رواية الشيطان المتملك الجزء الثانى بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
ارجوك خليني أمشي انا
مش عاوزة أقعد هنا....
إبتعد عنها ليتلفت إلى جهة أخرى
نافثا هواء بقوة حتى يستطيع سيطرة
على أنفاسه غاضبة....
تحدث بصوت مقهور رغم صلابته دي عاشر
مرة تهيني كرامتي و رجولتي بكلامك
و انا بسامح و اعدي و أقول صغيرة بكرة
حتكبر و حتتغير بس ظاهر مفيش فايدة
أنا بقى لى مش عايزك بعد كده على قد
ماحبيتك و عشقتك بقيت بكرهك و مش
عشان محامي حيكلمك نتمم إجراءات
طلاق...من نهاردة إنت برا حيلتي
حياتي ... كل لي بينا إنتهى و حاجتي لي عندك إحتفظي بيها مش عاوز اي حاجة تفكرني بيكي حتى. دبلة و دلوقتي إطلعي برا و متورينيش خلقتك ثاني .
سمع صوت باب و هو يغلق وراءها ليغمض
عينيه بأسى عن حه مستندا على حائط
بضع دقائق
مكتبه متمتما في داخله ملعۏن ابو حب
لي خلي واحد يفرط في كرامته بشكل
داه...كان لازم أعمل داه من زمان .
بعد خروجها من مركز رياضي قادت نور
متجهة بها نحو مكان ناء بعيد عن جميع...
إنفجرت بسمة غاضبة في وجهها بعد أن
حكت لها نور ماجرى معها إرتحتي.. اهو حتبقي
مطلقة على صغر سنك....
أجابتها نور بلامباة أحسن ما ابقى مطلقة
هزت بسمة رأسها بياس من عنادها فارغ
قائلة بحنق يارب طول في عمري عشان
اشوفك ندمانة و دمعتك على خدك و تقولي
ياريت يرجع بيا زمن ماكنت هببت لي
هببته.... يا بنتي إنت إيه دماغك دي مصنوعة
من إيه ماتفهميني عمة تدمري في حياتك
بايديكي بسبب عنادك و غرورك لي حيوديكي
للهلاك.
نور بضجر بقلك إيه بطلي تزني في دماغي
بعد لي شفته نهاردة اكدلي كل شكوكي
محمد و اخوه و عمر و اصحابهم حكلهم
نسخة من شاهين ألفي لي عذب أختي
و هانها و كسرها ايام و شهور... أختي
لي مفرحتش بجوازها زي أي عروسة
أنا مش عاوزة أفتكر لي حصل عشان كل
مرة بفكر إيه لي كان بيحصل معاها زمان
فصل سادس جزء ثاني
طرقت ليليان مرتين باب مكتب قبل أن
تدلف لتجد أيهم منغمسا في عمل و أمامه
كومة من أوراق يتفحصها بتمعن...
رفع رأسه نحوها ليضيئ وجهه بابتسامة
عريضة ثم ق يا اهلا و سهلا نورتي
مكتب...إتفضلي..
وقف من مكانه متجها نحوها ليقف
قريبا منها مشيرا نحو اريكة لتجلس
عليها قبل أن يعود نحو هاتف مكتب
و هو يسير من جديد ليجلس بقربها
على اريكة و نفس ابتسامة مازت
مرسومة على وجهه...
قطع صمت عندما تحدث أيهم متسائلا
ليه تاعبة نفسك و جاية ما انا قلتلك
حهتم بشغل نهاردة.... كان مفروض
تقعدي ترتاحي و تشبعي شوية من أيسم.
تنحنحت ليليان قبل أن تجيبه بتردد
لقيت نفسي فاضية قلت آجي و كمان
طنط كاريمان مهتمة بأيسم جدا بأخص
نهاردة.
أتمت كلامها لترمقه بنظرات غير راضية
ليتعجب أيهم ذي هم بسؤها لكن قبل
ان يتحدث قاطعه طرق على باب.
