا إشتريتها بمرتبي...
ركضت إلى داخل بعد أن أنهت آخر
كلماتها تاركة إياه واقفا ينظر أمامه بذهول...
لم يكن يتوقع انها ستنفجر أمامه هكذا
في يوم من ايام و تخرج كل ما في قلبها...
ان فقط إكتشف أنه...
لم يكن وحيد ذي يعاني بل هي أيضا
كانت تتحمل أضعاف ما يشعر به و فوق
كل ذلك كانت تبذل قصارى جهدها للتخفيف
عنه و إخفاء آلامها أمامه حتى لا تزيد من
معاناته.
مسح وجهه بتعب قبل أن يأخذ طريقه
نحو غرفته بخطوات مرهقة محاولا
تنظيم أفكاره و إيجاد كلمات مناسبة
حتى يراضيها...
في فيلا بحيري.....
إنتهت عائلة من تناول عشاء لينتقلوا
للصون لقضاء بقية سهرة....إستأذنت
ليليان منهم لتصعد غرفتها حتى ترتاح
بعد إن إطمئنت على ايسم مع جدته
إغتسلت ثم غيرت ملابسها و قت
بجسدها على لټغرق في نوم عميق...
بعد ساعات قليلة إستيقظت ليليان كعادتها
بسبب شعورها بعطش...وجدت غرفة
مظلمة و باردة و كأن لا حياة فيها....
لفت غطاء حول جسدها جيدا قبل أن
تقف من متجهة نحو شرفة لتغلقها
حتى تمنع دخول نسمات هواء باردة..
عقدت حاحبيها بتعجب و هي تتساءل
داخلها عن سبب غياب أيهم و عدم
مجيئه حتى هذه ساعة متأخرة...
انارت غرفة ثم بدأت ببحث عنه في
حمام و غرفة ملابس دون جدوى...
إنتبهت لوجود ورقة بلون وردي معلقة
على مرآة تسريحتها ذكرتها بتلك ورقة
تي تركها لها أيهم منذ ثلاثة سنوات.....
امسكتها بيدين مرتعشتين و بدأت في قراءتها
بصوت ع....
ليلياني...انا آسف... للمرة مليون بقولهك بس
صدقيني مرة دي ڠصب عني.... مجبر إني
أسيبك و أمشي للأبد...لكن على اقل حمشي و انا مطمن إني سبت ذكرى حلوة ليا في قلبك بعد
كل قسۏة وعڈاب لي إنت عشتيهم
بسببي....ايام اخيرة لي انا قضتها
معاكي حتبقى ونس وحيد ليا في وحدتي
لي جاية... انا لما كنت في لندن عملت تحيل و طلع عندي کانسر في مخ و للأسف في مرحلة
أخيرة و دكاترة قولي إن فاضلي شهور
قليلة عشان كده قررت إني أرجع و أصلح كل أخطائي.... انا سافرت لمكان محدش يعرفه
عشان اقضي آخر ايامي فيه...مش عاوز حد يشوفني ضعيف و خصوصا إنت... عاوزك تفتكريني دايما أيهم قوي لي بيحبك و لي محبش في دنيا غيرك ارجوكي تسامحيني و إفتكريني
دايما بخير و لما أيسم يكبر قوليله إن أبوك
بيحبك اوي و إنه كان نفسه يعيش عشان يشوفك و إنت بتكبر... إوعي تبكي عليا او تحزني عشان
دموعك أغلى مني بكثير....انا زمان غلطت
في حقك اوي و دلوقتي بدفع ثمن...لما أموت
أرجوكي متنسينيش بدعاء و صدقة و كملي
مشروع عيادة مجانية لي اتفقنا إننا نعمله
خلي بك من نفسك و من أيسم و لو قررتي
في يوم من ايام إنك تتجوزي ارجوكي
إختاري شخص صح...
بحبك اوي.....
ايهم.
شهقت ليليان محاولة تنفس بعد أن شعرت
بنفسها على وشك اختناق...سقطت على
أرض و هي تحاول صړاخ بأقصى صوتها
لكنها لم تستطع فقد تتحرك باسم
أيهم......
يتبع
مستنية رايكم في أحداته
فصل تاسع
ارتخى شاهين على كرسي بار صغير موجود في مكتبه و هو يرفع كأسه ى ليترشفه باستمتاع و تمهل... قى نظرة أخيرة على تلك صور مبعثرة تي وصلته منذ قليل من أحد رجه ذين كلفهم لمراقبة كاميليا و جلب معلومات عنها و عن عائلتها و حياتها... أمسك إحدى صور لها و هي مدخل جامعة كانت واقفة تتحدث مع إحدى صديقاتها ترتدي بنط جينز اسود لون و كنزة صوفية بلون زهري فاتح ذي انعكس على بشرتها بيضاء و وردية اما شعرها بني فقد تركته حرا ينسدل على ظهرها ليعطيها مظهرا فاتنا...
حدق في صورة بامعان قبل أن يرتشف رشفة أخرى من كأسه و هو يهمسلا حلوة...حلوة اوي و جريئة كمان لي تتجرأ انها تفكر تستغفل شاهين ألفي تبقى يا إما جريئة....او مچنونة.... فجأة اڼفجر ضاحكا بدون سبب لدرجة انه وضع كأس فوق طاولة بار و انحنى بجذعه ى امام و هو لايتوقف عن ضحك بصوت ع و كأنه فقد عقله .
وضع كفيه على وجهه ذي اسود فجأة و بدأت عروق يديه و رقبته ببروز و أصبحت ملامحه اكثر قتامه و جسده ينتفض بشدة بسبب ڠضب...
صړخ پجنون قبل أن يرفع قبضة يده و يدفع كؤوس و زجاجات تي كانت على سطح بار أرضا لتتحطم و تتناثر ى اشلاء محدثة دويا عيا ....
خرج من مكتبه سريعا ليصعد ى جناحه ليأخذ حماما منعشا بعد أن أمر إحدى خادمات بتنظيف مكتب من فوضى تي لحقت به...
في شقة أيهم
صړخ عمر بنفاذ صبر على تجاهل أيهم له إنت يا بني آدم مش بكلمك... مش بترد ليه فين شاهين
أشار له اخر بيده و هو لايزيح عينيه جسد فتاة قبل أن يجيبه بصوت ع بسبب صوت موسيقى ق مش جاي عنده شغل مستعجل...اكيد لقى مزاجه في حتة ثانية...
عمر بتذمر طبعا و انتم هيهمكم إيه غير مزاجكم ...بقلك إيه ما تطرد بتاعة دي
متابعة القراءة