ايهم ادخل.
دخلت سكرتيرة و في يدها صينية
صغيرة لتضع محتوياتها على طاولة
و تغادر بعد أن أشار لها..
إلتفت نحو ليليان مرة أخرى مستفسرا
في حاجة حصلت
ليليان بضيق يعني مش عارف
ايهم بصبر قصدك إيه
ليليان قصدي لي حصل إمبارح و صبح
كمان .
فرك أيهم طرف شفته سفلى محاولا
سيطرة على ضحكته ليهتف بتهرب
و إيه لي حصل إمبارح و صبح
صړخت ليليان بحنق على طريقة كلامه
متلاعبة بطل تعمل كده...مش بحب لف و دوران...إنت عارف كويس انا بتكلم على
إيه و عاوزة تفسير دلوقتي حا.
أيهم بمشاكسة مش حقلك عشان حتزعلي
و انا آخر حاجة عاوزها هي إني أشوفك
زعلانة و متضايقة
ليليان بتحذيرأيهم لو سمحت ..
أيهم مقاطعا محصلش حاجة.. إنت كنتي
تعبانة لدرجة إنك مكنتيش حاسة بحاجة
نمتي في عربية و انا شلتك و طلعت بيكي
أوضة و هناك غيرتي هدومك و أكلتي
شوية شوربة و بعدها نمتي للصبح.
ضيقت ليليان عينيها بتفكير قبل أن
تهمس بس انا مش فاكرة حاجة...
أضافت بتردد طب ليه مصحيتنيش على
اقل عشان اغير هدومي... اووف مش فاكرة
حاجة .
أيهم بتسلية إنت ليه مكبرة موضوع...
كل حاجة خلصت....
ليليان پغضبهو إيه لي خلص و كل لي
في فيلا فاكرين إننا رجعنا لبعض تقدر تقلي
حنعمل إيه في مصېبة دي
نفخ أيهم هواء بنفاذ صبر قبل أن يتريث
قليلا ليرفع كأس عصير نحوها قائلا إشربي
عصير و إهدي.. كل مشكلة و ليها حل متقلقيش .
أشاحت بوجهها بعيدا عنه ليعيد كوب
لمكانه ثم يقف من مكانه ليسير نحو نافذة
زجاجية واضعا يديه في جيوب بنطه
و ينظر للأسفل لحديقة مستشفى....
رمت
من حب لسنوات......
حرك رأسه يمينا و يسارا لينفي هذه أفكار
مزعجة تي لا طما أرقت نومه لينتبه
لها عندما وقفت بجانبه...
ليليان بصوت هادئ كلما آجي أتكلم معاك في
موضوع تتهرب زي عوايدك...كل حاجة عاوزها
على مزاجك تضربني تعذبني تخوني و تبهدلني
و بعدين تسافر و تهرب عشان مطلقنيش و دلوقني
راجع و عاوزنا نرجع عشان سيادتك ندمان و ضميرك
صحى و بقيت بتحبني و عاوز تعيش حياة
طبيعية معايا انا و إبنك...و أنا مفروض اوافق
و أقبل
بكل حاجة إنت تعملها...و عشان توصل
للي إنت عاوزه بتخلي عيلتك تضغط عليا
بكل طرق عشان أقبل... كلهم شايفين قد إيه
بتحاول تنجح علاقتنا و بتعمل كل لي تقدر
عليه عشان تراضيني و اقبل ارجعلك من ثاني
و لو ماوافقتش حيزعلوا مني...و حيقولوا إن
أنا لي ظماك...
إلتفتت نحو لتنظر في وجهه بتمعن قبل
أن تكمل لو كنت مكاني حتعمل إيه
أغلق أيهم عينيه پألم قبل أن يجيبها بصوت
مخټنق مينفعش شيطان يكون مكان
ملاك...
ليليان بصړاخ مفاجئليه مصر تحسسني
إني لعبة بتحركها زي ما إنت عاوز...طول
عمري معنديش لا رأي و لا قرار...و لا أهمية.
لم يعد يطيق صبرا
لواقعها يسحبها من جديد نحو عمه خاص
يقسم انه لن يتركها حتى تخضع له بإرادتها...
دخلت جامعة بخطى مرهقة بعد ليلة
طويلة لم تذق فيها طعم نوم بسبب
شجارها يومي مع ودتها تي لم تكتفي
بضربها و شتمها لتهاتف شقيقتها و زوجها
حتى يأتيا في ساعة متأخرة من ليل
في محاولة منها للضغط عليها حتى تتراجع
عن قرارها متهور...دون جدوى.
أخذت طريقها نحو كافتيريا للحصول
على كوب قهوة كبير عله ينجح في إعادة
نشاطها و حيويتها تين يفتقدهما جسدها
حتى تستطيع صمود في هذا يوم طويل
كطبة في كلية طب...
رمت كوب ورقي في أقرب سلة
مهملات قبل أن تتابع طريقها نحو قاعة
محاضرتها تية بعد أن فاتتها اول حصص...
تصنمت مكانها و هي تستمع لضحكات عية
وراء أحد أبواب مغلقة بعدم إحكام ليظل
فراغ صغير بين طرف باب حائط... بدا
لها صوت مألوفا لتقترب بتمهل و تسترق
سمع...
لحسن حظ لم يكن سوى صوت ضحكات
ميار تي بدت و كأنها ستطير فرحا في أي
لحظة و هي تحدث صديقتها مقربة ديا...
دياأم هي فين مجاتش محاضرة لي
فاتت... مش من عوايدها أنها تغيب.
ميار بنبرة سعيدة مش حتيجي نهاردة
أنا سألت غبية بسمة و هي قتلي إنها
كلمتها إمبارح و قت إنها مش حتحضر
نهاردة...
أضافت و هي تجلس على إحدى طاولات
عية أحسن.....بقيت مش طايقة أشوفها
قداميانا ماسكة نفسي بعافية عشان
ماقتلهاش بإيدي.... بس بعدي يقول إهدي
يا بنت و إستني لغاية ما أوصل لهدفي
و بعدين إعملي لي إنت عاوزاه...
ديا بابتسامة مصطنعة أنا مش عارفة
إنت ليه متمسكة بمحمد... اقصد هو شكله
حلو و شيك و من عيلة غنية بس في
كثير أحلى منه و اغنى منه كمان... ليه
محمد بحيري بذات
وضعت نور كفها على فمها تمنع خروج
شهقتها مصډومة هي تستمع لهذه
حقائق لأول مرة...إبتلعت ريقها بصعوبة
و هي تستند على حائط لتوازن جسدها
ضعيف تجاهد لتبقي جميع حواسها
مركزة على ماستقوله تلك حية ميار....
ميار و قد برقت عيناها بتصميم عشان
مختلف لي زيه صعب تلاقي منه كثير
في زماننا داه...راجل بجد مش زي عي مدلعة
لي إحنا نعرفهم...راجل حقيقي تقدري تأمنيه
على نفسك و إنت متأكدة إنه مش حيخونك
و لا حيغدر بيكي....محمد لو قعدت معاه
سنة في اوضة واحدة مش حيبصلي و لا
حيحط إيده عليا عارفة ليه.. عشان هو كن نوع وفي لي لما بيحب يحب بجد......
راجل يحبك و يحتويكي
في كل أشكك
بعصبيتك و چنونك لما تكوني مخڼوقة
و لما تكوني متضايقة...في كل حاتك مش
حيبص لغيرك مهما كانت اغراءات
محمد مش زي أخوه أيهم و سيف عمره
ماكان عنده تجارب مع بنات اول واحدة دخلت حياته هي نور...
أنا أعرفه من سنين بسمع اخويا دايما بيتكلم
عليه حبيته من قبل ما أشوفه كان فارس
أحلامي و انا عندي سبعتاشر سنة
عرفته قبلها يعني هو من حقي أنا... هي مش بتحبه
و مش حاسة بيه اصلا...نور متستاهلش واحد
زي محمد...لو كانت بتحبه و متمسكة بيه
مكنتش حقدر أاثر عليها مهما قلت في حقه
و شوهت صورته قدامها بس
هي كانت محتاجة حد يشجعها عشان
تتخلص منه... غبية مش عارفة إنها لو لفت
عم مش حتلاقي حد يحبها و يحافظ
عليها زي محمد بحيري...
ديا بتعجب بس هو مش بيحب غيرها
ميار و قد إحمر وجهها من شدة ڠضب عارفة
إنه مش بيتزفت بيحب غيرها بس انا بحبه...
و مش حخليها تتهنى بيه....محمد ليا أنا و حعمل
كل لي اقدر عليه عشان أخليه يحبني....
هما خلاص حيطلقوا و هو أكيد حيكون محتاج
حد يقف جنبه عشان يخرجه من إحساس
وحدة و خذلان و انا بقى حبقى حد
داه.. حعمل كل لي اقدر عليه عشان يكون
ليا... .
ديا بتفكير بس داه مش حب يا ميمي
هو بنسبة ليكي حاجة صعبة و إنت عاوزة
تحصلي عليها بأي ثمن...و لما تمتلكيها
حتزهقي و ترميها....
ميار پغضب إيه تخريف داه...بقلك
بحبه من و انا عندي سبعتاشر سنه... داه
حلم عمر و مش حستسلم غير لما أحققه...
هزت ديا كتفيها باستسلام من عنادها
قبل أن تسألها طيب هما خلاص يعني
مفيش أمل.....
تبدلت ملامح ميار غاضبة إلى أخرى
سعيدة لا نهاردة متفقين يروحوا
محامي عشان يكملوا إجراءات... انا
متابعة كل حاجة بنفسي و بستنى
بدقيقة و ثانية إمتى يبقى حر
و ساعتها حيبقى ملكي....yes yes yes
انا حعمل party بمناسبة حلوة دي..
أنهت جملتها بضحكة طويلة تعبر عن مدى
سعادتها بانتصارها رائع ذي حققته دون
معاناة... نصر لم تتعب كثيرا لتحقيقه فلم
يكن يتطلب منها سوى قليل من صبر
و خطة ذكية حاكتها بذكاء و تمهل شديدين..
و كأن خنجرا حادا تسلل بخفة من بين
أضلعها ليصل نحو قلبها ليقسمه شطرين
دون رحمة او شفقة....لو لم تسمعها بنفسها
لما صدقت...ضحكت بداخلها و عيونها
تنهمر دموعا تعبيرا عن ضياعها و تخبطها
إبتعدت عن باب غرفة بخطوات حذرة
حتى لا يتفطنا لها...
بعد أن إبتعدت مسافة جيدة ركضت بسرعة
نحو سيارتها متجاهلة نظرات باقي
طلاب متعجبة من حتها...
ألقت مافي يديها في كرسي جانبي
للسيارة قبل أن تجلس مكانها لټضرب
رأسها عدة مرات بمقود....
رفعت رأسها لتقابلها صورتها بمرآة ليزداد
چنونها أكثر فأكثر صفعت وجنتيها بكفيها
مرات عديدة ثم جذبت خصلات شعرها
قصيرة حتى شعرت باقتلاع بعض منها
لكنها لم تهتم فم ذي كانت تشعر
به بداخلها أقوى بكثير من ألم جسدها....
أرخت رأسها على ظهر مقعد بعد أن
تعبت و هي تتمتم بصوت لاهث غبية....
غبية...انا أكثر واحدة غبية و حمارة
في دنيا كلها....إزاي قدروا يوقعوني
إزاي...عقلي كان
فين و انا بسمع كلامهم
للدرجة دي انا كنت هبلة و عبيطة.. عندها
حق ماما و له عندها حق...محمد ميستاهلش
واحدة
متابعة القراءة